تعرضت شبكة السكك الحديدية الفرنسية، لهجوم كبير وأعمال تخريب، حسبما كشفت شركة السكك الحديدية الفرنسية اليوم الجمعة، مما أثار تساؤلات بشأن تورط تنظيم داعش الذي أعلن في الأشهر الأخيرة عزمه استهداف فعاليات رياضية ضخمة.

ووقع الهجوم، الذي شمل حرقا متعمدا لمرافق السكك الحديدية، تزامنا مع حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس، مما زاد من تعقيد الوضع وأثار تساؤلات حول إمكانية ارتباطه بتهديدات تنظيم داعش الإرهابي.

تهديدات داعش

وفي أبريل الماضي، هدد تنظيم داعش خراسان باستهداف الملاعب التي تستضيف مباريات ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

وفي أواخر مارس، تلقت شرطة باريس اتصالا من الصحافي الطاجيكي تيمور فاركي، بعد مذبحة نفذها مسلحون طاجيكيون مرتبطون بتنظيم داعش في موسكو، حيث استجوبته السلطات الفرنسية حول الجالية الطاجيكية الصغيرة في فرنسا.

أخبار ذات صلة

قبل افتتاح الأولمبياد.. مخربون يهاجمون خطوط سكك حديد بفرنسا

استراتيجيات داعش

دعا تنظيم داعش إلى زيادة العنف في روسيا وأوروبا، مشيرا إلى الأحداث الرياضية الكبرى كأهداف محتملة، بما في ذلك مباريات دوري أبطال أوروبا في لندن ومدريد وباريس.

وذكر فرع التنظيم في أفغانستان - ولاية خراسان، أنه يخطط لتنفيذ هجمات مماثلة لسلسلة هجمات باريس الإرهابية في نوفمبر 2015 خلال دورة الألعاب الأولمبية 2024.

 

فرضيات الخبراء

يوضح الخبراء أن التركيز الأمني حالياً يتجه نحو تهديد الإرهاب، وأن هناك احتمالا أن يهاجم تنظيم داعش، أو أنصاره أو الموجهون عن بُعد، أهدافاً أكثر ليونة في فرنسا أو في أي مكان آخر في أوروبا خلال الألعاب الأولمبية، حيث يسعى التنظيم الإرهابي لاستغلال توقيت الحدث لتقديم دعاية له.

ويشير الخبير الفرنسي في الجماعات الجهادية، توري هامينج، إلى أن احتمال تورط تنظيم داعش في الهجوم قائم، بالنظر إلى أن التنظيم نفذ هجمات سابقة في روسيا وإيران.

وبعد أقل من شهر من الهجوم الذي استهدف قاعة حفلات موسيقية خارج موسكو، والذي أسفر عن مقتل 145 شخصا، دعا تنظيم داعش-خراسان، إلى مزيد من العنف في روسيا وأماكن أخرى في أوروبا.

وأضاف هامينج، أن الذراع الإعلامية لتنظيم داعش - ولاية خراسان ، الأحداث الرياضية الكبرى هذا الصيف كأهداف محتملة، وهددت بمهاجمة الملاعب التي تستضيف مباريات دوري أبطال أوروبا في لندن ومدريد وباريس.

أخبار ذات صلة

امتد لدول أوروبية.. تأثيرات "تخريب" شبكة قطارات باريس

وتابع أنه تم إحباط مؤامرات لاستهداف أولمبياد باريس بشكل مباشر، حيث تم اعتقال شاب يبلغ من العمر 16 عاماً في أواخر أبريل بعد أن أعلن على وسائل التواصل الاجتماعي عن رغبته في أن يصبح شهيدا خلال الألعاب الأولمبية.

وأضاف أنه في 22 مايو، تم القبض على شاب آخر يبلغ من العمر 18 عاماً في سانت إتيان بتهمة التخطيط لهجوم في ملعب كرة قدم سيتم استخدامه خلال الأولمبياد.

وأشار إلى أنه ومنذ بداية حرب غزة، أحبطت السلطات الأمنية في أوروبا العديد من المؤامرات الإرهابية، بما في ذلك خطط لمهاجمة أسواق عيد الميلاد، الكاتدرائيات، حفلات موسيقية، البرلمان السويدي، والكنائس، فضلا عن مؤامرات لاستهداف أولمبياد باريس.

قدرات داعش لتنفيذ هجمات سيبرانية

فيما ترى الخبيرة الأميركية في الشؤون الدولية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، أن استراتيجية تنظيم داعش تركز على استهداف الأحداث الجماهيرية من خلال إطلاق النار أو التفجيرات أو الدهس بالسيارات.

 وتعتقد تسوكرمان، أن التنظيم لا يمتلك بعد القدرة على تنفيذ هجمات سيبرانية معقدة أو تنفيذ عمليات حرق متعمد.

وقالت إنه في الأسابيع الأخيرة، ألقي القبض على العديد من المواطنين الروس في فرنسا بتهم تشمل التجسس، ومؤامرات الاغتيال، والتخطيط لهجمات حرق متعمد، ووكان آخر هؤلاء المخربين، الذي كان يعمل متخفياً كقائد، قد تم القبض عليه وهو يخطط لعملية لتعطيل الألعاب الأولمبية.

من جهة أخرى، يرى الباحث في الجماعات الجهادية أحمد سلطان، أن تنظيم داعش يمتلك قدرات متقدمة في تنفيذ هجمات سيبرانية كهرومغناطيسية.

أخبار ذات صلة

إنذار بوجود قنبلة في مطار على الحدود السويسرية الفرنسية

ويضيف سلطان إنه ورغم أن هذه القدرات ليست كبيرة، فإن تنفيذها يتطلب وقتا ويؤدي عادة إلى تأثيرات طويلة الأمد مثل الضرر أو التعطيل لمؤسسات مهمة، وتعد هذه الهجمات من بين الأساليب قليلة التكلفة وعالية التأثير.

ويتابع أنه على مدى العامين الماضيين، توسع تنظيم داعش في استخدامه للقدرات السيبرانية لتعزيز تأثيره على الإنترنت، حيث يشمل هذا التوسع التلاعب بالموارد الإلكترونية لتجنيد الأفراد ونشر الدعاية، وهو جزء من استراتيجية أوسع تستخدم في الحرب غير المتكافئة.

ويعتبر أن تنظيم داعش يمتلك استراتيجية سيبرانية تتماشى مع نموذج حروب الجيل الرابع الذي يتميز باستخدام تكتيكات غير تقليدية وشبكات غير رسمية لضرب نقاط الضعف في الخصم.

أخبار ذات صلة

افتتاح الأولمبياد.. احتمال سقوط الأمطار واستبعاد "الكارثة"

 

وتركز هذه الاستراتيجية على استغلال الفضاء الإلكتروني بشكل فعال لتعزيز قدرات التنظيم وإلحاق الضرر بالخصم بطرق غير مباشرة، مما يجعل من الصعب تحديد مصادر الهجمات واحتوائها بسرعة