أفاد تحقيق صحافي الخميس أن شركتي بناء ألمانيتين تشاركان في إعادة بناء مدينة ماريوبول الأوكرانية التي تحتلها روسيا.
وتقوم مجموعة كناوف التي تصنّع ألواح الجبس وشركة "دبليو كيه بي سيستمز" التي تنتج الخرسانات الخلوية، بتوفير مواد البناء في المدينة التي سويت بالأرض تقريبا خلال الأشهر الأولى من حرب أوكرانيا، وفقا لتحقيق استقصائي مصور أعدته مجلة "مونيتور" الألمانية وعرضته شبكة "آيه آر دي" الرسمية.
وتقول "مونيتور" إنها قامت بتحليل العديد من الصور من مواقع البناء حيث يظهر شعار شركة كناوف، بالإضافة إلى تقارير تفصيلية عن نشاط العمل توضح وجود الشركة الألمانية في المدينة الساحلية.
وسقطت ماريوبول في أيدي القوات الروسية بعد حصار دام شهرين أودى بحياة الآلاف وحوّل المدينة إلى أنقاض.
واستندت المجلة أيضا إلى تصريحات "موزع رسمي" لمنتجات كناوف يروّج لمشروع سكني أنشئ لصالح وزارة الدفاع الروسية في ماريوبول واستخدمت في بنائه منتجات الشركة الألمانية.
وقالت المجلة إن منتجات شركة "دبليو كيه بي سيستمز" التي يملك رجل الأعمال الروسي فيكتور بودارين حصة الأغلبية فيها، يمكن رؤيتها أيضا في مواقع البناء في ماريوبول.
وشددت كناوف في بيان أرسل إلى وكالة فرانس برس على أنها "تحترم جميع العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ضد روسيا".
وتدير المجموعة البافارية 14 موقع إنتاج في روسيا وتوظف أربعة آلاف شخص.
وقالت إن قرارها بعدم الانسحاب من روسيا - كما فعلت العديد من المجموعات الألمانية الكبرى في أعقاب الحرب - يعود لـ"مسؤوليتها" تجاه موظفيها وعمالها.
ومنذ سيطرة روسيا على مدينة ماريوبول، نشرت روسيا خطة لإعادة إعمار المدينة التي كان يعيش فيها أكثر من 400 ألف أوكراني قبل الحرب.
وقالت الخارجية الألمانية لوكالة فرانس برس إن "أي مؤسسة مشاركة يجب أن تسأل في خدمة من تضع نفسها"، واصفة ادعاء روسيا بإعادة الإعمار بأنه "دعاية".
وأشارت وزارة الاقتصاد الألمانية لوكالة فرانس برس إلى أنه على السلطات تحديد ما إذا كانت مشاركة الشركات الألمانية في مشاريع في ماريوبول تمثل "انتهاكا للعقوبات" أم لا.