كشف عضو حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، عن تفاصيل مفاوضاته مع "اليهود المتشددين" الحريديم، في محاولاته "الفاشلة" لإقناعهم بالانضمام للجيش الإسرائيلي.
ووفقا لصحيفة معاريف، هذا ما قاله غانتس:
- في الأشهر الأخيرة، التقيت أنا وجماعتي مع العديد من كبار المسؤولين الأرثوذكس المتطرفين، وأخبرناهم أنه من أجل مصلحة شعب إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي، وفي رأيي، أيضا لصالح المجتمع الأرثوذكسي المتطرف، نحن بحاجة للتوصل إلى خطة تجنيد متفق عليها مسبقا.
- حاولنا أن نوضح أنه بعد 7 أكتوبر، يجب على المجتمع الحريدي أيضا أن يفهم أن شيئا ما قد تغير. وأن لدينا فرصة للتصحيح التاريخي، وهو ما سيعززنا أيضا الآن في الحرب.
- لسوء الحظ، لم نتمكن من التوصل إلى اتفاقات بيننا وسد الفجوات، وما زلت آمل ألا يكون الأوان قد فات.
- اقتراحنا بتحديد الخطوط العريضة للخدمة الإسرائيلية بموافقة واسعة النطاق هو الحل الأكثر صحة وعدالة وواقعية والذي سيؤدي إلى تجنيد اليهود المتشددين والعرب، الأمر الذي سيساعد في الجهد العملياتي لجيش الدفاع الإسرائيلي اليوم وتصحيح كبير في المجتمع الإسرائيلي في العقد القادم.
- كل هذا مع احترام كبير لدراسة التوراة، وتجنب الكراهية غير المبررة، وفي الوقت نفسه نسمح لليهود المتشددين بالحفاظ على أنماط حياتهم.
- هذا العرض لا يزال ساري المفعول اليوم.
- لم أشترط قط مسألة الخدمة في الانتخابات، ولن أعطي يدي لاقتراحات تهدف إلى تجاوز محكمة العدل العليا، وعدم الاستجابة لاحتياجات الجيش الإسرائيلي والمجتمع الإسرائيلي كما اقترحت الحكومة حتى الآن.
أزمة الحريديم
وبرز الإصرار على تجنيد اليهود من طائفة "الحريديم" كنقطة اتفاق نادرة بين الحكومة والمعارضة في الحرب الجارية على قطاع غزة، إلا أنّ تهديد حاخام بارز في الطائفة بمغادرة إسرائيل يضع الحكومة في مأزق جديد.
ورغم إعفاء اليهود الأرثوذكس المتشددين "الحريديم" من التجنيد منذ تأسيس إسرائيل عام 1948، فإن مطالب إلزامهم بالتجنيد، مثل بقية المواطنين، لم تشتد مثل ما هي عليه الآن؛ ما يكشف الحاجة الملحّة لزيادة عدد الجنود، مع استمرار الحرب التي لا يوجد أفق لنهايتها، واحتمال فتح جبهة أخرى على الحدود الشمالية مع حزب الله في لبنان.
وأثارت أنباء قرب إصدار قرار من المحكمة العليا يقضي بتجنيدهم حالة غضب شديدة بين صفوف "الحريديم"، حتى إنهم خرجوا في مظاهرات لرفض ذلك، تخللتها اشتباكات مع الشرطة قبل أيام.
ووصلت ذروة الغضب إلى أن الحاخام الشرقي الأكبر لإسرائيل، يتسحاق يوسف، هدّد، السبت، بمغادرة اليهود المتدينين البلاد إذا أجبروا على أداء الخدمة العسكرية، قائلا إن تفرّغ طلاب المعاهد الدينية لدراسة التوراة "يمنح الحماية للجيش".