بدا إعلان الرئيس الأوكراني، فولديمير زيلينسكي، عن وصول أول دفعة من دبابات "أبرامز إم 1" الأميركية إلى كييف، الإثنين، كإشارة نصر كبير له، غير أن الصورة قد يعكرها ما ورد في تقارير تتحدث عن "عيوب" في هذه الدبابات وأخرى جاءت من الحلفاء، قد تسبب "أزمات".
وعلى تطبيق "تليغرام"، قال زيلينسكي: "أخبار جيدة من وزير الدفاع رستم عمروف. أبرامز بالفعل في أوكرانيا، ويتم تجهيزها لتعزيز كتائبنا".
جاء هذا بعد 3 أيام من إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، في اجتماع بحضور زيلينسكي في واشنطن، الخميس، عن أنه سيرسل 31 دبابة من هذا الطراز، الملقب بأنه العمود الفقري للجيش الأميركي و"الوحش"، إلى كييف في غضون أشهر.
إرسال واشنطن هذه الدبابات "بعد طول انتظار" كييف لها، يأتي وسط تقارير متتابعة من صحف أميركية وألمانية وبريطانية حول أن "أبرامز" المرسلة لكييف سيتم نزع المعدات السرية منها حتى لا تقع في يد الروس، كمان أن دبابات أخرى قدمها حلفاء لكييف قديمة، وبها عيوب، وتحتاج لإصلاحات ليست في إمكانيات الأوكرانيين.
عيوب وإزالة معدات سرية
ضمن تفاصيل "عيوب" الدبابات المرسلة لكييف، جاء في التقارير الصحفية:
- تحدثت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأميركية، في مايو، عن أن واشنطن تزيل المعدات السرية من دبابات "أبرامز" المرصودة لأوكرانيا لمنع وقوعها في يد الروس، وهو ما تحدثت عنه كذلك صحيفة "بوليتيكو".
- ولذاك، فهذه الدبابات القوية لن تكون قادرة على دخول ساحة المعركة لأشهر لما تحتاجه من تعديلات بعد إزالة هذه التقنيات الحساسة.
- مجلة "نيوزويك" الأميركية تحدثت، الأحد، عن أن 12 دبابة من أصل 20 طراز "ليوبارد 1 إي5" التي وصلت إلى كييف من الدنمارك بها مشاكل كما جاء في بيان لوزير الدفاع الدانماركي ترويلز لوند بولسن.
- رفضت أوكرانيا قبول 10 دبابات من نفس الطراز كانت سترسلها ألمانيا بسبب عيوب فنية، وفق مجلة "دير شبيغل" الألمانية، وصحيفة "تلغراف" البريطانية.
- المسؤولون الأوكرانيون أخبروا وزارة الدفاع الألمانية أن تسليم الدبابات المعيبة لا معنى له؛ نظرا لعدم توفر الفنيين المدربين أو قطع الغيار لمعالجة المشاكل.
- في يوليو، وصل أوكرانيا دفعة مماثلة من دبابات بها عيوب من بين الدبابات الأولى من نوع "ليوبارد".
ميزان مختل
ووفق تقدير خبير عسكري روسي لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن حلفاء أوكرانيا لديهم أهداف أخرى من تزويد كييف بأسلحة يقال إنها متطورة، ليس من بينها تأكدهم من أنها ستحقق الانتصار لها، ولكن لمصالح تخص جيوشهم هم، ولو انتهى الأمر بهزائم أوكرانية، على حد قوله.
- يعلق الخبير العسكري الروسي، فلاديمير إيغور، على ما سبق، بأنه في كل الأحوال، فإن أوكرانيا لن تستطيع مواجهة الجيش الروسي، مرجعا ذلك إلى حسابات التسليح التالية:
- روسيا تملك أكبر أسطول من الدبابات في العالم؛ إذ يبلغ أكثر من 12500 دبابة، بحسب موقع “غلوبال فاير باور” الأميركي لعام 2023، وهو ما يمثل 18% من الدبابات التي تملكها الجيوش العالمية.
- روسيا الأكثر تصنيعا للمدرعات، مع العلم أنها ورثت عن الاتحاد السوفيتي سنة 1992 أزيد من 52 ألف دبابة.
- بالنسبة لأوكرانيا، فإنها تعتمد على الأسلحة القادمة من الدول الغربية، ومنها أسلحة خارج الخدمة، وقديمة، وبها عيوب.
- الغرب يرسل هذه الأسلحة لكييف بغرض التخلص منها، والحصول على عقود توريد بديلة لتحديث جيشه بأسلحة أكثر تطورا من الولايات المتحدة.
- قيام الجيش الأميركي بإزالة المعدات السرية من دبابات "أبرامز" يعني أنه لن يضمن النجاح لأوكرانيا.
- بعض الأسلحة التي أرسلتها الدول الغربية ظهرت في السوق السوداء، وهذه مشكلة أخرى تواجه أوكرانيا.
- إذن، أوكرانيا لن تهزم روسيا؛ لأن كييف لا تمتلك إنتاجا عسكريا خاصا بها وتعتمد بشكل تام على الإنتاج الغربي.
- ومن كييف، حذّر رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، من أن دبابات "أبرامز" لن تصمد في القتال إلا إذا استُخدمت في عمليات محددة على غرار سابقاتها "ليوبارد" و"تشالنغر".
- ووفق تصريحاته التي نقلتها وكالة "نوفوستي"، الأحد، فإنه "يجب تخصيص أبرامز لاختراقات محددة للغاية، إذ هي ذات فائدة محدود".