نفى ممثل تنسيقية الحركات الوطنية الأزوادية، سيد بن بيلا الفردي، ما تناولته وسائل إعلام عن دعم المخابرات الأوكرانية للأزواديين في معركتهم ضد مليشيات فاغنر والجيش المالي.
وقال الفردي في تصريح خاص لموقع سكاي نيوز عربية: "انتشرت في الفترة الأخيرة بعض الصور المفبركة لأفراد يحملون العلم الأوكراني بجانب مقاتلي الحركة، كثير من هذه الصور مفبركة، ولا صحة أبدا لتعاون عسكري أوكراني معنا، ما حصل في ميدان المعارك الأخيرة ما بين "تينزواتن" و "آشبريش وإخربان" جهد أزوادي وطني مائة في المائة".
و"أضاف: لا أظن الخبر المنقول عن المخابرات الأوكرانية إلا محاولة لإغاظة الروس".
تأتي تصريحات الفردي ردا على مزاعم للاستخبارات العسكرية الأوكرانية بأنها شاركت معلومات استخباراتية مع مقاتلي الحركة خلال عملية ضد فاغنر.
وقال المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية لصحيفة الغارديان أندريه يوسوف، الاثنين، إن "المتمردين تلقوا المعلومات اللازمة، وليس فقط المعلومات، ما مكنهم من تنفيذ عملية عسكرية ناجحة ضد مجرمي الحرب الروس".
وتعرضت "فاغنر" لهزيمة كبيرة على يد الحركات الأزوادية في مالي، وذلك بعد سلسلة انتصارات مكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من شمال البلاد، وقد يدفع هذا الإخفاق موسكو إلى التفكير في نشر قواتها المنشأة حديثا "الفيلق الأفريقي" لإنقاذ تلك المكاسب.
واعترفت فاغنر، الاثنين، إن مقاتليها وجنودا ماليين تكبدوا خسائر خلال قتال شرس مع متمردي الطوارق في بلدة تينزواتن قرب الحدود مع الجزائر، بعدما حاولوا التقدم للسيطرة عليها.
وقالت الشركة الروسية، في بيان على تطبيق تلغرام، أن قواتها قاتلت في صف جنود مالي من 22 إلى 27 يوليو وأن مقاتليها بالقرب من تينزاوتين كانوا بقيادة سيرغي شيفتشينكو، الذي يحمل الاسم الحركي (بوند)، وفي اليوم الأول، قضت مجموعة بوند "على أغلب الإسلاميين وجعلت البقية يهربون"، مضيفة "لكن عاصفة رملية أتاحت للمتطرفين إعادة تنظيم أنفسهم وزيادة أعدادهم إلى ألف شخص"، وفقا لرويترز.
بقاء "فاغنر" محل شك
بدوره يقول الخبير في شؤون غرب إفريقيا تشارلز أسيجبو، أن بقاء قوات فاغنر في مالي أو الدول الأخرى التي تنتشر فيها أصبح محل شك، بعد الهزيمة التي تعرضت على الحدود الجزائرية ضد متمردي أزواد قليلي التسليح مقارنة بها والجيش المالي، وربما يفتح هذا الباب أمام تولى الجيش الروسي زمام الأمر مباشرة عبر الفليق الإفريقي.
وأضاف أسيجبو، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن دخول الفيلق على الخط سيجعل الجيش الروسي منخرطا بشكل مباشر في الصراعات في القارة، وربما هذا الأمر يصب في مصلحة الحكومات الانقلابية التي تستعين بـ"فاغنر"، لأن الفيلق سيستعين بقدرات الجيش الروسي سواء القدرات التكتيكية أو الاستخبارية وسيكون أكثر فائدة من الشركة.
المعقل الأخير
بدأت المعارك بعد تقدم الجيش المالي و"فاغنر" نحو آخر معقل للأزواديين، وذلك في محاولة لاستكمال السيطرة على الأراضي الأزوادية بعد سقوط كيدال نهاية العام الماضي، ويسعى الجيش المالي إلى بسط سيطرته على الإقليم الغني بالمعادن، خاصة الذهب، تلبية لتعهداته لفاغنر وروسيا وتركيا، التي تزوده بطائرات مسيرة كان لها دور كبير في التفوق العسكري المالي.
كما شهدت المعارك يوم الخميس قتالا على نطاق واسع، حيث أعلن الجيش المالي سيطرته على بلدة "إن أفراك" التجارية، والتي تقع على بعد 122 كيلومترا شمال غرب تيساليت في منطقة كيدال.
وفي بيان صادر عن الجيش المالي، تم الإشارة إلى "هبوط اضطراري" لطائرة هليكوبتر بعد مواجهتها "صعوبات"، دون وقوع إصابات.
هزيمة غير مسبوقة للروس
ويقول ممثل تنسيقية الحركات الوطنية الأزوادية، سيد بن بيلا الفردي، أن الانتصار على القوات المالية وفاغنر لن يكون الأخير الأيام والأسابيع القادمة ستكون حبلى الأحداث، ورغم الفارق الكبير في العدة والعتاد الذي يصب لصالح الخصوم، إلا أن القوات التابع للحركات الأزوادية تمكنت من تحقيق النصر في المعركة.
وأضاف الفردي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن ما وصفه بـ"ظلم الروس وأعوانهم المالين وتعديهم على أعراض الناس وممتلكاتهم وتشريدهم في الصحاري" في هذا الوقت شديد الحرارة جعل المقاتلين يستميتون في الدفاع عن آخر نقطة بالقرب الحدود الجزائرية، تجمع فيها منذ شهور أكبر عدد من المواطنين الأزواديين الفارين من "بطش ووحشية الروس في منكا وغاوة وكيدال"، حسب تعبيره.
وتابع: "معنويات المقاتلين الأزواديين عالية جدا، وما جرى انتصار تاريخي للمقاومة الأزوادية ضد قوة بحجم روسيا".