بعد أيام من الهجوم الإرهابي الذي وقع على حفل موسيقى في قامة كروكوس بموسكو، وتسبب في مقتل 139 شخصا فضلا عن إصابة 182 آخرين، في حالة من الذعر بين سكان العاصمة وهو ما انعكس على انخفاض على ركاب مترو الأنفاق بشكل كبير خوفا من التعرض لعمل إرهابي جديد.

يأتي هذا وسط حالة من التشديد الأمني في محيط الأماكن العامة ومحطات المترو والقطارات والمدارس، وتفتيش السيارات وفحص الهويات.

وأضافت مصادر لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن حالة الهلع أجبرت الشركات على توفير الدعم النفسي المجاني لموظفيها من جهة، ومن جهة أخرى عرضت عليهم العمل من منازلهم عن كانوا يخافون من استخدام الموصلات العامة.

خوف ودعم نفسي

الباحثة والإعلامية الروسية المقيمة في موسكو، نغم كباس، تقول إن هناك إجراءات أمنية مكثفة، والشارع الروسي مضطرب على خلفية الهجوم الإرهابي الذي وقع الجمعة الماضية، لأن هذا الهجوم هز الشارع وتعاطف الروس مع بعضهم البعض، هناك أيضا تكثيف لتفتيش السيارات المدنية بكل دقة حتى المقاعد والأوراق والهويات الرسمية".

وكشفت كباس، لموقع "سكاي نيوز عربية"، وجود تكثيف أمني في المترو، وأصبح عدد الأشخاص الذين يستخدمون المترو أقل بكثير مما كانوا عليه قبل الهجوم الإرهابي، وهناك حالة رعب الناس تنظر لبعض البعض بريبة، إذا كان الشخص الآخر في يده أي شيء أو في حوزته قنبلة.

وأشارت لوجود دوريات أمنية على أبواب ومداخل مترو الأنفاق، كما تشهد المؤسسات الحكومية تشديدا أمنيا ورجال الأمن بالأسلحة الكاملة والمعدات الكاملة والأجهزة الكاملة للرد على أي حدث طارئ أو هجوم إرهابي، خاصة أن عدة مدن روسية شهدت أيضا محاولات عمليات إرهابية وتفجير بقنابل لكن الأمن الروسي أحبط هذه المحاولات، إضافة إلى ذلك هناك مطالبات من قبل الشعب بتخفيف من عدد المهاجرين وعدم السماح للمهاجرين الأجانب بدخول روسيا وضبط الحدود. 

وأضافت كباس أن هناك تشديدا أمنيا على المراكز التجارية والمدارس وعمليات تفتيش مشددة على كل من يشتبه فيه وتدقيق في بيانات كل أجنبي في البلد، كما أن الوضع غير مريح والشعب خائف بالطبع.

وتابعت: "هذا الهجوم الإرهابي لم تتمكن الأجهزة الأمنية للأسف من إحباطه هذه المرة، ونحن نعلم أنه خلال السنتين الماضيتين الأمن الروسي أحبط أكتر من 300 عملية إرهابية".

وحول الدعم النفسي، تقول كباس، إن "الشركات الخاصة والعامة أتاحت فرصة العمل عن بعد، حيث تواصلت مع الموظفين وقالت لهم إن من يريد أن يعمل من المنزل لأنه خائف من استخدام المواصلات، يمكنه البقاء في المنزل والعمل من هناك، كما أن هناك شركات كتير روسية وغير روسية فتحوا مكاتب للدعم النفسي من مختصين، وطالبوا الموظفين الذين يخافون ويشعرون بالقلق والهلع أن يتوجهوا للأطباء ويتلقون العلاج الكامل مجاناً.

بدروها حذرت السلطات الروسية، الأهالي من تواصل الأطفال أو المراهقين مع جهات مجهول عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأن يكون الأهل بكامل انتباههم مع من يتواصل أطفالهم.

أخبار ذات صلة

بعد هجوم "كروكس سيتي".. هذه المنظمة تتأهب لدعم روسيا
حليف بوتين لوكاشينكو يكشف معلومة جديدة عن هجوم موسكو الدامي
لماذا يتمسك بوتين باتهام أوكرانيا في هجوم موسكو؟
هجوم موسكو.. كاميرات ترصد سيارة المنفذين نحو "حدود أوكرانيا"

يقظة الأمن

بدوره يقول الضابط الروسي المتقاعد، أندريه فيكتورفيتش، إن أجهزة الأمنية على درجة عالية من التدريب لمواجهة مثل هذه الأحداث الطارئة، وقد ظهر هذا جليا في سرعة القبض على الإرهابيين المتورطين في الهجوم الإرهابي وتقديمهم للعدالة، وأن حالة طوارئ أمنية في العاصمة موسكو تحسبا لمواجهة أي حوادث طارئة.

وأضاف الضابط الروسي، أن القوات الأمنية لديها القدرة على إعادة الأمن للشارع من جديد وإحساس المواطن الروسي بالأمان بعد الصدمة التي سببها الهجوم الإرهابي.

البحث عن المستفيد

بدوره قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الهجوم نفذه متشددين، لكنه أشار إلى أنه يصب في صالح أوكرانيا وأن كييف ربما لعبت دورا.

وأكد فلاديمير بوتين أن روسيا تعرف هوية مرتكبي هجوم "كروكوس" الإرهابي، ولكنها مهتمة بمعرفة الجهة التي أمرت بتنفيذه.

جاء ذلك خلال اجتماع حول التدابير المتخذة بعد هجوم كروكوس، حيث أدلى الرئيس الروسي بسلسلة من التصريحات حول الهجوم وآثاره بالإضافة إلى سير العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وأشار بوتين، إلى أن الغرض من الهجوم هو "بث الذعر"، ولكن مع تقدم القوات الروسية في ساحة الحرب في أوكرانيا، فقد يكون الهدف من ذلك أيضا "أن يظهروا لمواطنيهم أن نظام كييف لم يخسر كل شيء".

كما قال مسؤول تركي، الثلاثاء، إن بعض المشتبه فيهم بتنفيذ "هجوم موسكو" كانوا يتنقلون بحرية بين تركيا وروسيا، مشيرا إلى عدم وجود مذكرة توقيف بحقهما.

وأوضح المسؤول الأمني التركي، الذي اشترط عدم كشف هويته، لرويترز، إن المسلحين الطاجيك الذين نفذوا الهجوم الدموي الذي وقع في إحدى ضواحي موسكو الأسبوع الماضي دخلوا تركيا ومكثوا لفترة وجيزة لتجديد تصاريح إقامتهم الروسية لكن لم يتحولوا إلى التطرف هناك.