سخر البيت الأبيض من معانقة الرئيس الصيني شي جين بينغ لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارة الدولة التي قام بها الأخير هذا الأسبوع، مشيرا إلى أنه لم يلحظ تقدما ملموسا في العلاقات بين الطرفين.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحفيين الجمعة، ردا على سؤال بشأن دلالة الصورة التي جمعت الرئيسين: "تبادل العناق؟ حسنا، هذا لطيف بالنسبة لهما".
وتابع: "أنا لست مؤهلا للحديث عن العاطفة الجسدية الشخصية بطريقة أو بأخرى. أعتقد أنني سأترك الأمر لهذين السيدين للحديث عن سبب اعتقادهما أن معانقة أحدهما للآخر هي أمر جيد".
ووصل بوتين الخميس إلى بكين في زيارة دولة استمرت يومين، هي الثانية له إلى العملاق الآسيوي منذ أكتوبر 2023، وأتت في ظل تعزيز البلدين علاقاتهما الاقتصادية والتجارية منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مطلع 2022.
وحذرت واشنطن بكين من مغبة توفير دعم عسكري لموسكو، لكنها تؤكد في الوقت عينه أنها لم تر بعد دليلا على حصول ذلك، إلا أن الولايات المتحدة تعتبر أن الدعم الاقتصادي الصيني يتيح لروسيا تعزيز إنتاجها العسكري خصوصا الصواريخ والمسيّرات والدبابات.
وتمثل الصين شريان حياة أساسيا لروسيا في ظل العقوبات الغربية المفروضة على موسكو منذ عمليتها في كييف.
واعتبر كيربي أن الزيارة الأخيرة لبوتين لم تحمل مؤشرات على حصوله على دعم إضافي كبير، وأوضح: "لم نر أي أمر مفاجئ بالنسبة لنا من هذا الاجتماع".
واستدرك: "لكنني لن أقول إننا غير قلقين من هذه العلاقة وإلى أين تمضي"، مؤكدا أن واشنطن "تراقب" هذا الأمر.
وأشاد الرئيسان الروسي والصيني بالعلاقات المتنامية بين بلديهما لما تشكله من عامل "استقرار" و"سلام" في العالم.
وأكد الرئيس الروسي أن "العلاقات بين روسيا والصين ليست انتهازية وليست موجهة ضد أي أحد"، وقال: "يشكل تعاوننا عامل استقرار على الساحة الدولية. معا ندعم مبادئ العدالة ونظاما ديمقراطيا عالميا يعكس الوقائع المتعددة القطب، ويكون مبنيا على القانون الدولي".
كما أكد الرئيس الصيني لضيفه أن العلاقة بين بكين وموسكو "مؤاتية للسلام"، وقال إن "العلاقات بين الصين وروسيا لا تصب في مصلحة البلدين الكبرى فحسب، بل هي مؤاتية للسلام أيضا"، مؤكدا استعداده لتعزيزها.