بدا ناريندرا مودي، الثلاثاء، قريبا من الاحتفاظ بالسلطة على رأس الائتلاف الحاكم، لكن حزبه القومي الهندوسي خسر الأغلبية المطلقة لأول مرة منذ عقد من الزمن، رغم توقعات سابقة "بانتصار ساحق".
وأثارت نتيجة الانتخابات قلق المستثمرين، حيث أظهرت النتائج أن مودي سيعتمد على ثلاثة أحزاب إقليمية "متباينة الولاءات"، لأول مرة منذ انتخابه في 2014.
ووفقا لأسوشيتد برس، يقول المحللون إن النتائج قد تضيف بعضا من عدم اليقين في صناعة السياسات في أكبر ديمقراطية في العالم بعد عقد من الزمن حكم فيه مودي بقبضة قوية.
مودي، البالغ من العمر 73 عامًا، والذي اكتسح السلطة لأول مرة في 2014 بوعد بالنمو والتغيير، كان يسعى ليكون فقط ثاني رئيس وزراء بعد زعيم الاستقلال الهندي جواهر لال نهرو يفوز بثلاث فترات متتالية. وإذا استطاع تشكيل الحكومة الجديدة، فإنه سيدخل التاريخ لكن متعكزا على ائتلاف حزبي معرض للمطبات السياسية.
كيف وصلنا إلى هنا؟
- فاز حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي بأغلبية الأصوات في عام 2014، منهية حقبة التحالف غير المستقر في الهند.
- وكرر هذا الإنجاز في عام 2019.
- وبالرغم من كلمة مودي الذي توعد بنصر ساحق من جديد، إلا أن الأمر اختلف هذه المرة.
- أظهرت النتائج أن ائتلاف التجمع الوطني الديمقراطي حصل على الأغلبية بـ290 من أصل 543 مقعدا في مجلس النواب بالبرلمان، ومن ضمنه حزب مودي، حزب بهاراتيا جاناتا الذي اكتفى بحوالي 240 مقعدا.
دعم إنقاذي
أيد حليفان إقليميان رئيسيان في التحالف الوطني الديمقراطي الحاكم مودي كالتالي رئيس للوزراء، رافضين تكهنات وسائل الإعلام المحلية بأنهم قد يترددون في دعمهم أو قد يغيرون مواقفهم.
قال حزب تيلوغو ديسام (TDP) وجاناتا دال (المتحد) إن تحالفهما السابق مع بهاراتيا جاناتا ساري المفعول وأنهما سيشكلان الحكومة المقبلة.
رغم بناء المعبد
من المرجح أن تكون أرقام بهاراتيا جاناتا قد انخفضت بسبب الأداء الضعيف للحزب في أكبر ولاية في البلاد، أوتار براديش، التي تحوز 80 مقعدا في البرلمان.
كان الحزب يتقدم في 33 مقعدًا في الولاية، منخفضًا من 62 مقعدًا فاز بها في 2019، حيث قال المحللون إن القضايا الأساسية قد طغت على جاذبية بهاراتيا جانات للأغلبية الهندوسية.
وقالوا إن معبدًا كبيرًا للإله الملك الهندوسي لورد رام افتتحه مودي في يناير لم يعزز حظوظ بهاراتيا جاناتا كما كان متوقعًا.
كان تحالف المعارضة INDIA بقيادة حزب المؤتمر الوسطي بزعامة راهول غاندي يتقدم في أكثر من 230 مقعدًا، أكثر من المتوقع.
وكان حزب المؤتمر وحده يتقدم في ما يقرب من 100 مقعد، ما يقرب من ضعف الـ52 التي فاز بها في 2019 - قفزة مفاجئة من المتوقع أن تعزز مكانة غاندي.
وقال غاندي للصحفيين: "البلاد أوضحت بشكل لا لبس فيه، أننا لا نريد أن يكون ناريندرا مودي وأميت شاه متورطين في إدارة هذا البلد، نحن لا نحب الطريقة التي أداروا بها هذا البلد"، في إشارة إلى الرجل الثاني القوي لمودي، وزير الداخلية شاه. "هذه رسالة ضخمة".
أضاف غاندي أن حزب المؤتمر سيجري محادثات مع حلفائه يوم الأربعاء ويقرر مسار العمل المستقبلي، عندما سئل عما إذا كانت المعارضة ستحاول تشكيل حكومة.
الأسواق في حالة من الذعر
ابتهج المستثمرون باحتمالات ولاية أخرى لمودي، متوقعين أن تؤدي إلى سنوات أخرى من النمو الاقتصادي القوي والإصلاحات المؤيدة للأعمال التجارية، لكن هامش النصر ظهر كمصدر قلق أثناء الفرز.
قال كين بينغ، رئيس استراتيجية الاستثمار، آسيا، في سيتي جلوبال ويلث في سنغافورة: "السؤال الرئيسي هو ما إذا كان BJP يمكنه الحفاظ على أغلبية الحزب الواحد. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهل يمكن لائتلافه أن يقدم التنمية الاقتصادية، خاصة البنية التحتية؟".
وأضاف: "قد تكون هناك سياسة مالية أكثر توسعية لتعزيز الرفاهية والإنفاق الحكومي المحلي الآخر".
وقال نيليش سورانا، كبير مسؤولي الاستثمار في ميراي أسيت ميوتشوال فاند، إن السوق بالغت في رد فعلها وسط شعور بعدم التصديق. "ومع ذلك، على الرغم من الحكم، من المحتمل أن يكون هناك استمرارية في السياسات الحكومية"، على حد قوله.