نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين أحدهما عضو في الحرس الثوري وأخر يعمل في قطاع الإعلام والمعلومات، أن "طهران غير مهتمة إلى حد كبير بالفائز النهائي (في الانتخابات الرئاسية) في نوفمبر وتعتقد أن عداء واشنطن يتجاوز أي حزب سياسي".

وأضافا أن "الهدف الأكبر هو زرع الاضطرابات وتعميق الاستقطاب ووضع إيران في مرتبة روسيا والصين كقوة جيوسياسية".

وفي هذا الاطار تحدث المسؤولان للصحيفة عن جهود إيران في نشر التضليل في الولايات المتحدة للتأثير في سير السباق الرئاسي وأشارا إلى أن طهران زادت من الموارد التي تضخها في عملياتها الإعلامية للتضليل منذ سنة 2022 وأن عملاء الحكومة يقومون بشكل روتيني باستكشاف الجامعات الإيرانية لتجنيد خريجي التكنولوجيا من ذوي المستوى العالي، وعرض رواتب عالية وتمويل البحوث.

المسؤولان اللذان وصفتهما الصحيفة بالمطلعين على "حملات التضليل في إيران"، قالا إن حكومة طهران والحرس الثوري يديران شبكة من الأفراد الذين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي لدفع وجهات نظر إيران، وبعضهم تحت أسماء مستعارة. وأضافا إنهم يكلفون أيضًا مشاريع لشركات التكنولوجيا والناشئة في إيران، وبعضها لا يدرك تمامًا الأغراض الحقيقية للمشاريع.

وتشمل شبكة إيران الواسعة من عملاء النفوذ والمتسللين شركات واجهة يسيطر عليها الحرس الثوري، كما أشار المسؤولان.

مسؤولون أميركيون ومحللو شركات تكنولوجيا رصدوا حملة متصاعدة من قبل إيران للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية هذا العام، مشيرين إلى جهود الدعاية والتضليل الإيرانية الأخيرة أصبحت "أكثر وقاحة وتنوعًا وطموحًا".

أخبار ذات صلة

أميركا تحمّل إيران مسؤولية هجوم إلكتروني استهدف حملة ترامب
غوغل: جهود إيران لاختراق الحملات الرئاسية الأميركية مستمرة

 

عدوانية متزايدة

آفريل هاينز، مديرة الاستخبارات الوطنية حذرت مؤخرا من أن "إيران أصبحت عدوانية بشكل متزايد في جهودها للتأثير في الخارج، وتسعى إلى تأجيج الخلاف وتقويض الثقة في مؤسساتنا الديمقراطية".

كما دعت هاينز الأميركيين إلى توخي الحذر عندما "يتفاعلون عبر الإنترنت مع حسابات وجهات فاعلة لا يعرفونها شخصيًا".

وانضم مكتبها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الشهر الماضي لإصدار بيان يشير إلى أن "إيران ترى أن انتخابات هذا العام ستكون ذات أهمية خاصة من حيث التأثير الذي يمكن أن تحدثه على مصالح أمنها القومي، مما يزيد من ميل طهران لمحاولة تشكيل النتيجة".

أخبار ذات صلة

مكتب التحقيقات الفيدرالي يحذر حملة هاريس من "تهديد أجنبي"
"إف بي آي" يحقق في مزاعم اختراق إيران لحملة ترامب

 وأشارت الصحيفة إلى أن تقديرات الإستخبارات الأميركية أظهرت أن إيران استخدمت في الأشهر الماضية وسائل التواصل الاجتماعي لتأجيج الاحتجاجات التي نظمها الطلاب ضد حرب إسرائيل في غزة، حيث قدم العملاء المساعدة المالية وانتحلوا صفة الطلاب.

تقول الصحيفة إن جهود إيران تهدف إلى تقويض حملة الرئيس السابق دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض واستهدفت أيضًا الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، وهو الأمر الذي يشير -وفقًا للصحيفة- إلى هدف أوسع يتمثل في زرع الفتنة الداخلية وتشويه سمعة النظام الديمقراطي في الولايات المتحدة على نطاق أوسع في نظر العالم.

وبحسب تسريبات، نجح عملاء إيرانيون بالفعل هذا العام في اختراق رسائل البريد الإلكتروني لروجر ستون، المستشار القديم لترامب، وحاولوا اختراق حملة بايدن وهاريس.

وكشفت شركة ميتا الشهر الماضي عن جهد مماثل ضد الحملتين السياسيتين على تطبيق المراسلة واتساب.

تشير الصحيفة إلى أن اهتمام إيران بالتأثير المباشر على الانتخابات الأميركية بدأ يزداد بعد انسحاب ترامب من الإتفاق النووي سنة 2015.

ووجد تقييم استخباراتي تم رفع السرية عنه يعود إلى عام 2021 أن إيران سعت إلى تقويض احتمالات انتخاب ترامب وتشويه سمعة العملية الديمقراطية، بهدف أكبر يتمثل في الإضرار بصورة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

وخلال الانتخابات النصفية في عام 2022، وحاولت إيران التدخل، على أمل "استغلال الانقسامات الاجتماعية الملحوظة"، وفقًا لتقرير استخباراتي آخر تم رفع السرية عنه.

وعثر الخبراء على أدلة على أن المسؤولين الإيرانيين أرادوا تعزيز الجماعات القومية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة المتطرفين ضد بعضهم البعض في عام 2024. كما فكرت إيران أيضًا في تكتيكات مثل إنشاء وكالات أنباء مزيفة للتفاعل مع وسائل الإعلام الأميركية وتحريك فرق خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقًا للتقييم الاستخباراتي.

تتم عمليات التأثير السرية لطهران إلى حد كبير من قبل وحدات داخل الحرس. وحددت حكومة الولايات المتحدة ثلاث شركات واجهة على الأقل تقول إنها خاضعة لسيطرة الحرس: الاتحاد الدولي لوسائل الإعلام الافتراضية، واتحاد الإذاعة والتلفزيون الإسلامي الإيراني، ومعهد بيان رسانة جوستار.