في سويسرا، أوائل الصيف، ألقت صانعة السلام الكينية السيدة شمسة أبو بكر فاضل، المعروفة بلقب "ماما شمسة" محاضرة مع اثنين من الصبية الذين أنقذتهم من العنف والتطرف.
وأصبح الصبيان اللذان تواجدا معها على المسرح اليوم وسطاء سلام، ولهذا السبب كانا معها في منتدى صانعي السلام الناشئين في جنيف.
وتعتبر ماما شمسة، البالغة من العمر 55 عاماً، بطلة قومية في نظر الكثير من الكينيين.
وقالت إنها تمكنت من "تغيير حياة أكثر من عشرة آلاف شاب، العديد منهم من مسقط رأسها في مومباسا، التي تعاني من أحد أعلى معدلات جنوح الأحداث في كينيا.
تستضيف فاضل العشرات من الأطفال في منزلها، وتقدّم لهم مزيجاً من الأمومة والإرشاد.
وأظهرت الأخبار الكينية ذات مرة فاضل وهي تأخذ الشباب المطلوبين إلى مركز الشرطة المحلي للحصول على العفو بشرط أن يخضعوا لإعادة تأهيلها.
وتقول إن الشباب الذين شوهدوا لاحقا وهم يغادرون منزلها، متحمسين للتغيير، ويظهرون في الأخبار كل ساعة، يشجعون الآلاف من الشباب الآخرين للوقوف على عتبة بابها فيما بعد.
وحققت ماما شمسة نجاحا هائلا في مجال إصلاح الشباب، فضلا عن مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
مناهضة لزواج القاصرات
فاضل التي تزوجت في سن صغيرة جدا، تعمل الآن على مكافحة زواج الأطفال، وبصفتها رئيسة لشبكة تدعمها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وهي "اللجنة الوطنية للسلام النسائية"، فقد ساعدت في صياغة السياسات الحكومية للقضاء على الزواج المبكر.
وفي حين أن زواج الأطفال غير قانوني، فإن فاضل تشعر بالإحباط بسبب قبوله على نطاق واسع، وتواطؤ الشخصيات الدينية التي تتقاضى أجوراً مقابل القبول به.
جائزة زايد للأخوة الإنسانية
فازت ماما شمسة بجائزة زايد للأخوة الإنسانية في نسختها الرابعة لعام 2023.
وجاء تكريمها تقديرا لجهودها في النهوض بتمكين الشباب والمرأة في كينيا فضلًا عن رعايتها الشباب وحمايتهم من الانخراط في حياة العنف والإجرام والتطرف وذلك من خلال تقديم المشورة والرعاية والتدريب اللازم لهم.
وقالت ماما شمسة عند حصولها على الجائزة: "هذا التكريم لا يتعلق بالفوز فحسب، بل يتعلق بكيف نعيش ونحقق أهداف وغايات هذه الجائزة المرموقة، إنه تكريم يعني تحقيق التحول الجذري في حياة الناس، وهذا ما سيدفعني لنشر روح جائزة زايد للأخوة الإنسانية في كينيا".
وأضافت: " أريد أن يعرف الناس في كينيا وفي العالم أجمع بأنه ليس على المرء أن يأتي إلى الإمارات العربية المتحدة لكي يشعر بهذه الروح التي عرف بها الشيخ زايد، بل يمكن أن تصل هذه الروح وأثرها إلى المرء أينما كان".