يترقب الأميركيون عن كثب المناظرة الأولى التي تعقد بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وغريمه الجمهوري دونالد ترامب، وتستضيفها شبكة "سي إن إن" في استوديوهاتها بأتلانتا مساء الخميس، في حين يتطلعون للاستماع لوجهات النظر حول القضايا الأكثر اهتمامًا للداخل الأميركي، لتحديد موقفهم من الانتخابات التي تجرى مطلع نوفمبر المقبل.
ويعتقد محللون أميركيون ومراقبون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن المناظرة تمثل عامًا مهماً في اتجاهات الرأي العام الأميركي إزاء التصويت لأحد المرشحين، وخاصة في "الولايات المتأرجحة" التي لم يُحدد اتجاهات تصويتها الرئيسية حتى موعد الانتخابات، وعلى رأسها أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وبنسلفانيا.
كما حددوا 3 قضايا رئيسية تكون بؤرة اهتمام الرأي العام الأميركي ويتوقون لمعرفة موقف بايدن وترامب منها، وهي: الاقتصاد والهجرة والجريمة.
استطلاع يكشف الموقف
وبحسب استطلاع جديد أجرته وكالة أسوشيتد برس بالتعاون مع مركز نورك لأبحاث الشؤون العامة، يخطط معظم البالغين في الولايات المتحدة لمشاهدة المناظرة الرئاسية، إذ يعتقد الكثيرون أن الحدث سيكون مهمًا لحملات كل من بايدن وترامب على حد سواء.
وأوضح حوالي 6 من كل 10 بالغين في الولايات المتحدة أنهم من المحتمل "جدًا" أن يشاهدوا المناظرة مباشرة أو عبر المنصات الرقمية، أو يقرأوا أو يستمعوا إلى التعليقات حول أداء المرشحين في الأخبار أو وسائل التواصل الاجتماعي.
ويشير الاستطلاع إلى أن عشرات الملايين من الأميركيين من المرجح أن يروا أو يسمعوا عن جزء على الأقل من مناظرة الخميس على الرغم من بدايتها غير المعتادة في موسم الحملة الانتخابية.
وينظر أنصار بايدن وترامب إلى المناظرة على أنها "اختبار رئيسي لمرشحهم، أو مجرد مشهد لا ينبغي عدم متابعته".
ويقول 47 بالمئة من الأميركيين -وفق الاستطلاع- أن النقاش مهم للغاية لنجاح حملة بايدن، في الوقت الذي يرى 4 من كل 10 أشخاص أنه مهم للغاية لحملة ترامب.
استعدادات خاصة
من واشنطن، قال المواطن الأميركي سكوت ريفير لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الكثير من الأميركيين سيحرصون على متابعة هذه المناظرة، والتي تأتي قبل مؤتمر الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وقبل الحكم على ترامب في 11 يوليو، و"قد تكون في الواقع أسبابا وجيهة لحشد الأمريكيين أمام الشاشات لمعرفة مواقف المرشحين في القضايا الحاسمة".
وأضاف ريفير أنه "في الوقت الحالي، فهناك ثلاث قضايا رئيسية تدفع الناخبين للمتابعة، وهي الجريمة والاقتصاد والهجرة، على الرغم من أنه من المتوقع أن يركز الرئيس بايدن على الإدانة الأخيرة لنظيره ترامب، وبالتالي يريد الناخب الأميركي معرفة ما سيحدث مع الاقتصاد، والجريمة التي يراها الناس يوما بعد يوم".
على المستوى الشخصي، أوضح "ريفير" إنه يخطط للتجهيز مبكرًا لمشاهدة المناظرة على شبكة "سي إن إن" التاسعة مساء الخميس بالتوقيت المحلي، كما أن عدد الشبكات التي ستقوم بالبث المتزامن يوضح مدى أهمية النقاش في هذا الوقت.
وعن موقفه من كلا المرشحين، قال: "حقيقة هناك شعور بأن بعض الناس يكرهون كلا المرشحين، لكنني أميل إلى ترامب، بالنظر للسياسات التي اتبعها بايدن خلال ولايته وعلى رأسها سوء التعامل مع الانسحاب من أفغانستان والقرارات المتعلقة بالصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، خاصة أنه كان لي شرف الخدمة في الجيش الأميركي".
أما الأميركي آرثر موريس، البالغ من العمر 40 عامًا، هو ناخب متردد بين بايدن أو ترامب أو مرشح ثالث، قال إن نسبة كبيرة من الأمريكيين، لديهم شكوك حول القدرات العقلية لـ"المرشحين المسنين"، ويعتقدون أن أداء بايدن في المناظرة هو "اختبار مهم".
وأضاف موريس "أحتاج إلى أن يثبت لي بايدن أنه مقنع بما يكفي ليكون قادرًا على شغل هذا المنصب والتنفيذ بالمستوى الذي نحتاجه".
وأشارت فيكتوريا بيردومو، وهي ربة منزل تبلغ من العمر 44 عامًا، إلى أن "المناظرة أمر بالغ الأهمية... وتُظهر لأميركا ما ستراه خلال السنوات الأربع المقبلة".
في المقابل، أوضح نيك جرين، أنه يخطط للاستماع إلى تحليل ما بعد المناظرة على البودكاست، معتقدًا أن "غالبية الناس يتخذون قراراتهم بناءً على هذه المناقشات أو بدونها".
مناظرة تاريخية
بدوره، وصف الأكاديمي وكبير الباحثين بمركز واشنطن للسلام والتنمية، إدموند غريب، في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، المناظرة الأولى بأنها "تاريخية، ومهمة لكلا المرشحين".
واعتبر "غريب" أن غالبية الأمريكيين سيتابعون المناظرة، سواء على الهواء مباشرة، أو عبر مقاطع منها، أو التحليلات التي ستُكتب عنها بعد انتهاء الـ 90 دقيقة التي تستغرقها المناقشات.
وقال الأكاديمي الأمريكي إن "استطلاعات رأي حديثة تشير إلى أن 4 من كل 10 أمريكيين يتوقع أنهم سيتابعون المناظرة مباشرة، وما يزيد عن 20 بالمئة سيتابعونها عبر برامج الأخبار والصحف".
ومع التأكيد على أهمية تلك المناظرة الأولى المبكرة، إلا أن كبير الباحثين بمركز واشنطن للسلام والتنمية رجح ألا تساهم وحدها في تحديد القرار النهائي للناخبين إزاء التصويت لبايدن أو ترامب، شريطة ألا يقع أحد المرشحين في أخطاء كبرى أو بطريقة تعبيرهم عن القضايا التي ستكون محل اهتمام بالغ من الأمريكيين.
وأضاف: "أداء كلا المرشحين سيكون تحت المجهر، فهناك أسئلة حول القدرات الصحية والعقلية لبايدن، وحال سقوطه في أخطاء بهذا الصدد سيؤثر ذلك على اتجاهات التصويت، كما أن تصرفات ترامب إن ظلت حادة على غرار ما جرى في 2020 فسيكون للأمر تداعيات سلبية عليه".