تبدي بعض دول البلقان انتقادات لما وصفوه بـ"المسار السريع" لعضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، إذ تعتقد أن ذلك يؤخر جهودها المستمرة منذ عقود للانضمام إلى التكتل.
وتمارس أوكرانيا ضغوطا مستمرة على الدول الأوروبية منذ اندلاع الحرب مع روسيا، للعمل على تسريع وتيرة انضمامها إلى الاتحاد، حيث حصلت على وضع "مرشح"، في وقت ينتظر به الاتحاد تطبيق كييف لشروطه واتخاذ المزيد من الإجراءات الإصلاحية بالبلاد.
وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن بعض زعماء في دول غرب البلقان يشعرون بالإحباط من أن أوكرانيا تتجاوز بلدانهم في عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ويعتبر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أن مستوى دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا ومنحها وضع "مرشح" في غضون عام من طلبها، وربما بدء محادثات العضوية في العام المقبل، "يُظهر لنا أن مثل هذا الدعم السياسي لم يكن موجودا بالنسبة لنا أبدا".
وتقدمت كييف بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي بعد أقل من أسبوع من اندلاع الحرب في 24 فبراير 2022، وكان كبح جماح الفساد الحكومي واعتماد إصلاحات أخرى على رأس أولويات الاتحاد، في حين كان على بلغراد الانتظار أكثر من 4 سنوات بعد التقدم بطلب لبدء محادثات العضوية في عام 2014.
"حالة نسيان"
أما الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية إيرينا تسوكرمان، فقالت في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إن دول البلقان وُعدت باتخاذ إجراءات نحو مسار عضويتها بالاتحاد الأوروبي منذ ما يقرب من 20 عاما، لكنها لا تزال تعاني من "حالة النسيان".
وحددت "توسكرمان" أسباب غضب دول البلقان وتأخر انضمامها للاتحاد الأوروبي في عدد من النقاط، قائلة:
- إحباطهم أمر مفهوم، خاصة أن عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ليست تلقائية.
- حتى المسار السريع يتطلب تلبية معايير مختلفة تتعلق بمؤهلات العضوية، مثل النجاح في مكافحة الفساد، وحماية الحريات وحقوق الأقليات، والتحرير الاقتصادي، وغير ذلك من القضايا.
- صحيح أن أوكرانيا لا تختلف في كثير من النواحي عما كانت عليه تلك الدول قبل 20 عاما، لكن الحرب أظهرت الصعوبات التي تواجه معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية الراسخة.
- هناك أيضا بعض الاختلافات الرئيسية، إذ يشكل الوضع في أوكرانيا مصدر قلق أمني لكل أوروبا، بما في ذلك منطقة البلقان، ومن خلال ضم كييف إلى الاتحاد الأوروبي بسرعة يصبح بوسع بروكسل أن تزود كييف بالموارد والحوافز اللازمة لدفع الأجندة المناصرة للديمقراطية والليبرالية رغم الجهود التي تبذلها روسيا.
- الأمر الآخر أن أوكرانيا، رغم المشاكل العديدة التي تواجهها، حققت بالفعل تحسينات كبيرة على العديد من الجبهات منذ ما يقرب من 20 عاما، في حين تدهورت دول البلقان بالفعل، إذ تم انتقادها ليس فقط لعدم مكافحة الفساد، لكن لاحتضانه والسماح بالمزيد منه، وغير ذلك من المؤشرات الداخلية بسبب عدم القدرة على التغلب على التوترات الطائفية.
- بصراحة، تشعر العديد من دول الاتحاد الأوروبي بالقلق إزاء ضم العديد من الأعضاء الجدد الذين سيعتمدون بشكل كبير على المعونات الأوروبية، وهناك بالفعل توترات بين بعض دول التكتل الأصغر حجما والأفقر وبين الدول الأكثر ثراء.
- لا ينبغي لبروكسل أن تتخلى عن هذه البلدان، بل عليها أن تنخرط في حوار نشط وعملية للتغلب على هذه القضايا، لأنه بغض النظر عما إذا كانت ستنضم كأعضاء أم لا، فإنها لن تنضم إلى تكتل منافس.