أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، عفوا عن سبعة من كبار ضباط الجيش السابقين الذين حكم عليهم بالسجن المؤبد بعد الإطاحة بالحكومة التي كان يقودها إسلاميون عام 1997.
وكالة أسوشيتد برس ذكرت أن العفو عن الجنرالات السابقين، وهم في أواخر السبعينيات والثمانينيات من العمر، جاء لأسباب صحية ولكبر السن، وفقا لقرار نشر في الجريدة الرسمية للبلاد الليلة الماضية.
كانت محكمة قضت على الجنرالات بالسجن مدى الحياة عام 2018 لدورهم في حملة قادها الجيش التركي المؤيد للعلمانية وأجبرت رئيس الوزراء في ذلك الوقت، نجم الدين أربكان، على الاستقالة، وأيدت محكمة الاستئناف الأحكام الصادرة بحقهم عام 2021.
أُطلق على الإطاحة فيما بعد اسم "انقلاب ما بعد الحداثة" في تركيا، لأنه بخلاف الانقلابات العسكرية السابقة في البلاد لم يتم استخدام أي دبابات أو جنود خلاله، بل تم استبدال حكومة أربكان بائتلاف رشحه الرئيس.
من بين الأشخاص الذين تم العفو عنهم ومن المتوقع إطلاق سراحهم من السجن في وقت لاحق الجمعة، جتين دوغان (83 عاما) الذي كان قائد عملية الجيش في ذلك الوقت.
وتم إطلاق سراح الجنرال السابق شفيق بير (85 عاما) الذي كان معاونا لرئيس أركان الجيش، مع ضباط آخرين في وقت سابق بسبب اعتلال صحتهم.
توفى المتهم الرئيسي، رئيس الأركان العامة السابق إسماعيل حقي قره داي عام 2020، بينما كانت عملية الاستئناف ما تزال مستمرة.
في 28 فبراير1997، هدد مجلس الأمن القومي الذي يهيمن عليه الجيش باتخاذ إجراء إذا لم يتراجع أربكان، واستقال الأخير بعدها بأربعة أشهر.
كانت المحاكمة واحدة من عدة محاكمات أجريت في البلاد لضباط الجيش في حين يمضي أردوغان قدما في جهوده لمحاسبة الجنرالات على التدخل في شؤون الحكومة.
يشار إلى أن الجيش التركي، الذي طالما اعتبر نفسه حاميا للتقاليد العلمانية في البلاد، نفذ ثلاثة انقلابات بين عامي 1960 و1980.
في يوليو 2016، أحبطت السلطات التركية محاولة انقلاب ألقت الحكومة باللوم فيها على أنصار الداعية الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن الذي نفى تورطه.
يأتي العفو أيضا بعد أسبوع من لقاء أردوغان مع زعيم حزب المعارضة الرئيسي، أوزغور أوزيل، الذي أثار مسألة العفو.