رفعت تركيا حظر الحجاب في مدارس التعليم الديني في خطوة أثارت انتقاد العلمانيين الذين اعتبروها دليلا جديدا على سعي الحكومة لتنفيذ ما أسموه "جدول أعمال إسلامي".

وقطاع التعليم من مجالات الخلاف الرئيسية بين المحافظين الذين تتكون منهم قاعدة التأييد لحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وبين خصومه العلمانيين الذين يتهمونه بفرض قيم "متشددة" بأسلوب المواربة. 

وثارت مخاوف أولئك العلمانيين هذا العام عندما قال أردوغان إنه يسعى لتربية "نشء متدين" وطرح حزب العدالة والتنمية الذي يتولى السلطة منذ 10 سنوات إصلاحات لنظام التعليم تعزز دور المدارس الدينية.

ويتضمن القرار الخاص برفع الحظر عن الحجاب الذي أعلن الثلاثاء والذي سيدخل حيز التنفيذ بدءا من العام الدراسي 2013-2014 السماح للطالبات في المدارس العادية أيضا بوضع الحجاب في حصص تعليم الدين.

وقال أردوغان إن القرار الذي يتضمن أيضا إلغاء إلزام الطلاب بزي مدرسي موحد جاء بناء على طلب الشعب، وفقا لوكالة "رويترز".

وأضاف خلال مؤتمر صحفي في مدريد الثلاثاء "لنسمح لكل واحد بأن يلبس أبناءه ما يريد حسب إمكاناته".

وتابع "هذه كلها خطوات اتخذت بناء على الطلب"، والتنافس بين النخبتين الدينية والعلمانية من الصدوع الكبيرة في الحياة العامة في تركيا.

وقلص حزب أردوغان ذو الجذور الإسلامية على مدى السنوات العشر الماضية نفوذ الجيش الذي يعتبر نفسه حامي العلمانية منذ تأسيس الجمهورية الحديثة عام 1923، لكن الحزب ينفي أن له جدول أعمال إسلاميا.

وحضر كبار قادة الجيش حفل استقبال الشهر الماضي بمقر الرئاسة حضرته أيضا قرينتا الرئيس ورئيس الوزراء المحجبتان وهو أمر لم يكن وارد الحدوث حتى عهد قريب.

ووصفت صحيفة "جمهوريت" أحدث إجراءات الإصلاح بأنه خطوة نحو "أسلمة" التعليم.

وانتقد اتحاد العاملين في قطاع التعليم الإجراء الخاص بالزي المدرسي الموحد والحجاب.

وقال الاتحاد في بيان "تغيير قواعد الزي مهمة لأنها ترينا إلى أي مدى بعيد يجري تحويل التعليم إلى تعليم ديني".

وأضاف "يجب بالقطع ألا تستخدم الرموز الدينية التي تشيع نمط حياة دينيا في المدارس والتي سيكون لها تأثير سلبي على نفسية التلاميذ"، لكن آخرين عبروا عن تأييدهم للقرار.

وذكر جوركان أفجيي رئيس الاتحاد الديمقراطي للتعليم أن القرار ينهي موروثا من الانقلاب العسكري الذي وقع في 12 سبتمبر عام 1980 بتغيير قواعد الزي.

وقال "لن نتمكن من إنقاذ نظام التعليم من العواقب الضارة لقمع وطقوس ومبادئ وتفكير حقبة الحرب الباردة إلا بعد تحرير المعلمين والطلاب".