تتّجه أوكرانيا لتكثيف إنتاجها المحلي من الذخيرة، كأحد البدائل الضرورية لسدّ النقص الحاد الذي تخشاه من الدعم الأميركي، خاصّة بعد توجيه كثيرٍ من هذا الدعم إلى إسرائيل في الحرب الجارية بغزة.
وصرّح وزير الدفاع الأوكراني، رستم عميروف، بأن بلاده في تنافس مع دول أخرى للحصول على الذخيرة من الشركات المصنّعة الغربية؛ لأن هناك صراعات أخرى في العالم تستهلك موارد الإنتاج.
وتابع عميروف، في تصريح لوسائل إعلام أوكرانية، الأحد: "لقد بدأنا التنافس على شراء الذخيرة"، معترفا بأن بلاده لن تكون قادرة على أن تصبح مستقلّة تماما عن المساعدة الغربية.
كان مجلس الشيوخ الأميركي جمّد مؤخّرا حزمة مساعدات لكييف تبلغ قيمتها 61 مليار دولار، ما أصاب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بخيبة أمل.
وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الأحد، فإن الأفضليات الأمنية الأخرى، بما فيها دعم إسرائيل في حرب غزة الجارية، وتأمين الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، قد تنطوي على انتهاء المساعدة الأميركية.
فهل سيتوقّف الدعم الأميركي حقا قريبا؟ يجيب عن هذا السؤال، خبير سياسي أوكراني وعضو حزب الوطن الأوكراني لموقع "سكاي نيوز عربية"، طارحيْن الخطوات التي ستقوم بها كييف في كل الأحوال.
كيف أثّرت حرب غزة؟
انعكست الحرب الجارية منذ 7 أكتوبر الماضي في الأراضي الفلسطينية بين إسرائيل وحركة حماس، على تسليح أوكرانيا في عدة جوانب، يُشير الأكاديمي والمحلل السياسي، خليل عزيمة، إلى بعضها قائلا:
- بسبب الحرب في الشرق الأوسط، بدأت القوات الأوكرانية تعاني نقصا حادا في قذائف المدفعية على خط المواجهة، خاصة قذائف المدفعية من عيار 155 ملم، وهناك مخاوف من نقص في الدعم العسكري والمالي عموما.
- تعمل أوكرانيا منذ وقت على زيادة الإنتاج العسكري المحلي واستقطاب شركات دولية للتعاون والعمل في أوكرانيا، وسيكون هذا العنوان الرئيسي للمرحلة الحالية، خاصة بعد النجاح الكبير في إنتاج المسيّرات البحرية، وإعادة السيطرة على جزء كبير من المياه الإقليمية.
- في نفس الوقت، لن تكف أوكرانيا عن مطالبة الدول الغربية بالاستمرار في تسليحها، وذلك من خلال الضغط الدبلوماسي الذي نجحت كييف فيه سابقا، وأدّى إلى تغيير مواقف الدول التي تأخّرت مساعداتها لها.
- لكن لم تؤثِّر الحرب في الشرق الأوسط على تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية، رغم استغلال روسيا لهذه الحرب لزيادة هجماتها الجوية بالمسيّرات والصواريخ والقاذفات.
دعم مُستمر
من جانبه، يقول عضو حزب الوطن الأوكراني، فرهاد شيخ بكر: "قد تنقص الكمية أو القيمة المالية للدعم المقدّم لأوكرانيا، لكن يبقى الأميركان الداعم الرئيسي لها؛ لأنهم يعتبرونها في الحرب في مواجهة مباشرة مع موسكو، والخط الأول لأوروبا على حدود روسيا".
ويتّفق معه خليل عزيمة، قائلا: "رغم الخلافات بين الرئيس الأميركي وأعضاء في الحزب الجمهوري ممن يريدون قطع المساعدات عن أوكرانيا، فإن كل التصريحات الأميركية الرسمية تؤكّد التزام واشنطن بتقديم الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا مهما طالت الحرب".
وفي إشارةّ لدعم قادم من أوروبا، بدأت السلطات الفرنسية بتسليم الجيش الأوكراني بنادق "FAMAS G2" الآلية، الفرنسية الصنع، عيار 5.56 ملم.
شكلٌ مِن الدعم تلقّته كييف، الإثنين، وجاء من البنك الدولي، حيث أعلنت وزارة المالية أن الحكومة تلقّت 1.34 مليار دولار، في إطار برنامج للبنك لدعم قدرة الإدارة هناك على تحمّل النفقات العامة.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن التمويل يتألّف من قرضٍ بقيمة 1.086 مليار دولار من البنك الدولي، ومنحة 190 مليون دولار من النرويج، ومنحة 50 مليون دولار من الولايات المتحدة، ومنحة 20 مليون دولار من سويسرا.
وسيتم استخدام الأموال للتعويض الجزئي للنفقات غير المرتبطة بالأمن والدفاع في الميزانية الأوكرانية، بما في ذلك المعونات الاجتماعية لكبار السّن والمدفوعات المقدّمة لموظّفي خدمة الطوارئ الحكومية، وفق الوزارة.
ميدانيا، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، الإثنين، أنها أسقطت 28 مسيّرة من أصل 31 تم إطلاقها، خلال هجوم ليلي روسي جديد.
وأضافت على "تلغرام" أن الهجوم الذي شنّته روسيا بواسطة المسيّرات استهدف المناطق الجنوبية في أوديسا وخيرسون وميكولاييف والمنطقة الشرقية في دونيتسك والمنطقة الغربية في خميلنيتسكي، وخلاله "أطلق العدو كذلك صاروخا جويا موجّها من طراز Kh-59 تجاه زابوريجيا (جنوب) وآخر مضادا للرادار من طراز Kh-31P من مياه البحر الأسود"، وأنه "تمّ إسقاطهما".
مِن جانب آخر، احتفل الأوكرانيون (المنتمين للمسيحية الأرثوذكسية) بعيد الميلاد في 25 ديسمبر للمرة الأولى؛ تناغما مع الغربيين، وفي تكريس لابتعادها عن موسكو التي تحتفل به في 7 يناير.