كشفت الأحداث الأخيرة التي أعقبت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة تراجع هيبة الولايات المتحدة وقوتها على الردع في المنطقة.

وأظهرت الحرب في غزة أن واشنطن لم تعد الحليف الاستراتيجي لدول المنطقة في الأزمات، خاصة بعد أن قرر البيت الأبيض إبرام صفقة مع إيران والإفراج عن أرصدة مالية مجمدة لطهران دون الالتفات لمخاوف دول الجوار أو الاهتمام بتمدد أذرع إيران في المنطقة.

تغيير واشنطن لسياستها الحازمة مع إيران وتخفيف الضغوط عليها جرأ الميليشيات الموالية لطهران على استغلال حرب غزة لاستهداف المصالح الأميركية في المنطقة وتهديد حركة الملاحة في البحر الأحمر.

حرب غزة كشفت عن تراجع الدور الأميركي بالمنطقة

هل فقدت واشنطن ثقة حلفائها وقوتها على ردع الأعداء في المنطقة؟

وفي حديثه لـ"رادار" على سكاي نيوز عربية، أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسين رويوران أن فقدان واشنطن ثقة حلفائها أمر بديهي خاصة إثر خيبات الأمل ولفشل الذي لحق بها وبسياساتها في المنطقة، مضيفا:

  • يواجه التواجد الأميركي في المنطقة مقاومة شديدة، وذلك بسبب سياستها تجاه القضية الفلسطينية.
  • تأييد إيران المستمر للقضية الفلسطينية وندائها لضرورة وقف إطلاق النار هما من الأولويات القائمة لإيران.
  • تقدم إيران الملف الفلسطيني والقضية الفلسطينية على الملف النووي باعتبارها قضية عاجلة.
  • انسحاب إسرائيلي من لبنان وغزة سنة 2005 كان نتيجة لجهود المقاومة.
  • على الرغم من أنه تم التوصل لاتفاق أوسلو عام 1993 بوساطة أميركية، وبعد مرور أكثر من 30 سنة، لم يتم حتى الآن الإعلان عن وجود دولة فلسطينية.
  • تمتلك إيران قاعدة جماهيرية واسعة تجعل منها القوة الكافية لإدارة الوضع.
  • إيران جعلت من القدس ومن القضية الفلسطينية أولوية من أولوياتها.

النظرية الإيرانية

ويشير رئيس برنامج الدراسات الإقليمية في مركز الشرق الأوسط، نبيل العتوم، في هذا السياق إلى طبيعة السياسة والنظرية الإيرانية المعتمدة في المنطقة ووجودها كأم القرى والقبلة السياسية والروحية، وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعلاقة أيران بذلك يقول:

  • تعد الساحة الفلسطينية إحدى الساحات الإيرانية لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة وحلفائها لتحقيق المطالب الإيرانية.
  • إيران تتاجر بالقضية الفلسطينية لخدمة مصالحها.
  • لا تسعى إيران إلى الدخول في أي نوع من أنواع الحروب  النزاعات مع أي طرف كان.
  • يقوم الوكلاء والأذرع الموزعين في المنطقة بخدمة المصالح الإيرانية.
  • ساهمت الولايات المتحدة في بروز إيران على الساحة من خلال العقوبات غير الصارمة التي فرضتها على إيران والسماح لها بامتلاك التقنية النووية.
  • وجود تسهيلات غربية لإيران لتطوير برامجها الثلاث البرنامج النووي والصاروخي والفضائي.

 رفض تهاون واشنطن

ويعرب الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية، سكوت أولينغر، عن وجهة نظره حول طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران، ويشير إلى رفض معظم الأميركيين لما قامت به إدارة أوباما وبايدن من تهاون مع إيران.

  • تأخر القادة السياسيين في الولايات المتحدة على فهم سياسة إيران في الشرق الأوسط.
  • أدرك السياسيون الأميركيون خطورة إيران عقب وفاة جنود أميركيين.
  • استغلال إيران للوضع وللسياسة الأميركية الخاطئة لخدمة مصالحها ومزيد التوسع في المنطقة.
  • استمرار إيران في سياستها من شأنه أن يستفز الولايات المتحدة وحلفائها وقد يقود الأمر إلى حرب واسعة النطاق.