شكل فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية إحباطا لدى القوى الغربية، لا سيما وأن الرجل يرفع شعار أميركا أولا، ما يهدد بجفاف المساعدات التي تقدمها واشنطن لكييف وميل الكفة لصالح موسكو التي اعتمدت سياسة ناجحة راهن فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الوقت.

ومع تقدم روسيا في الميدان قال سيرغي شويغو سكرتير مجلس الأمن الروسي، الخميس، إن الوضع في جبهات القتال ليس في صالح أوكرانيا، وقدم للغرب خيار الاعتراف بالواقع الحالي والتفاوض مع روسيا لإنهاء الحرب أو الاستمرار في تمويل كييف وتدمير الأوكرانيين بحسب تعبيره.

وتتوافق تصريحات شويغو مع التقدم السريع للقوات الروسية على الأرض لا سيما في كورسك، وذلك قبل وصول ترامب للبيت الأبيض والذي قد يكون أكثر قربا من الموقف الروسي من سلفه جو بايدن.

من جانبه قال الدبلوماسي الأوكراني السابق فولودمير شوماكوف إن تقديم تنازلات لروسيا أمر مؤلم بالنسبة لأوكرانيا.

أخبار ذات صلة

"أصعب ملف".. كيف سيتعامل ترامب مع حرب أوكرانيا؟
صراع الكوريتين ينتقل لأوكرانيا.. سول تبحث تسليح كييف

وأضاف شوماكوف لقناة "سكاي نيوز عربية" أن بوتين يريد إرجاع نفوذ روسيا في الجمهوريات السوفيتية السابقة ولديه طموحات لعمل إمبراطورية روسية وهو ما دفع دولا مثل كازاخستان وطاجاكستان إلى الهروب نحو مظلة الصين.

واعتبر أن كييف تشعر بالقلق من تصريحات ترامب والذي تحدث عن صيغة للسلام تضمن لروسيا عدم دخول أوكرانيا في حلف الناتو، وتضمن لكييف عدم شن روسيا هجمات عليها، مشيرا إلى أن بوتين لن يقبل بهذه الصيغة أيضا.

وتابع: "حتى لو تنازلت أوكرانيا عن دونباس فإن بوتين لن يتوقف عند هذا الحد، وهو يرفض أي مفاوضات بسبب تقدم قواته".

أخبار ذات صلة

حملة ترامب تكشف خطة "اليوم الأول" في البيت الأبيض
وعد ترامب وخوف زيلنسكي.. ماذا يستجد على ساحة أوكرانيا؟

ولفت شوماكوف إلى أن "الحرب في أوكرانيا جعلت اليمين الموالي لروسيا يصعد في أوروبا، والوقت ليس في صالح أوكرانيا أو أوروبا أمام روسيا، لا سيما في ظل تركيز ترامب على السياسات الداخلية بشكل مقلق لكييف".

وأوضح أن أوكرانيا تعاني من استنزاف في وقت تشترط فيه روسيا استسلام كييف وتلعب على الوقت الذي لم يعد في صالح أوكرانيا خاصة مع تقديم كوريا الشمالية دعما لروسيا بالسلاح والعتاد.