أفاد مسؤولان أمريكيان ومسؤولان إسرائيليان، أحدهما حالي والآخر سابق، لموقع "أكسيوس" بأن وكالات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية تبحث في معلومات جديدة حول نماذج حاسوبية من قبل علماء إيرانيين يمكن استخدامها في البحث والتطوير للأسلحة النووية.
وأوضح الموقع الأميركي أن الغرض من هذه النماذج لازال غير واضح.
وعبر بعض المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين عن قلقهم من أن هذه المعلومات تشكل إشارة غير مريحة لطموحات إيران النووية، بينما وصفها مسؤولون آخرون من كلا الجانبين بأنها "شاردة" لا تمثل تغييرا في سياسة إيران واستراتيجيتها تجاه التسليح، في الوقت الذي تنفي فيه إيران رغبتها في الحصول على أسلحة نووية.
اجتماع أميركي إسرائيلي
ومن المقرر أن يجتمع كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين في البيت الأبيض، الخميس، ضمن مجموعة المشاورات الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية لمناقشة حالة البرنامج النووي الإيراني وقضايا أخرى.
وقال مسؤول أمريكي إنه لا توجد استنتاجات ملموسة بشأن هذه المعلومات الاستخباراتية الجديدة، لكنها تثير تساؤلات تحتاج إلى مناقشتها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.
وسيكون هذا أول نقاش عالي المستوى ومعمق بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول البرنامج النووي الإيراني منذ مارس 2023.
ويأتي هذا الاجتماع نتيجة لزيارة مستشار الأمن القومي جيك سوليفان الأخيرة إلى إسرائيل قبل بضعة أسابيع، حيث طلب نتنياهو ومساعدوه إجراء نقاش معمق حول حالة البرنامج النووي الإيراني.
وقال مسؤول أمريكي: "كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للحديث عن هذا، ومناقشة كيف نفسر تصرفات إيران والتنسيق حول ما يجب القيام به."
وسيقود الجانب الأمريكي مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، بينما سيقود الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تزاكي هنغبي.
معلومات مقلقة
وصرح مسؤول أمريكي وآخر إسرائيلي بأن المعلومات الاستخباراتية الجديدة أثارت "الشك" و"القلق" بشأن أنشطة البحث والتطوير النووي الإيرانية.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الفشل الاستخباراتي حول هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر دفع المجتمع الاستخباراتي الإسرائيلي لأخذ أي معلومة صغيرة عن الخطوات المحتملة لإيران نحو الأسلحة النووية بجدية أكبر.
وأجرت وكالة الاستخبارات الأمريكية تقييما في عام 2007 بأن إيران لم يكن لديها برنامج نووي عسكري نشط منذ عام 2003، ولم يتغير هذا التقييم، حسبما أفاد مسؤولون أمريكيون.
وكشف مسؤول أمريكي ومسؤول إسرائيلي أن وكالات الاستخبارات في كلا البلدين ليس لديها أي مؤشر على أن المرشد الإيراني علي خامنئي أمر بإعادة تشغيل البرنامج النووي العسكري.
وقال مسؤول أمريكي آخر إنه "لا يوجد تغيير في تقييمنا بأن إيران لا تقوم حاليا بأنشطة تطوير أسلحة نووية رئيسية ضرورية لإنتاج جهاز نووي قابل للاختبار."
بناء رأس حربي
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في مارس الماضي أن إيران تعمل على الحصول على بعض المكونات اللازمة لإنتاج رأس حربي نووي، مثل المفجرات الدقيقة.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات،مارك دوبوفيتز: "إذا كانت إيران تتخذ الآن خطوات أولية ستساعد في بناء رأس حربي نووي، فإن ذلك يتناقض مع الإجماع الاستخباراتي الأمريكي الطويل الأمد بأنهم أنهوا العمل على التسليح في عام 2003."
وأظهرت وثائق وجدت في الأرشيف النووي الإيراني، التي حصل عليها الموساد الإسرائيلي في عام 2018، أن العلماء النوويين الإيرانيين كانوا يقومون بنمذجة تفجير نووي قبل عام 2003.
وكجزء من الاتفاق النووي لعام 2015 مع الولايات المتحدة ودول كبرى أخرى، التزمت إيران بعدم الانخراط في أنشطة تتعلق بتصميم وتطوير أسلحة نووية، بما في ذلك استخدام النماذج الحاسوبية لمحاكاة أجهزة التفجير النووي.
وفي أوائل مايو، أدلى وزير الخارجية الإيراني السابق كمال خرازي بتصريح غير معتاد حول إمكانية إنتاج إيران لأسلحة نووية.
وقال خرازي: "ليس لدينا قرار ببناء قنبلة نووية ولكن إذا تعرضت إيران لتهديد وجودي، فلن يكون لدينا خيار سوى تغيير عقيدتنا العسكرية."
وذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية من أواخر مايو أن إيران لديها حوالي 142 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة، وهو ما يمثل بزيادة أكثر من 20 كيلوجراما منذ التقرير السابق في فبراير.
ووفقا لتقييمات وكالات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، ستحتاج إيران إلى عدة أسابيع فقط لتخصيب هذه الكمية من اليورانيوم إلى 90 بالمئة، وهي النسبة اللازمة لصنع سلاح نووي.
وستحتاج إيران إلى حوالي 42 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 90% لصنع قنبلة نووية واحدة.
مفاوضات غير مباشرة
وفي الأشهر الأخيرة، شاركت الولايات المتحدة وإيران في محادثات غير مباشرة بوساطة عمان لمحاولة التوصل إلى تفاهمات غير رسمية بشأن تقييد مؤقت للبرنامج النووي الإيراني.
وكانت هذه الجهود السبب وراء محاولة الولايات المتحدة إقناع فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا بعدم المضي قدما في قرار توبيخ ضد إيران عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أسبوعين بسبب عدم تعاونها مع المفتشين، حسبما أفاد مسؤولون أمريكيون.
وكانت الولايات المتحدة قلقة من أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تعطيل المفاوضات غير المباشرة مع إيران ودفع الإيرانيين إلى تصعيد برنامجهم النووي، حسبما قال المسؤولون.
وبعد تمرير القرار، ردت إيران بتركيب أجهزة طرد مركزي جديدة وأكثر تطورا في منشأة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو.
ويعود آخر قرار يدين إيران أقره مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى نوفمبر 2022، وقد دفع إيران إلى الإعلان عن تكثيف أنشطة تخصيب اليورانيوم.