تخضع هيئة الاتصالات الحكومية البريطانية (GCHQ)، الوكالة المسؤولة عن التنصت الإلكتروني في المملكة المتحدة، لحملة قانونية غير مسبوقة بشأن استخدامها لبرمجيات خبيثة لاختراق واعتراض البيانات الشخصية عن طريق غرسها في الكمبيوترات والهواتف الذكية للمستخدمين دون علمهم.
وأطلقت منظمة "الخصوصية الدولية" (بريفاسي إنترنانشيونال) البريطانية المعنية بحقوق الإنسان الثلاثاء أكبر تحد قانوني لدى الهيئة القضائية البريطانية المستقلة المعنية بمتابعة الاتهامات والشكاوى المتعلقة بالتنصت.
وتزعم بريفاسي إنترنانشيونال أن الهيئة استخدمت أساليب تجسس "لا تتوافق مع المبادئ الديمقراطية ومعايير حقوق الإنسان"، بحسب ما ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية.
جدير بالذكر أن الموظف السابق لدى الأمن القومي الأميركي إدوارد سنودن كان قد كشفت تفاصيل عن القدرات التجسسية لهيئة الاتصالات الحكومية البريطانية من خلال تسريبات نشرتها العديد من الصحف، وعلى رأسها صحيفة "غارديان" البريطانية.
وكشف سنودن أن هيئة الاتصالات الحكومية البريطانية ووكالة الأمن القومي الأميركية (NSA) استخدمتا برامج خبيثة لاعتراض الاتصالات.
وفي شكواها، كشفت منظمة "بريفاسي إنترناشيونال" عن كل البرامج والأدوات المتاحة لدى الهيئة البريطانية للتجسس والاختراق.
وقالت إن برنامج "نوزي سميرف" Nosey Smurf عبارة عن أداة للتنصت على الاتصالات عبر المايكروفون وتسجيلها.
أما برنامج "غومفيش" Gumfish فيسيطر على كاميرا الكمبيوتر أو "الويب كام" ويمكنه أن يسجل ما تلتقطه الكاميرا أو يلتقط صوراً من خلالها.
في حين أن برنامج "فوغي باتون" Foggybottom فيمكنه أن يسجل تاريخ التصفح ويجمع معلومات مفصلة بشأن تسجيل الدخول إلى المواقع التي تتطلب التسجيل للدخول.
أما برنامح "تراكر سميرف" Tracker Smurf فيحدد الموقع الجغرافي للمتصفح في حين أن برنامج "غروك" Grok يسجل الضغط على مفاتيح لوحة المفاتيح.
وقالت منظمة بريفاسي إنترناشيونال إن هذه البرامج تشكل أدوات لخرق الخصوصية وتتيح لهيئة الاتصالات الحكومية البريطانية تكوين صورة مفصلة ودقيقة عن الأفراد على الجانب الآخر من الكمبيوتر أو الهاتف الذكي.
وتتضمن المعلومات المجمعة عن الأفراد "الموقع والعمر والجنس والحالة الاجتماعية ومصادر الأموال والمعلومات الصحية والعرق والتوجهات الجنسية والتعليم والعلاقات الأسرية والاتصالات الخاصة وربما الأفكار".
وقال نائب مدير بريفاسي إنترنانشيونال إريك كينغ: "إن برامج التجسس المستخدمة تشكل المعادل المعاصر لاقتحام الحكومة منزلك والبحث في مكتبتك ودفاتر يومياتك ومجلاتك ومراسلاتك قبل أن تزرع أجهزة تنصت في كل غرفة من غرف منزلك".
وأضاف أن أجهزة الاستخبارات يمكنها أن تقوم بكل هذا من دون علم المرء ويمكنها أن تنتهك الخصوصية لأي شخص على وجه الأرض بطرقات محدودة على لوحة مفاتيح، وكل ذلك يحدث بسرية ومن دون نقاش عام أو سلطة قانونية واضحة.