أعلنت وسائل إعلامية في تشاد مقتل زعيم "الحزب الاشتراكي بلا حدود"، يحيي ديلو، بعد إصابته في اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار للحزب، أعقبها القبض عليه، وذلك قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية المفترض أن تُنهي الفترة الانتقالية الممتدة منذ 3 سنوات.

هذا النبأ عن وفاة ديلو الذي نقلته صحيفة "الوحدة" التشادية عن الإدعاء العام في العاصمة أنجمينا، سبقه نبأ مقتل السكرتير المالي للحزب خلال محاصرة قوات أمنية لمقر الحزب، والذي أعقبه توجه أنصار الحزب للهجوم على مقر المخابرات، الأربعاء، حيث وقعت اشتباكات أخرى هناك، أصيب فيها ديلو.

وحينها، أصدرت الحكومة التشادية بيانا جاء فيه أنه تم القبض على زعيم "الحزب الاشتراكي بلا حدود" وآخرين،، بتهمة التحريض على مهاجمة مقر المخابرات ومحاولة اغتيال رئيس المحكمة العليا في البلاد.

ويحيي ديلو هو ابن عمة الرئيس الرئيس الانتقالي للبلاد، محمد إدريس ديبي، وانضم إلى حزبه المعارض قبل أسبوعين صالح ديبي، عم الرئيس.

وأحداث الساعات الماضية هي امتداد لصراع ممتد لأكثر من 3 سنوات بين أجنحة داخل قبيلة الزغاوة الحاكمة، ومتوقع يلقي بظلاله على الانتخابات الرئاسية المقررة مايو القادم، والمرشح فيها الرئيس الانتقالي، وفق ما ذكرته مصادر لموقع "سكاي نيوز عربية" في وقت سابق.

وكان ديلو نفى أن يكون وراء هجوم 19 فبراير على المحكمة العليا، وندد به ووصفه بأنه مدبر، مشيرا إلى أن "المحكمة العليا تتمتع بحماية ثلاث سرايا من الدرك على الأقل".

أخبار ذات صلة

مهاجمة مقر المخابرات والقبض على معارض.. ماذا يحدث في تشاد؟
السيسي يستقبل البرهان في القاهرة

صدى الصراع داخل الجيش

تتابعت اتهامات من معارضين ومتابعين في تشاد للمجلس العسكري الحاكم بقتل يحيي ديلو.

وقدم توليمي أباكار، رئيس المجلس الوطني للمقاومة من أجل الديمقراطية، وهو حزب معارض، تعازيه لعائلة ديلو وأصدقائه بالقول: "لقد علمنا للتو باغتيال ديلو على يد المجلس العسكري الحاكم وأنصاره، هذا الرجل الشجاع مات دفاعا عن قيم الديمقراطية والعدالة".

كما قال الإعلامي التشادي، البشير حسن صالح، إن ديلو قتل خلال المواجهات التي شهدها مقر الحزب الاشتراكي بلا حدود، على يد قوات التدخل السريع الذي تم إنشاؤها مؤخرا، وتتبع رئيس المرحلة الانتقالية محمد إدريس ديبي، وتم التكتم على أمر وفاته في البداية.

وأضاف صالح، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن مقتل ديلو قد يتسبب في انقسام بين قوات في الجيش تتبع قبيلة الزغاوة بعد أن باتت هذه القبيلة يوجد بها ما يمثل نظام الحكم والمعارضة معا، وهناك قيادات كانت تؤيد ديلو، ولن تنظر بعين الرضا لمقتله.

وعن مصير صالح ديبي، عم الرئيس الانتقالي، والذي أصيب خلال حصار قوات الأمن لمنزله، يقول صالح إن هناك أنباء غير مؤكدة حتى الآن عن وفاته أيضا.

مقتل ديلو تصادف مع ذات اليوم الذي قتلت فيه والدته قبل 3 سنوات، عندما أدى خلاف عائلي في 28 فبراير 2021 إلى محاصرة قوات الأمن منزل ديلو بأوامر من الرئيس السابق إدريس ديبي، وخلال تبادل إطلاق النار، قُتلت الأم.

سباق الانتخابات

تأتي هذه الأحداث بعد قليل من إعلان هيئة الانتخابات، الثلاثاء، أن الانتخابات ستجرى في 6 مايو المقبل، والتي سبقها الانتهاء من خطوة إعداد دستور جديد للبلاد، والاستفتاء عليه في ديسمبر الماضي.

وكان محمد ديبي وعد بتسليم السلطة إلى المدنيين وتنظيم الانتخابات في غضون 18 شهرا، لكنه أضاف عامين آخرين على الفترة الانتقالية.

وفي منتصف يناير، اختار الحزب الحاكم محمد ديبي مرشحا له للانتخابات الرئاسية، خاصة وأن الدستور الجديد خفَّض سن الترشح للرئاسة من 40 عاما إلى 35، وهو ما اعتبره معارضون تأسيسا لاستمرار حكم ديبي الإبن، حيث يبلغ الآن 39 عاما.