أثار الاتفاق الذي جرى التوصل إليه قبل أيام لتجنب الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، جدلًا واسعًا بشأن مستقبل الدعم الأميركي إلى أوكرانيا، بعدما أدى إلى استبعاد المزيد من التمويل العسكري من اتفاق الكونغرس بشأن الميزانية في اللحظة الأخيرة.

ويتعين على المشرعين حالياً النظر في مشروع قانون منفصل يتعلق بـ 24 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا، والتي أراد الرئيس جو بايدن إدراجها في الميزانية الأخيرة، في حين قد يجرى تصويت عليها أوائل الأسبوع المقبل.

ولطالما أعرب مسؤولون أميركيون من بينهم بايدن عن ثقتهم في أن الكونغرس سيواصل تزويد أوكرانيا بـ"مليارات الدولارات" من المساعدات لضمان دعمهم في مواجهة روسيا، حتى مع تصاعد التوترات في واشنطن بين الجمهوريين والديمقراطيين.

وكان البيت الأبيض ومعظم الديمقراطيين والعديد من الجمهوريين في الكونغرس قد ضغطوا بشدة من أجل إدراج مساعدات جديدة لأوكرانيا، على الرغم من مقاومة حلفاء الرئيس السابق دونالد ترامب.

لكن في الساعات الأخيرة من محادثات منع الإغلاق الحكومي، أخرج رئيس مجلس النواب الجمهوري (قبل عزله)، كيفن مكارثي، أوكرانيا من على الطاولة، واستجاب لضغوط منتقديه المحافظين، في الوقت الذي لم يكن أمام البيت الأبيض والعديد من مؤيدي كييف في واشنطن خيار سوى القبول.

5.4 مليار دولار متبقية للبنتاغون لدعم أوكرانيا عسكرياً

مستقبل الدعم الأميركي

وعلى وقع الأزمة الأخيرة، سعى الرئيس الأميركي على عجل لطمأنة قادة عدد من الحلفاء بشأن استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا، في محاولة لتقليل مخاوفهم بعد أن استبعد مشروع قانون تجنب الإغلاق الحكومي 6 مليارات دولار من المساعدات لكييف.

ووفقًا لوكالة بلومبرغ، أجرى بايدن اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والرئيس البولندي أندريه دودا، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، كما حثّ الجمهوريين في الكونغرس على دعم مشروع قانون يمنح المزيد من المساعدات لأوكرانيا.

من جانبه، اعتبر المساعد السابق لوزير الدفاع الأميركي، مارك كيميت، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الوضع الراهن في الكونغرس الأميركي هو "مجرد اضطراب سياسي مؤقت، وبمجرد أن يتم حله، ستستمر المساعدات.

وشدد "كيميت" على أن الوضع الراهن في واشنطن لن يستمر، حيث ستواصل دعم كييف عسكرياً وإنسانياً لضمان صمودها في مواجهة روسيا، إذ لعبت المساعدات الأميركية دورًا بارزًا في هذا الأمور منذ اندلاع الصراع.

أخبار ذات صلة

البيت الأبيض: المساعدات لكييف ستنقطع بعد "بضعة أشهر"
"المخزون لا يكفي".. قوى غربية تغير سياستها في تسليح أوكرانيا
الكرملين: تعليق واشنطن خطط تمويل أوكرانيا "ظاهرة مؤقتة"

حزمة مساعدات

ونقلت صحيفة "فاينينشال تايمز" البريطانية عن مسؤول أميركي قوله إن "هناك تمويلا كافيا متاحا لتلبية احتياجات أوكرانيا في ساحة المعركة لفترة أطول قليلا"، مضيفا أن الولايات المتحدة ستعلن عن حزمة أخرى من المساعدات العسكرية قريبًا.

لكنه أضاف: "سنحتاج إلى تمرير مشروع قانون تمويل أوكرانيا قريبا".

ومع ذلك، ذكر مسؤول أميركي ثانٍ أن الولايات المتحدة لديها نحو 5 مليارات دولار متبقية لإنفاقها على إرسال أسلحة من المخزونات الأميركية.

ووفقا لتحليل وكالة المخابرات المركزية، بلغ متوسط المساعدات العسكرية لأوكرانيا حوالي 2.7 مليار دولار شهريا.

وضغط وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، على المشرعين من كلا الحزبين خلال عطلة نهاية الأسبوع للتأكيد على أهمية التمويل الإضافي لأوكرانيا.

بيد أن مكارثي قال في مقابلات أجريت معه إن أولويته هي الموافقة على المزيد من الأموال لحماية الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك. ولم يقدم أي تعهد بدعم المزيد من التمويل لأوكرانيا.

وبحلول مارس 2024، من المفترض أن تكون مليون قطعة ذخيرة تم إرسالها إلى أوكرانيا.