تستعد تايوان لافتتاح رصيف بحري ضخم ومهبط طائرات في جزيرة تايبينغ ببحر الصين الجنوبي، ما يفتح الباب لصراع متعدد الأطراف قد يهدّد الملاحة، خاصة أن الجزيرة متنازع عليها بين الصين والفلبين وفيتنام.
وقالت صحيفة "ساوث تشينا مورنينغ بوست"، التي تصدر في هونغ كونغ، الإثنين، إن الرصيف سيسمح لتايوان باستقبال الفرقاطات العسكرية، ما يعني إمكانية وصول بوارج وسفن عسكرية أميركية.
وسبق وأن حذرت الصين تايوان من هذه الخطوة، قائلة إنها ستشعل الأعمال العدائية في بحر الصين الجنوبي، كما اتهمت أميركا بمحاولة التجسس عليها.
وجاء في التقرير الذي نشر الإثنين:
• جزيرة تايبينغ تسيطر عليها تايوان في بحر الصين الجنوبي، وتطالب بها بكين والفلبين وفيتنام.
• قررت تايوان توسيع الرصيف وتطوير مهبط طيران جوي في الجزيرة، بهدف استقبال معدات عسكرية ثقيلة، وترى الصين في هذا اعتداء على سيادتها، وتتخوّف من أن حكومة تايبيه تقوم بذلك لمساعدة السفن الحربية الأميركية على الرسو في تايبينغ.
• خفر السواحل التايواني (CSA) قال إن المشروع اجتاز فحوصات التفتيش في 20 يناير.
• الفرقاطات العسكرية والسفن الأخرى، التي تصل حمولتها إلى 4000 طن، سيكون بمقدورها الرسو على الرصيف الخارجي بعد تجريف وتعميق القنوات الملاحية.
• يتضمن المشروع أيضا منشأة جديدة للرصيف الداخلي مقاومة للأعاصير.
• تجديد الرصيف الذي تم بناؤه عام 2015 سيساعد في تعزيز مهام دوريات خفر السواحل التايوانية حول تايبينغ، مع دعم جهود الإنقاذ الإنسانية والبحث العلمي.
• الجيش التايواني يمكنه الآن أيضا استخدام سفن أكبر لإرسال ذخيرة وإمدادات أخرى إلى تايبينغ لتعزيز الاستعداد القتالي لخفر السواحل والقوات.
• تايوان التي تسيطر على تايبينغ، تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وتعارض أي تقارب بينها وبين الولايات المتحدة، حيث تتهم واشنطن بدعمها لمجموعات تسعى للانفصال.
حدود النزاع
عن حدود ردود الفعل المتوقعة إزاء الخطوة التايوانية، يقول الخبير في الشؤون الصينية، مازن حسن، لموقع "سكاي نيوز عربية":
- جزيرة تايبينغ قريبة للغاية من سواحل الصين، وأي وجود أميركي عليها سيثير غضب بكين ويمثل تهديدا لها.
- تطوير الرصيف ليكون صالحا لاستقبال سفينة تصل حمولتها إلى 4000 طن، يعني أن الفرقاطات البحرية الأميركية العاملة في المنطقة تستطيع أن ترسو فيها.
- أعتقد أن أعمال التطوير تمت بطلب من واشنطن، حتى يكون لها أعين على الصين.
- تايوان تضع نفسها أيضا في مأزق مع فيتنام والفلبين، كونهما تطالبان أيضا بالجزيرة، وتؤكدان أنها من حقهما، بينما تقول الصين إن كل جزر بحر الصين الجنوبي ملكها، لأنها أول من اكتشفها.
- التوتر سيسود أكثر في البحر بافتتاح الرصيف والمهبط خاصة إذا حصل وجود عسكري أميركي هناك.
أزمة بحرية أخرى
الخبير في العلاقات الدولية، جاسر مطر، يخشى من أن يتوسّع النزاع حتى تتكرر أزمة تعطيل الملاحة الحالية في البحر الأحمر، وهذه المرة في بحر الصين الجنوبي.
وأضاف مطر لموقع "سكاي نيوز عربية" موضحا:
- الجزيرة قريبة من السواحل الصينية، وقد تكون مركزا للتجسس على الصين لصالح أميركا، ووجود مهبط طائرات يعطي فرصة لتوسيع الأعمال العدائية ضد الصين.
- تعيش تايوان تحت تهديد دائم من احتمال تعرّضها لغزو صيني، بينما تعتبر بكين الجزيرة أرضا تابعة لها وتعهّدت بضمها بالقوة إذا لزم الأمر، وتتدخّل الولايات المتحدة في هذا الخلاف بدعم تايوان في تجهيز جيشها بكل شيء، بدءا من المقاتلات النفاثة حتى السفن البحرية الحديثة، إلى جانب التدريب على يد عسكريين أميركيين متمركزين في الجزيرة.
- ترك الأمور في بحر الصين الجنوبي هكذا يهدّد باشتعال الأوضاع، ولا بد من اتفاق منظم للمنطقة، لأن إن حدثت أزمة هناك مشابهة لما يجري في البحر الأحمر ستحل الكارثة على العالم، وسنعاني من ركود لا مثيل له.
وتتهم بكين الولايات المتحدة بانتهاك القانون الدولي من خلال إرسال سفن حربية إلى بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه لإجراء مناورات عسكرية، وهي ممرات تدعي واشنطن أنها تتماشى مع حقوق حرية الملاحة في المياه الدولية.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب فوز المرشح المؤيد لاستقلال جزيرة تايوان عن الصين، لاي تشينغ تي، منتصف يناير الجاري، رئيسا للبلاد لمدة 4 سنوات، ما يزيد من التوتر مع واشنطن.
وفي تقرير لصحيفة "بوليتيكو" الأميركية عقب إعلان فوزه، قالت إن الصين وجهت انتقادات متكررة إلى لاي، مشيرة إلى أنه هو من سيشعل الحرب في الجزيرة.