قبل أيام من الانتخابات التمهيدية لمرشحي الرئاسة للحزب الجمهوري الأميركي في نيو هامبشاير، أظهر استطلاع جديد أجرته شبكة "ABC News"، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هو الأكثر حظا، بعد فوز ساحق بولاية أيوا الإثنين الماضي.

وتفوق ترامب في الاستطلاع أيضًا على منافسيه نيكي هالي، السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، ورون ديسانتيس، حاكم فلوريدا.

وجرى الاستطلاع يومي 16 و17 يناير الجاري، باللغتين الإنجليزية والإسبانية، من بين عينة عشوائية مكونة من 1480 جمهوريا ومستقلا ذي ميول جمهورية.

ومن المتوقع أن يتحول مسار ونتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية إلى "صندوق مفاجآت" على وقع التطورات السريعة وغير المتوقعة لملفات غزة والملاحة في البحر الأحمر والوضع الاقتصادي، إضافة لتقدم عمر أبرز المرشحين، والمخاوف من "فوضى" داخل أميركا.

 حرب غزة

للحرب تأثير كبير على الداخل الأميركي، سواء ما يتعلق بالدعم المالي والعسكري الكبير المسحوب من الاقتصاد الأميركي لدعم إسرائيل، أو نتيجة اتهام واشنطن بالمسؤولية مع إسرائيل عن أرواح الآلاف من المدنيين القتلى.

وعن صداها في الانتخابات يقول عضو الحزب الديمقراطي الأميركي، مهدي عفيفي لموقع "سكاي نيوز عربية":

  • هذا الملف حجر عثرة أمام بايدن وإدارته، وهو فقد بالفعل أصوات قطاع كبير من الشباب، فضلا عن الناخبين المسلمين أو من أصول عربية.
  • الحرب تسببت في انقسام داخل البلاد، خاصة وأن الأميركيين يرون أن الدعم المقدم لإسرائيل لا يحظى به المواطن الأميركي مع ارتفاع الضرائب.

ويتجه كثير من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما لدعم القضية الفلسطينية على حساب إسرائيل، حسبما أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" ومعهد سيينا للأبحاث، وهذا تحول كبير؛ حيث كان دعم إسرائيل في الانتخابات السابقة له مكانة أكبر في تحديد حظوظ الفائز بالرئاسة.

حظوظ ترامب

  • يرى عفيفي في ترامب المنافس الأقوى لبايدن، خاصة مع تدني شعبية الرئيس الأميركي، إلا أن ترامب يواجه تحديات تخص محاكمته خلال العملية الانتخابية.
  • لكن الباحث في معهد (R street)، مقره واشنطن، جيمس والنر، لا يتوقع أن تؤثر المحاكمات على سير الانتخابات أو فرص ترامب.
  • ويقول والنر لموقع "سكاي نيوز عربية" إن هذه الاتهامات ربما تصب في مصلحة ترامب؛ لأنها جمعت القاعدة الشعبية له.
  • يعتبر ترامب هذه الاتهامات اضطهادا؛ وهو ما يستطيع به حصد التعاطف، وفي أكتوبر هاجم ترامب القضاء خلال مثوله في المحكمة، منددا بـ"حملة اضطهاد" ضده وبـ"محاكمة تليق بجمهوريات الموز".
  • وفي حضور ترامب، عبَّر قضاة محكمة الاستئناف الفيدرالية في واشنطن عن شكوكهم العميقة في أنه محصن من الملاحقة القضائية، في إشارة لاحتمال تأثير هذا على حظوظه في الانتخابات.

أخبار ذات صلة

انتخابات أميركا.. ترامب يهزم هايلي وديسانتيس في ولاية أيوا
استطلاع: ترامب يحقق فوزا سهلا في انتخابات "الجمهوري" في آيوا
الانتخابات الرئاسية.. الأميركيون متخوفون من "أعمال عنف"
بعد منعه من الترشح في كولورادو.. ترامب يلجأ للمحكمة العليا

لكن ترامب فاز، الثلاثاء، بأول انتخابات يجريها الحزب الجمهوري لاختيار مرشحه لخوض الانتخابات في ولاية أيوا.

إلا أن الملاحقة القضائية أثرت عليه في ولاية كولورادو؛ حيث قضت المحكمة العليا في الولاية، ديسمبر الماضي، بعدم أهليته لخوض انتخابات الحزب التمهيدية في هذه الولاية لاتهامه بدعم اقتحام حشد من أنصاره مقر الكونغرس في 2021.

ويواجه ترامب اتهامات تخص قضية اقتحام مؤيدين له مبنى الكابيتول عام 2020، وقضية احتيال عبر تضخيم قيمة ممتلكاته العقارية للحصول على قروض مصرفية وشروط تأمين أفضل.

العنف والفوضى

  • تعد انتخابات 2024 من الأكثر عرضة لأعمال عنف في تاريخ الانتخابات الأميركية، وسط مخاوف بأن تنزلق البلاد إلى فوضى.
  • ففي 9 يناير، حذر ترامب، الثلاثاء، من أن استمرار ملاحقته (قضائيا بالمحاكمات) وهو رئيس سابق والمرشح الجمهوري قد يؤدي إلى "فوضى".
  • وواصفا هذه الملاحقة بـ"السياسية"، قال للصحفيين: "أعتقد أنه من الظلم أن يلاحق معارض سياسي من جانب وزارة العدل"، وأنه: "ستعم البلاد الفوضى (...) إنها سابقة سيئة جدا".
  • وبعد مرور 3 سنوات على أحداث الكابيتول ، أظهر استطلاع رأي أجرته شبكة "سي بي إس" وشركة الأبحاث "يوغوف" أن 49 بالمئة من البالغين يعتقدون أنه ستكون هناك أعمال عنف في الانتخابات، فيما توقع 51 بالمئة أن يتقبل الجانب الخاسر "الخسارة بسلام".

ويوم 6 يناير 2021، اقتحم حشد غاضب من مؤيدي ترامب، مبنى الكابيتول، لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية 2020، التي قادت بايدن إلى البيت الأبيض.

تقدم العمر للمرشحين

يبلغ بايدن من العمر 81 عاما، بينما يبلغ منافسه ترامب 78 عاما، ما يعني عدم استبعاد أن لا يستطيع أحدهما استكمال السباق، خاصة مع إصابة بايدن بعدة أمراض.

وسبق أن كشف المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس، في يونيو الماضي، أن بايدن يستخدم جهاز (CPAP)، لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم، وهو يعاني منه قبل سنوات، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن".

"التساهل" مع إيران

يشير عفيفي ووالنر إلى سخط الكثير من الأميركيين على إدارة بايدن فيما يخص "تساهلها" في التعامل مع إيران، ومع جماعة الحوثي المرتبطة بها في اليمن؛ ما أدى إلى شن تلك الجماعات هجمات على السفن تعرقل الملاحة في البحر الأحمر، وتهدد الاقتصاد العالمي.

ومنتظر أن تنعكس نتائج هذه الهجمات على الانتخابات، فيما يخص إن كانت إدارة بايدن ستنح في إرغام الحوثي على وقفها عبر الهجمات المضادة التي تشنها القوات الأميركية والبريطانية ضد الحوثي في اليمن الأيام الأخيرة، أم سيفلت الأمر ويتوسع الصراع في المنطقة.

مستقبل الاقتصاد

تحتل المخاوف الاقتصادية مرتبة متقدمة على أجندة الناخب الأميركي، وأظهر استطلاع "نيويورك تايمز" وكلية "سيينا" أن 34 بالمئة من الناخبين تحدثوا عن التضخم باعتباره القضية الرئيسية في أميركا، في حين كانت النسبة 45 بالمئة في أكتوبر 2022.

وفي تقدير مهدي عفيفي، فإن إدارة بايدن أنجزت في هذا الملف، بعد أن بذلت جهودا لمعالجة الأزمة الاقتصادية، وخفضت البطالة لأقل من 3.5 بالمئة، كما تم السيطرة إلى حد ما على التضخم، وبخصوص الرواتب تمت زيادة الدخل بأكبر نسبة على مدار الـ50 عاما الماضية.