علمت الاستخبارات الأميركية بوجود مناقشات بين الحوثيين في اليمن، لتزويد حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة بالأسلحة، فيما وصفه 3 مسؤولين أميركيين لشبكة "سي إن إن" بأنه "تطور مقلق يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار".
ويبحث المسؤولون الآن عن أدلة على وجود مثل هذه النقاشات، ويحاولون معرفة ما إذا كانت إيران، التي تقدم الدعم العسكري والمالي للحوثيين، مرتبطة بالاتفاق.
وفقا لمسؤول بارز في الإدارة الأميركية، حذرت الولايات المتحدة الدول في المنطقة من هذا التعاون المحتمل في الأسابيع الأخيرة، كما بدأت الدول الإفريقية في مناقشة الأمر بشكل استباقي مع واشنطن لإثارة مخاوفها والحصول على مزيد من المعلومات.
وهذا ليس تحالفا طبيعيا للمجموعتين، اللتين تنقسمان بسبب الاختلافات الدينية والأيدولوجية، لكن ما يجمعهما اعتبار الولايات المتحدة عدوا رئيسيا.
وتثير المعلومات الاستخباراتية احتمالا مثيرا للقلق بأن العلاقة بين الجماعتين قد تجعل الأمور أسوأ في الصومال والبحر الأحمر وخليج عدن، حيث شن الحوثيون هجمات منتظمة على سفن الشحن التجاري والقوات العسكرية الأميركية بعد بدء الحرب في غزة.
ويمكن أن تقدم الصفقة المحتملة تدفقا جديدا من التمويل للحوثيين المدعومين من إيران، وقال مسؤول بارز في الإدارة الأميركية: "إن قدرة الحوثيين على بيع بعض الأسلحة من شأنها أن تجلب لهم دخلا يحتاجون إليه بشدة".
هدف مشترك
وبالنسبة لحركة الشباب، فإن الصفقة من شأنها أن توفر لها الوصول إلى مصدر جديد للأسلحة، بما في ذلك الطائرات من دون طيار، والتي قد توفر للجماعة القدرة على ضرب أهداف أميركية.
وكانت هناك بعض عمليات التهريب الروتينية للأسلحة الصغيرة والمواد التجارية بين مجموعات مسلحة مختلفة في اليمن والصومال لسنوات، لكن اتفاق الأسلحة بين حركة الشباب والحوثيين سيكون، إن حصل، أمرا جديدا، وفقا لمسؤولين أميركيين.
وقال أستاذ في قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة مشاة البحرية الأميركية كريستوفر أنزالون: "هذا سيكون أوضح إشارة إلى أن الجماعتين المتعارضتين أيديولوجيا مع بعضهما البعض، أعطتا الأولوية لشيء مشترك بينهما، وهو العداء تجاه الولايات المتحدة".
ويقول المسؤولون في هذه المرحلة إنهم غير متأكدين من أنواع الأسلحة التي قد يوفرها الحوثيون لحركة الشباب.
في الوقت الحالي، لا تملك الجماعة الصومالية عموما سوى الصواريخ وقذائف الهاون والعبوات الناسفة محلية الصنع، التي استخدمتها في قتالها ضد الحكومة الصومالية.
وعلى النقيض من ذلك، يمتلك الحوثيون طائرات من دون طيار، كما أن لديهم صواريخ باليستية قصيرة المدى.
وقال مسؤول أميركي إن هناك شعورا بأن الاتفاق سوف يشمل "معدات أكبر" من مجرد الصواريخ وقذائف الهاون.
وبغض النظر عما يقدمه الحوثيون، فمن المرجح أن تكون الفرصة محدودة أمام حركة الشباب لإطلاق النار مباشرة على القوات الأميركية في المنطقة.
وقال أنزالون: "حتى لو زود الحوثيون حركة الشباب ببعض الصواريخ الأصغر حجما التي استخدمتها المجموعة لاستهداف طائرات أميركية من دون طيار من طراز (إم كيو 9)، فمن المرجح أن تضطر حركة الشباب إلى إطلاقها من شمال البلاد، وتخضع جيوب تلك المنطقة من البلاد لسيطرة تنظيم داعش، وكثيرا ما تقاتل حركة الشباب من أجل التنافس على الأراضي هناك، ونتيجة لذلك فإن وجودها وحرية المناورة فيها أصبحا محدودين للغاية".
ووفقا لمسؤول أميركي، فإن الولايات المتحدة لديها نحو 480 جنديا أميركيا في الصومال.
ما دور إيران؟
ويعد أحد الأسئلة الرئيسية التي تواجه مسؤولي الاستخبارات الأميركية هو مدى تورط إيران في هذا الترتيب.
وقال المسؤولون إنه لا يوجد دليل مباشر حتى الآن، لكن الولايات المتحدة لا تزال تبحث، فما يحدث يتناسب مع جهود طهران لتوسيع الجبهة ضد الولايات المتحدة والغرب، من خلال توفير الأسلحة بشكل مباشر أو غير مباشر لمجموعات بالوكالة.
لكن الحوثيين من أكثر المجموعات استقلالية من بين المجموعات المختلفة المتحالفة مع إيران، وهي الذراع التي تمارس عليها طهران أقل قدر من السيطرة.
وقال أحد المسؤولين العسكريين: "لا أعتقد أن إيران جزء من هذا بالفعل. الحوثيون هم حوثيون بمفردهم".