أعاد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، تأكيد أن إسرائيل "سهّلت تطور" حماس التي نفذت الهجوم غير المسبوق في 7 أكتوبر على إسرائيل الذي أشعل الحرب في قطاع غزة، أشار أيضا إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية بموقفها الداعم لإسرائيل في الحرب على غزة "لا تمثل إلا نفسها".
وعندما سُئل في منتدى في مدريد عن تصريحاته المثيرة للجدل في يناير عندما قال إن إسرائيل "أنشأت" و"مولت" حماس، التزم بوريل موقفه.
وقال "إن لعب إسرائيل على انقسام الفلسطينيين من خلال إنشاء قوة معارضة لحركة فتح هو واقع لا جدال فيه"، وفقا لفرانس برس.
وأضاف "أنا لا أقول إنها مولتها عن طريق إرسال شيك لها، لكنها سهّلت تطور حماس".
وأكد بوريل أنه يشير إلى "عبارة معروفة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أدلى بها علنا أمام كتلته البرلمانية حيث قال إن كل من يعارض حل الدولتين يجب.. أن يسهل.. تمويل حماس"، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وقال بوريل "من حقي" انتقاد حكومة نتنياهو "دون أن أُتَّهم بمعاداة السامية".
وتابع "هذا لا يمنعني من اعتبار أن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة غير متناسب" لأنه يتسبب في "عدد مفرط من الضحايا المدنيين".
ومضى بالقول "الجميع يبدون متفقين" على حل الدولتين وبالتالي على إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل "ما عدا حكومة نتنياهو التي تمنع تطبيق هذا الحل منذ 30 عاما".
بوريل: الكارثة في غزة ليست نتيجة زلزال
وكان بوريل قال في مقابلة مع صحيفة "إل باييس" الإسبانية نشرت أمس الاثنين، إن غزة تشكل محور اهتمام دولي "حيث يُسحق 1.7 مليون فلسطيني أمام الجدار"، وتساءلت الصحيفة عما ستفعله أوروبا في حالة وقوع كارثة؟
وقال بوريل "نحن بالفعل في خضم الكارثة. واضطرت الأمم المتحدة إلى تعليق المساعدات الإنسانية: فإسرائيل تستخدم المجاعة كسلاح حرب، وهذا يتعارض مع القانون الدولي. لقد قلنا ذلك في أوكرانيا، وهو صحيح أيضًا الآن. لقد سويت غزة بالأرض: وكان استخدام القوة غير متناسب".
وأشار إلى أن إسبانيا وإيرلندا دعتا إلى تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل إذا ثبت انتهاك حقوق الإنسان، لكنه أوضح أن أوروبا غير قادرة على جر الولايات المتحدة إلى مطلبها بوقف إطلاق النار، منوها إلى أن السبب قد يكون أنه "لا يوجد موقف مشترك في الاتحاد الأوروبي"
وأشار إلى أنه "في الأمم المتحدة كان التصويت (الأوروبي) منقسماً، حيث صوت 18 صوتاً مقابل امتناع 9 أعضاء عن التصويت".
وتطرق إلى الموقف الألماني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وقال إن "ثقل التاريخ يفسر موقع ألمانيا على رأس المؤسسات"، حيث قامت فون دير لاين، بزيارة إلى تل أبيب دافعت خلالها عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها دون وضع أي قيود على الحكومة الإسرائيلية.
وقال بوريل "إن الكارثة في غزة ليست نتيجة لزلزال أو فيضان: بل هي نتيجة لعمل عسكري مدمر. حماس فكرة، والفكرة لا تُحارب إلا بفكرة أخرى: خطط نتنياهو بشأن غزة غير مقبولة. بذور الكراهية تُزرع لأجيال عديدة".
وأضاف "ليس سراً أن الإسرائيليين مولوا حماس ولعبوا على تقسيم الفلسطينيين.. وأن رحلة فون دير لاين، مع هذا الموقف المؤيد تمامًا لإسرائيل، دون أن تمثل أي شخص سوى نفسها في مسألة السياسة الدولية، قد حملت تكلفة جيوسياسية باهظة لأوروبا".