قدمت المملكة المتحدة، للجنة من الخبراء في الأمم المتحدة، صوراً عبر الأقمار الاصطناعية لشحنات بضائع كورية شمالية متجهة إلى روسيا، كجزء من محاولة لبدء تحقيق رسمي في صفقات الأسلحة التي "تنتهك العقوبات الدولية".
وتواجه كوريا الشمالية اتهامات بتزويد الحكومة الروسية بالصواريخ الباليستية ومئات الآلاف من القذائف المدفعية بحربها في أوكرانيا.
وبحسب معلومات استخباراتية دفاعية بريطانية غير منشورة، اطلعت عليها صحيفة "الغارديان"، فإن صورا تم التقاطها بين سبتمبر وديسمبر لثلاث سفن روسية، هي "مايا" و"أنغارا" و"ماريا"، تقوم بتحميل حاويات في ميناء ناجين الكوري الشمالي قبل عبورها إلى الموانئ الروسية.
جاء ذلك في أعقاب إعلان الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أن روسيا استخدمت صواريخ باليستية من كوريا الشمالية في أوكرانيا.
وقال دبلوماسي بالأمم المتحدة إن "استخدام روسيا للأسلحة الكورية الشمالية في أوكرانيا يعد انتهاكا للعديد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إنه يقوض الجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية ويكشف مدى اليأس الذي وصلت إليه روسيا في غزوها الفاشل، ويجب أن يؤدي هذا وغيره من الأدلة المقدمة للجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق كامل في الانتهاك الصارخ لروسيا وكوريا الشمالية للعقوبات الدولية".
وتم تقديم الصور، إلى جانب أدلة أخرى من الولايات المتحدة ودول أخرى، للجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية بانتشار الأسلحة النووية في كوريا الشمالية، والتي من المتوقع أن تنشر الشهر المقبل أول تقرير نهائي لها منذ الزيادة الحادة في شحنات الذخيرة الكورية الشمالية المشتبه بها إلى روسيا.
وخضعت جميع السفن الواردة في التقرير لعقوبات من قبل الحكومة الأميركية في عام 2022 بسبب صلاتها بشركة "Oboronlogicika" للشحن التابعة لوزارة الدفاع الروسية، والتي شاركت في استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم، وكذلك شركات الشحن البحري الروسية الخاصة التي تنقل الأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى لصالح روسيا.
كما تم التعرف على اثنتين من السفن الثلاث في تقرير حديث صادر عن مركز أبحاث المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره لندن.
وأظهر التقرير نموا في عمليات الشحن من كوريا الشمالية إلى روسيا، وهو ما "يكشف أن روسيا بدأت على الأرجح في شحن الذخائر الكورية الشمالية على نطاق واسع".
وقال براناي فادي، كبير مديري مراقبة الأسلحة في البيت الأبيض، إن التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية "غير مسبوق"، وحذر من أن المساعدة العسكرية الروسية لكوريا الشمالية يمكن أن تقوض سياسة الردع النووي الأميركية في كوريا الجنوبية واليابان.
والتقى الرئيس فلاديمير بوتين بوزير خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي في الكرملين هذا الأسبوع خلال زيارة نادرة لمسؤول كبير من بيونغ يانغ استمرت 5 أيام، وناقش الاثنان "مواصلة تطوير العلاقات في جميع المجالات، بما في ذلك المجالات الحساسة".