يستعد تحالف "وقت تما" المعارض في تشاد لتنظيم مظاهرات في إطار حملة واسعة للحشد ضد وجود القوات الفرنسية في البلاد التي تعد من أواخر أماكن هذا الوجود بعد خروج هذه القوات من بوركينا فاسو ومالي، واحتمال مغادرتها النيجر أيضا.
في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، يقول حمزة محمد موسى، المتحدث الرسمي باسم ائتلاف "وقت تما"، وهو أكبر كيان مدني وسياسي وثقافي معارض سلمي داخل تشاد، إن "أهداف الحملة واضحة، وهي طرد القوات الفرنسية، ومحاربة عملة الفرنك الإفريقي والثقافة الفرنسية، وأيضا مجابهة النظام الحاكم في البلاد".
وائتلاف "وقت تما" قام منذ نشأته بعدة مظاهرات ضد حكم الرئيس الراحل إدريس ديبي، وحاليا ضد حكم ابنه محمد إدريس ديبي، واللذين لقي حكمهما دعما من باريس، ويعتبر أن وجود القوات الفرنسية في البلاد بمثابة امتداد لاحتلالها السابق لها في القرن الماضي.
توعية وتظاهر
تشمل فعاليات الحملة حسب موسى:
- حملة توعوية ميدانية داخل أحياء العاصمة إنجمينا والمدن الكبرى ضد وجود القوات الفرنسية.
- الدعوة إلى خروج مظاهرة شعبية سلمية.
- وبعدها التواصل مع الشباب والنشطاء في الخارج لينظموا مظاهرة على غرار ما سيتم داخل البلاد.
هذه الفعاليات يقودها ائتلاف "وقت تما"، الجناح السياسي، الذي يقود الحملة الوطنية ضد وجود القوات الفرنسية، وبتعبير المتحدث باسمه، فإن "الشباب والنشطاء، وحتى العامة، قاوموا وما زالوا يقدمون كل غالٍ ونفيس لتحقيق الاستقلال الكامل والسيادة الوطنية لتشاد والشعب التشادي وإعادة الديمقراطية الحقيقية للأمة التشادية.
الرهان على الشباب
جاء في بيان صادر عن التحالف، الخميس، حصل موقع "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه، أن الشباب التشادي من جميع مناحي الحياة يرفض السماح للجنود التشاديين بخدمة "الجيش الاستعماري الفرنسي"، وأن الجيش الفرنسي "موجود في تشاد لضمان استغلال الفرنسيين لثروات البلاد".
واتهموا الجيش الفرنسي، بقتل التشاديين، حيث يقولون إنهم ذبحوا قادة المتمرّدين من اتحاد قوى المقاومة بقيادة تيمان إرديمي في عام 2019، وذبحوا السكان في أبيشي أثناء الاستعمار، وفي الجنوب تُروى قصة المجازر التي ارتكبها الفرنسيون حتى يومنا هذا، وفق البيان.
وتسبّب مقتل مواطن تشادي بداية الشهر الجاري، على يد جندي فرنسي في مستشفى تابع لقوات عملية برخان في مدينة فايا شمال البلاد، في موجة من الاحتجاجات ومطالبات بخروج القوات الفرنسية من البلاد.
حاليا تواجه القوات الفرنسية مأزقا آخر في النيجر المجاورة، حيث يطالبها المجلس العسكري الحاكم، مدعوما بمطالب شعبية، بمغادرة البلاد، خاصة بعد رفضها الانقلاب العسكري الذي نفذه المجلس في 26 يوليو الماضي.