في أحدث تطور للصراع في منطقة الصحراء الكبرى، تكبد الجيش المالي وقوات فاغنر الروسية أكبر هزيمة عسكرية لهم في معركة تينزواتن، التي تقع بالقرب من الحدود الجزائرية.

المعارك التي بدأت يوم الخميس الماضي واستمرت حتى يوم السبت أسفرت عن خسائر فادحة للطرفين، لكن الحركات الأزوادية المسلحة، والمعروفة بـ"الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي"، نجحت في إلحاق الهزيمة بالجيش المالي وعناصر فاغنر.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت يوم السبت مشاهد لجثث عناصر روس، مما يعكس حجم الخسائر الفادحة. المعركة، التي شهدت قتالا عنيفا لم يسبق له مثيل منذ أشهر، تركزت في بلدة تينزواتن، التي تعد نقطة استراتيجية قرب الحدود مع الجزائر.

وبدأت المعارك بعد تقدم الجيش المالي وفاغنر نحو آخر معقل للأزواديين، وذلك في محاولة لاستكمال السيطرة على الأراضي الأزوادية بعد سقوط كيدال نهاية العام الماضي. ويسعى الجيش المالي إلى بسط سيطرته على الإقليم الغني بالمعادن، خاصة الذهب، تلبية لتعهداته لفاغنر وروسيا وتركيا، التي تزوده بطائرات مسيرة كان لها دور كبير في التفوق العسكري المالي.

كما شهدت المعارك يوم الخميس قتالا على نطاق واسع، حيث أعلن الجيش المالي سيطرته على بلدة إن أفراك التجارية، والتي تقع على بعد 122 كيلومترا شمال غرب تيساليت في منطقة كيدال. وفي بيان صادر عن الجيش المالي، تم الإشارة إلى "هبوط اضطراري" لطائرة هليكوبتر بعد مواجهتها "صعوبات"، دون وقوع إصابات.

أخبار ذات صلة

مالي.. تبادل اتهامات بشأن "المقبرة الجماعية" في كيدال
عجلة الحرب تدور في مالي.. وشبح 2012 يهدد البلاد

من جانبه، أشار الناطق الرسمي باسم تنسيقية الحركات الأزوادية في مالي، محمد المولود رمضان، في تصريح لـ "سكاي نيوز عربية"، إلى أن "معارك تينزواتن قد بدأت يوم الخميس الماضي، وأنه في يوم السبت تكبد الجيش المالي ومرتزقة فاغنر خسائر فادحة في الأرواح وآليات مدرعة مدمرة وأخرى بحالة جيدة تم الاستيلاء عليها وذخائر وصهاريج وقطع أخرى من العتاد الحربي ومروحية تضررت في المعارك وسقطت قرب كيدال".

وأضاف رمضان أن "المعركة أسفرت عن مقتل حوالي 100 عنصر من فاغنر، الذين مارسوا الانتهاكات بحقوق الشعب الأزوادي".

وأكد أن "معارك تينزواتن تشكل مرحلة من مراحل الحرب، وأن هناك خطة موضوعة تشمل عمليات منظمة لاسترداد أراضي الأزوادي من منكا وجاوا و كيدال وتمبكتو وغيرها".

وأوضح أن "الوضع الحالي لا يزال بعيدا عن مرحلة المفاوضات أو الحلول السلمية، حيث أن المجلس العسكري هو من بدأ الحرب والصراع دون الالتزام باتفاقية الجزائر، مما فرض الحرب على الأزواديين".

وذكر أن تنسيقية الحركات الأزوادية تدافع عن نفسها وستحدد نهايتها، مؤكدا على حق الشعب الأزوادي في تقرير مصيره.