بدأت القوات الروسية تنفيذ عملية انتشار واسعة في الجبهة الشرقية بأوكرانيا، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية رصد تحركات وحشد أكثر من 10 آلاف جندي بالقرب من المدن المؤدية إلى محور باخموت من اتجاه الشمال، ومحاولة إعادة انتشار في عمق المدينة الخاوية من السكان.
عملية الحشد والتحرك العسكري في محور "باخموت" الأكثر تعقيدًا في الحرب الروسية الأوكرانية، يُعد بداية عودة لمجموعة "فاغنر" المسلحة إلى القتال مرة أخرى، وذلك بعد أيام من لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمساعد السابق لقائد المجموعة المسلحة يفغيني بريغوجين الذي لقي مصرعه في تحطم طائرة نهاية أغسطس الماضي، وذلك بحسب خبيران تحدثا لموقع "سكاي نيوز عربية".
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أكد أن أندريه تروشيف القيادي السابق في مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة الذي يعمل حاليا لصالح وزارة الدفاع الروسية، ناقش مع الرئيس الروسي سبل استخدام وحدات القتال التطوعية والإشراف على تدريبهم في حرب أوكرانيا.
تدريب أم عودة كاملة؟
وحول لقاء بوتين الأخير مع تروشيف للإشراف على تدريب متطوعين في أوكرانيا وعمليات الحشد في جبهة باخموت التي رصدت خلال الساعات الماضية، يرى نعومكن بورفات المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أن هذا اللقاء وما رصدته عناصر الاستطلاع الأوكرانية في الجبهة الشرقية يؤكد أن الجيش الروسي في مأزق حقيقي دون "فاغنر".
ويؤكد نعومكن بورفات، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الإعلان عن لقاء بوتين جاء عقب كشف أوكرانيا لنزول عناصر فعليا، ما يؤكد أيضًا انها ليست تدريب متطوعين ولكن عودة كاملة تدريجية لتلك المجموعة في أوكرانيا وبالأخص الجبهة الشرقية.
ويُشير بورفات، إلى عدة نقاط تجعل من عودة فاغنر بالنسبة للرئيس الروسي في ذلك التوقيت أمر حيوي لتنفيذ 3 مهام:
- بوتين يرغب في تقوية جبهاته العسكرية والقتالية بضربات فاغنر على الأرض لمنع التقدم الأوكراني في بعض المحاور.
- تجهز روسيا قوات خاصة قوية تحسبا لتطوير جبهات القتال وبالأخص مع العتاد الغربي والأميركي الجديد.
- الخطة الروسية ضمن تحركاتها الجديدة وتجهيزاتها لحرب الشتاء وهو ما يشبه حرب الشوارع في ظل الطقس السيئ.
لعب مقاتلو فاغنر دورا مهما في سيطرة روسيا على مدينة باخموت الشرقية في مايو بعد واحدة من أطول وأشرس المعارك في حرب موسكو المستمرة منذ 19 شهرا في أوكرانيا؛ وغادروا باخموت بعد المعركة وتوجه بعضهم إلى بيلاروسيا بموجب اتفاق أنهى تمردا قصيرا قامت به فاغنر في يونيو.
ثقة بوتين
مكانة أندريه تروشيف لدى القيادة الروسية ليست وليدة اللحظة، وإنما اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتصف يوليو الماضي، على مقاتلي مجموعة فاغنر أن يقود أندريه تروشيف المجموعة العسكرية الخاصة، وفقًا لتصريحات أدلى بها الرئيس الروسي لصحيفة "كوميرسانت".
يقول أولكسندر فومين الباحث بمركز قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن أندريه تروشيف من الشخصيات المقربة للغاية من الرئيس الروسي فلوديمير بوتين، ولم يشارك في محاولة التمرد الفاشلة التي قام بها بريغوجين، أواخر يونيو الماضي.
وتابع أولكسندر فومين، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن تروشيف كان بمثابة جهة الاتصال الرئيسية بين يفغيني بريغوجين ووزارة الدفاع الروسية خلال الحرب في أوكرانيا، وبعد أيام قليلة من تمرد "فاغنر"، عرض بوتين على المرتزقة الفرصة لمواصلة القتال، لكنه اقترح أن يتولى تروشيف المسؤولية خلفًا لبريغوجين.
من هو أندريه تروشيف؟
ولد أندريه نيكولايفيتش تروشيف في 5 أبريل عام 1953 بمدينة سانت بطرسبرغ، ويعد من قدامى المحاربين، حيث شارك في الحرب السوفييتية الأفغانية خلال الثمانينيات، وحرب الشيشان الثانية في التسعينيات.
- مقدم سابق في وزارة الشؤون الداخلية الروسية ورئيس أركان عمليات فاغنر في سوريا.
- يخضع لعقوبات أوروبية بسبب مشاركته بشكل مباشر في القتال بسوريا، حسب وثيقة للاتحاد الأوروبي صادرة في نهاية العام 2021.
- من مؤسسي قوات "فاغنر" وأحد أقوى القادة الذين شاركوا في المعارك بمدينة باخموت.
- حصل على وسام بطل روسيا في 2016 وفرضت عليه أوكرانيا عقوبات فبراير الماضي.
- أصيب في الحرب السورية بعد اقتحام مدينة تدمر في سوريا أثناء محاربة مقاتلي تنظيم داعش.
- أشهر ألقابه "الشايب" - "سيدوي" – "صاحب الشعر الرمادي".