بعد أشهر من الخلاف، وافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، على إحالة طلب السويد لعضوية حلف شمال الأطلسي، إلى البرلمان للتصويت عليه، في خطوة من شأنها أن تحرك المياه الراكدة بشأن موقف الدول الاسكندنافية من عضوية الناتو، والتي من شأنها أن تثير غضب روسيا.

ومن المقرر أن يُناقش مشروع القانون في لجنة الشؤون الخارجية، قبل إجراء تصويت عام بالبرلمان التركي، حيث يشغل حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان وحلفاؤه أغلبية المقاعد.

لكن من غير الواضح الموعد الذي سيتم إجراء التصويت النهائي على الطلب السويدي.

يأتي قرار أردوغان بعد أكثر من عام من المفاوضات مع ستوكهولم التي أرادت الانضمام إلى الناتو على وقع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا العام الماضي، في حين كانت تركيا بمثابة حجر عثرة أمام تلك الخطوة.

وتقدمت فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو معا في العام الماضي في أعقاب الهجوم الروسي، لكن مصيرهما تباعد بعد أن صادقت تركيا على طلب فنلندا قبل الانتخابات الرئاسية التركية، بينما أجلت النظر في الطلب السويدي، إثر نزاع طويل الأمد بشأن ما تراه أنقرة دعما للجماعات الكردية، وكذلك القيود المفروضة على صادرات الأسلحة.

لماذا وافق أردوغان؟
من جانبه، حدد المحلل السياسي التركي جواد غوك في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أسباب قرار أردوغان بإحالة طلب السويد للبرلمان، ما يشير إلى انفراجة كبيرة في التفاهمات المشتركة بشأن تلك القضية، بالقول:

  • مهما كان الأمر، فقدرات تركيا السياسية كانت محدودة، خاصة مع اتفاق جميع أعضاء الناتو في تأييد انضمام السويد للحلف، وبالتالي لم يكن أمام أنقرة أن تقف وحدها أمام هذه الطلبات.
  • الأمر الثاني، أن السويد نفذت عددًا من الخطوات "ولو بشكل ظاهري" لتلبية المطالب التركية، على رأسها تعديل دستورها وتعزيز قانون مكافحة الإرهاب والذي دخل موضع التنفيذ في يوليو الماضي، بجانب إغلاق بعض المؤسسات التي صنفتها أنقرة بـ"الإرهابية"، والمنتمية لحزب العمال الكردستاني، وهذه الخطوات كانت كافية للحكومة التركية لقبول الطلب.
  • أهمية الخطوة أن من شأنها زيادة قدرات حلف شمال الأطلسي في مواجهة هجمات روسيا في الشمال الأوروبي، وبالتالي يمثل ذلك "درعاً عسكرياً".

واتفق مع ذلك مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، والذي قال في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، إن السويد أوفت بالالتزامات التي قطعتها عن نفسها في الاتفاق الذي وقعته معها قبل انضمام فنلندا، وكان يتبقى على أنقرة أن تفي هي الأخرى بالتزاماتها.

وشدد "ألبيركي" أنه على رأس تلك الإجراءات بدء العمل بقانون مكافحة الإرهاب الجديد لمعالجة مخاوف أنقرة ودفعها للتصديق على طلبها، مؤكداً أن من شأن هذه الخطوة أن تعزز من أمن الناتو وأوروبا بشكل عام ضد التهديدات الروسية.

أخبار ذات صلة

أردوغان يحيل على البرلمان التركي طلب عضوية السويد للناتو
الناتو مستعد لتعزيز انتشاره في كوسوفو بعد التطورات الأخيرة

محطات بين تركيا والسويد

  • في 2022، وقعت السويد وفنلندا اتفاقا مع تركيا بهدف معالجة أوجه الاعتراض على عضويتهما في الحلف.
  • تركيا أكدت أن فنلندا والسويد "ستحظران نشاطات التجنيد وجمع الأموال للمسلحين الأكراد، وكذلك حظر الدعاية الإرهابية ضد تركيا، وتعهدتا بإظهار التضامن والدعم مع أنقرة في الحرب ضد الإرهاب بكل أشكاله، وقبلتا بعدم فرض قيود على الصناعات الدفاعية"، لكن الرئيس التركي عاد وقَبل طلب هلسنكي وأرجأ طلب ستوكهولم.
  • جاءت واقعة حرق المصحف أواخر يناير الماضي أمام سفارة تركيا لتفاقم الأزمة بين الجانبين تركيا والسويد.
  • الرئيس التركي اشترط على السويد تسليم 130 مطلوبا إلى أنقرة، حتى تصادق على عضويتها في الحلف العسكري.
  • تخلى أردوغان عن معارضته في يوليو الماضي، بعد أن أشارت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنها ستسمح لتركيا بشراء 40 طائرة مقاتلة جديدة من طراز إف-16 ومعدات تحديث من الولايات المتحدة، كما تلقت أنقرة تأكيدات من السويد بأنها ستساعد في إحياء مسعاها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
  • ضغط الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ هذا الشهر، على تركيا للتصديق سريعاً على عضوية السويد، بعد 3 أشهر من تأكيد أردوغان مساعدته في تسريع تلك الخطوة في البرلمان التركي.
  • عدلت السويد دستورها وعززت قوانينها لمكافحة الإرهاب منذ ترشحها للانضمام إلى الناتو، حيث دخل موضع التنفيذ في يوليو الماضي، كما قررت أيضا تسليم مواطن تركي مقيم في السويد أدين بجرائم مخدرات في تركيا عام 2013.
  • يتعين على جميع أعضاء الناتو البالغ عددهم 31، تأييد عضوية السويد، وهو ما جرى باستثناء تلكؤ تركيا والمجر.