اعتقلت السلطات في جنوب السودان 10 أشخاص، بينهم وزير سابق، بتهمة الضلوع في محاولة انقلاب أسفرت عن مقتل عشرات الجنود ونزوح آلاف المدنيين في جوبا حيث لاتزال المعارك مستمرة لليوم الثالث على التوالي.

وقال موقع إلكتروني تابع للحكومة، الثلاثاء، إن الأجهزة الأمنية نجحت في إلقاء القبض على أشخاص ضالعين في هذه المحاولة، بينهم وزير المالية السابق كوستى مانيبي.

وتأتي هذه الاعتقالات في وقت دفع الاقتتال المستمر منذ مساء الأحد الماضي، قرابة عشرة آلاف مدني إلى اللجوء إلى قاعدتي الأمم المتحدة في العاصمة جوبا.

ودعت ممثلة الأمم المتحدة في جنوب السودان، هيلدي جونسون، سكان جنوب السودان، ولا سيما أطراف القتال في جوبا إلى تفادي أية أعمال عنف على أساس اتني أو قبلي.

وقالت جونسون في بيان "اعتبارا من صباح الثلاثاء كان هناك حوالى عشرة آلاف مدني في مجمعي بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، في جوبا"، مؤكدة حرص البعثة على سلامتهم.

وشددت ممثلة الأمم المتحدة أيضا على ضرورة "انضباط قوات الأمن"، في وقت أشارت تقارير إعلامية إلى حملات مداهمات وتفتيش عنيفة تستهدف بعض المنازل في جوبا.

يشار إلى أن مصادر طبية قالت، الثلاثاء، إن 66 جنديا قتل وأصيب 140 آخرين، بينهم مدنيون، في المعارك الجارية في جوبا منذ بدء المعارك مساء الأحد.

وكان الرئيس سلفا كير قال الاثنين إن قواته أحبطت "محاولة انقلاب" قام بها مقاتلون موالون لنائبه السابق ريك ماشار الذي أقيل في يوليو الماضي، وأعلن فرض حظر التجول من الغروب إلى الفجر.

ويحيي القتال ذكريات الانقسام داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان في تسعينات القرن الماضي حين قاد ماشار مجموعة منشقة خاضت معارك مع موالين للرئيس الحركة الراحل جون قرنق.

وينتمي ماشار، الذي لا يزال متواريا عن الأنظار، إلى قبيلة النوير الذي خاضت اشتباكات في الماضي مع قبيلة الدينكا وهي القبيلة المهيمنة في جنوب السودان وينتمي إليها كير.

وتقول مجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر السياسية "الانقسامات التي تستند في أغلبها إلى اعتبارات عرقية تفسر الصعاب التي تواجهها حكومة الدولة الجديدة".

ويؤكد منتقدون للحكومة أن الدولة الجديدة تعاني من نفس المشكلات التي كانت في السودان القديم، وهي تفشي الفساد وسوء الخدمات العامة وقمع معارضي الحكومة ووسائل الإعلام.