لا يزال، الملف النووي الإيراني، هو شغلَ إسرائيل الشاغل، ومصدرَ قلقِها المتنامي. ولطالما كانت قدراتُ إيران النووية محل تهديد إسرائيلي مستمر خلال الفترة الماضية عندما لوَّحت تل أبيب في أكثر من مناسبة باستهداف المنشآت النووية الإيرانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال إن حرب إسرائيل الأساسية هي ضد إيران بما تُمثله من تهديد عن طريق أذرعها في المنطقة وصواريخها وبرنامجها النووي.

سكاي نيوز عربية، تناولت التوترات المتزايدة بين إيران وإسرائيل، وناقشت الخبير في الشؤون الإيرانية بمركز الأهرام، محمد عباس ناجي، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف إيران بأنها التهديد الأساسي لإسرائيل، مؤكداً أن عام 2025 سيكون نقطة فاصلة في تحديد مسار الملف النووي الإيراني، خاصة مع اقتراب موعد رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران في أكتوبر 2025.

التوافق الأميركي الإسرائيلي

ناجي أشار إلى التوافق الكبير بين الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب وحكومة نتنياهو حول ضرورة جعل الملف النووي الإيراني أولوية في عام 2025.

ولفت ناجي إلى أن إيران أصبحت تمتلك المواد التي قد تساعدها على الوصول إلى المرحلة النووية العسكرية، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل.

وأضاف أن إسرائيل ستكثف من جهودها العسكرية ضد إيران بعد الانتهاء من عملياتها العسكرية في غزة ولبنان، مع التركيز بشكل أكبر على الملف النووي الإيراني.

التهديد بالعقوبات والخيارات العسكرية

فيما يتعلق بسياسة الرئيس الأميركي المنتخب تجاه إيران، أكد محمد عباس ناجي أن الإدارة الأميركية ستواصل استخدام سياسة "الضغط الأقصى" من خلال فرض مزيد من العقوبات على طهران.

وأشار إلى أن ترامب قد يعتمد أيضاً على التهديدات العسكرية، بما في ذلك الهجمات السيبرانية على المنشآت النووية الإيرانية، كوسيلة للضغط على إيران لتغيير سلوكها النووي.

وتوقع ناجي أن الضغط العسكري قد يتزايد في حال فشلت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.

إيران.. سياسة مزدوجة بين التهديد والمفاوضات

أما بالنسبة لإيران، فقد أوضح ناجي أن طهران تتبع سياسة مزدوجة، حيث تقوم بتصعيد أنشطتها النووية في الوقت الذي تبقي فيه باب المفاوضات مفتوحاً.

وأكد أن إيران ستتابع عن كثب تحركات إدارة ترامب بعد توليه منصبه، وتنتظر رؤية ما إذا كانت السياسة الأمريكية ستتجه نحو الدبلوماسية أم التصعيد.

تحديات إضافية في المفاوضات المستقبلية

وأشار محمد عباس ناجي إلى أن المفاوضات المقبلة مع إيران قد تتجاوز البرنامج النووي لتشمل قضايا أخرى مثل تعاون إيران العسكري مع روسيا في الحرب الأوكرانية ودعمها للميليشيات في المنطقة.

وأضاف أن أي اتفاق بين إيران والولايات المتحدة قد يتطلب من إيران تقليص دعمها لروسيا في الحرب الأوكرانية وكذلك إنهاء دعمها للمجموعات المسلحة في الشرق الأوسط.

وأضاف ناجي أن فشل التوصل إلى اتفاق قد يزيد من احتمالات التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية.

الخيارات في 2025

مع اقتراب عام 2025، يشهد الوضع في الشرق الأوسط تصاعداً في التوترات حول البرنامج النووي الإيراني. في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل والولايات المتحدة ممارسة ضغوط مكثفة على طهران، يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت المفاوضات ستنجح أم أن التصعيد العسكري سيكون هو الخيار النهائي.