مع وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تتجه الأنظار نحو الشخصيات البارزة المرشحة لخلافته، فيما يبقى التحدي الأكبر هو اختيار رئيس يحظى بإجماع بين التيارات المحافظة وربما يصلح لخلافة المرشد الأعلى فيما بعد.
وبحسب ما أعلنته هيئة الانتخابات في البلاد، وبالتنسيق مع مجلس صيانة الدستور، فقد تم الانتهاء من الجدول الزمني للانتخابات وستكون فترة تسجيل المرشحين من 30 مايو إلى 3 يونيو ولمدة 5 أيام.
كما بدأ الاستعداد لإجراء التصويت الإلكتروني في دوائر عدة، بما في ذلك طهران، وبعض المدن الكبرى الأخرى.
وستبدأ الحكومة الرابعة عشرة عملها اعتباراً من يوليو 2024 وتستمر حتى عام 2028.
وتحطمت المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له في محافظة أذربيجان الشرقية شمال شرق إيران، الأحد الماضي.
وقام المرشد الإيراني علي خامنئي، الاثنين الماضي، بتعيين محمد مخبر رئيسا للبلاد استناداً إلى الدستور الإيراني.
وفي هذا التقرير نرصد 9 شخصيات بارزة في إيران تنتمي إلى خلفيات مختلفة تتنوع ما بين الحوزات الدينية والخبرة العسكرية والسياسية.
محمد باقر قاليباف
يشغل محمد باقر قاليباف منصب رئيس مجلس الشورى الإسلامي. كان قائدًا في الحرس الثوري الإيراني وقائد شرطة طهران، وله تاريخ طويل في المناصب العسكرية والسياسية. وصفه موقع إيران واير اللندني بأنه "المرشح الأكثر استعدادًا".
الحظوظ: يواجه قاليباف انتقادات بسبب ملفات فساد كبيرة، ما يجعل فرصه في الحصول على دعم واسع من المحافظين الجدد صعبة. قضايا الفساد التي تحيط به قد تعيق تمريره كمرشح قوي للرئاسة.
محمد مخبر
نائب الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، وتولى مهام الرئيس وفقاً للمادة 131 من القانون إلى حين انتخاب رئيس جديد.
- ترأس لجنة تنفيذ أمر الإمام الخميني وهي مؤسسة حكومية مختصة بالشؤون الخيرية، وكان المدير التنفيذي ونائب الرئيس التنفيذي لشركة خوزستان للاتصالات.
- أدرجه الاتحاد الأوروبي عام 2010 على قائمة العقوبات لصلته ببرنامج إيران الصاروخي.
- أدرج على لائحة العقوبات من قبل وزارة الخزانة الأميركية في يناير 2021.
- في أغسطس 2021 اختاره الرئيس إبراهيم رئيسي نائبا أول له.
الحظوظ: لديه فرصة استثنائية في إظهار قدراته خلال الـ 50 يوما الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد.
سعيد جليلي
- سياسي إيراني محافظ وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي من 2007 إلى 2013. يُعرف بتوجهاته المتشددة وقد شغل منصب كبير المفاوضين النوويين لإيران. خسر جليلي ساقه في الحرب العراقية الإيرانية، وهو ما أضاف إلى صورته كمحارب متفانٍ في سبيل بلاده. يعرف بأنه يتبنى أيديولوجية متشددة تتماشى مع الثورة الإسلامية في إيران، وهو حليف مقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي.
الحظوظ: رغم شعبيته بين الأوساط المحافظة، يواجه جليلي معارضة من بعض الدوائر السياسية الإيرانية بسبب مواقفه الصارمة التي قد تؤدي إلى نزع الاستقرار في البلاد.
محسن رضائي
- كان محسن رضائي قائدًا سابقًا للحرس الثوري الإيراني وشغل عدة مناصب سياسية، بما في ذلك مساعد اقتصادي للرئيس. تم تحميله مسؤولية فشل السياسات الاقتصادية في إيران، وخاصة تدهور العملة. من المتوقع أن يترشح رضائي مجددًا كما فعل في 2021.
الحظوظ: نظرًا لتحميله مسؤولية الفشل الاقتصادي، من الصعب إعادة تسويقه كمرشح جدي للرئاسة، ولكنه قد يلعب دورًا كمنافس صوري لإظهار الانتخابات على أنها تعددية.
رضا زكاني
- يشغل رضا زكاني منصب رئيس بلدية طهران ولعب دورًا مهمًا في قمع التظاهرات. يُعرف بزعامته القاسية وقدرته على التعامل مع الأزمات الأمنية، لكنه يفتقر للخبرة في إدارة الدولة والسياسة الخارجية.
الحظوظ: رغم قدرته على فرض النظام، يفتقر زكاني إلى الخبرة اللازمة لإدارة الدولة والتعامل مع القضايا الدولية، مما يجعله خيارًا أقل جاذبية لبعض الدوائر السياسية.
علي لاريجاني
- كان علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني لفترة طويلة وهو من عائلة سياسية بارزة في إيران. لديه تاريخ طويل في المناصب الحكومية والسياسية.
تولى رئاسة مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني) من عام 2008 حتى عام 2020.
خلال فترة رئاسته، لعب لاريجاني دوراً هاماً في السياسة الداخلية والخارجية لإيران، وكان له تأثير كبير على التشريعات والسياسات الوطنية. كما شغل منصب مستشار الأمن القومي، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي. كان له دور كبير في صياغة السياسات الإيرانية الداخلية والخارجية والمفاوضات النووية.
الحظوظ: رغم تاريخه السياسي الطويل، قد يتم استبعاده من الترشح للرئاسة، ولكنه يظل له دور في المناصب التي تُملأ بالتعيين. خسارته في الانتخابات السابقة تضعف فرصه في الترشح مجددًا.
برويز فتاح
- يشغل برويز فتاح منصب رئيس مؤسسة المستضعفين، وهو من الشخصيات المعروفة بتوجهاتها المحافظة والمتشددة. لديه خلفية قوية في الإدارة الحكومية والمؤسسات الخيرية.
الحظوظ: يواجه فتاح تحديات في الحصول على دعم واسع من كافة الأطياف السياسية نظرًا لتوجهاته المتشددة، ولكن لديه قاعدة دعم قوية بين المحافظين.
مهرداد بذرباش
- يشغل مهرداد بذرباش منصب وزير الطرق وإعمار المدن. يُعتبر من الشخصيات الشابة التي ستكون لها مستقبل سياسي واعد في إيران.
الحظوظ: يتمتع بذرباش بفرص جيدة ليكون له دور بارز في المستقبل السياسي لإيران بفضل خلفيته في تطوير البنية التحتية ودعمه من بعض الدوائر السياسية.
علي شمخاني
- علي شمخاني هو الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي وأحد الشخصيات البارزة التي قد تكون مرشحة للرئاسة. لديه خبرة واسعة في الشؤون الأمنية والسياسية.
الحظوظ: يتمتع شمخاني بفرص قوية بسبب خبرته الكبيرة في الشؤون الأمنية والسياسية ودوره الحالي في المجلس الأعلى للأمن القومي.
مجتبى خامنئي
- مجتبى خامنئي هو ابن المرشد الأعلى علي خامنئي. رغم عدم تأكيد ترشحه، ترددت تقارير عن احتمالية توليه مناصب عليا في النظام الإيراني.
الحظوظ: إذا قرر الترشح، فقد يكون له تأثير كبير نظراً لنسبه وعلاقاته القوية داخل النظام.
بدأوا يتجهزون
ذكرت وكالة تسنيم الرسمية أن بعض المصادر أفادت بأن برويز فتاح ومهرداد بذرباش وعلي رضا زكاني قد يترشحون في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأفادت الوكالة أن بعض هؤلاء الأفراد بدأوا في تجهيز مقرات انتخابية وبدأوا مشاورات سياسية. ومع ذلك، لم يتم الإعلان رسميًا وبشكل قاطع عن ترشح هؤلاء الأفراد.
ومن المقرر أن تُجرى انتخابات الدورة الرابعة عشرة للرئاسة في 8 يوليو.
من الأوفر حظا؟
- يقول خبير الشؤون الإيرانية هاني سليمان لسكاي نيوز عربية إن "محمد باقر قاليباف هو المرشح الأبرز حاليًا، وذلك بناءً على تحليلات مختلفة تشير إلى أنه الأوفر حظًا للترشح".
ويرى سليمان أن الشخصيات الأخرى مثل علي شمخاني، سعيد جليلي، ومحسن رضائي تأتي في مرتبة ثانية من حيث الفرص.
ويضيف سليمان أن "هناك شخصيات مثل مهرداد بذرباش التي قد تكون لها دور مهم، خاصةً إذا دعمتها مؤسسات مثل الحرس الثوري الذي يسعى للسيطرة على الملف الاقتصادي والبنية التحتية، مما يجعل بذرباش خيارًا محتملًا".
المرشحون الأقل حظًا
- يعتبر سليمان أن بعض الأسماء مثل مجتبى خامنئي قد تظل محتملة ولكن فرصها أقل، خاصة في ظل الأوضاع الحالية.
كما يرى أن الشخصيات التي كانت لها انتقادات لأداء النظام مثل أحمدي نجاد قد تكون فرصها محدودة.
التحديات الداخلية والخارجية
- يؤكد سليمان أن التحديات التي تواجه النظام الإيراني في هذه الفترة الحساسة تتطلب مرشحًا يمكنه تهدئة الشارع الإيراني وتقليل حجم المعارضة لضمان استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد.
وتساءل روب ماكاير، السفير البريطاني السابق في إيران، في إحاطة لمعهد أتلانتيك كاونسل إن الانتخابات المقبلة ستطرح بعض التحديات لقادة النظام: "إلى أي مدى سيسمحون بمجال مفتوح؟ هل سيفضلون رجل دين قد يُنظر إليه كخليفة محتمل لخامنئي في المستقبل أم تكنوقراط؟".