صعدت أوكرانيا من تحركاتها العسكرية خلال الساعات الأخيرة حيث نجحت في استعادة عدة كيلومترات على الجبهة الشرقية والجنوبية شديدة التحصين، كما كثفت كييف من هجمات المسيرات على شبة جزيرة القرم.
تحركات ميدانية يصفها خبير أوكراني بالاستراتيجية والمفصلية في مجريات المعارك، بينما يرى خبير روسي أن التصعيد الأوكراني يعود لـ3 أسباب رئيسية بعيدة عن الميدان العسكري، وذلك خلال حديثهما لموقع "سكاي نيوز عربية".
تحركات وضغط
نفذت أوكرانيا على مدار الأسابيع الماضية مئات الهجمات عن طريق المسيرات التي وصلت العمق الروسي وباتت بشكل شبه يومي، فمنذ ساعات أعلن رئيس بلدية موسكو، عن تدمير طائرات مسيّرة كانت موجهة نحو المدينة.
كما انتقل الهجوم إلى جزيرة القرم أيضًا، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير 4 زوارق على متنها قوات إنزال أوكرانية كانت متجهة نحو شبه جزيرة القرم في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت الأربعاء الماضي أيضًا عن تدمير 4 زوارق أوكرانية كانت تقل 50 عنصرا من القوات الخاصة، وقبل ذلك أعلنت كييف أن قواتها نفذت عملية نوعية في القرم رفعت خلالها العلم الأوكراني.
وهنا يقول ألكساندروفيتش فوروغتسوف المتخصص بالشؤون العسكرية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أن بلاده حققت العديد من النتائج الإيجابية بعد الضغط المتواصل وزيادة حدة الهجوم المضاد على مدار الأسابيع الماضية.
ويُفند ألكساندروفيتش فوروغتسوف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، مكاسب كييف الميدانية خلال الفترة الماضية، رغم ما وصفه بالضغط الهيستري الروسي والقصف المتواصل للموانئ والبنية التحتية الأوكرانية.
- استعادة أوكرانيا نحو 3 كيلومترات مربعة من الأراضي حول مدينة باخموت بالجبهة الشرقية.
- التقدم في اتجاه قريتي نوفودانيليفكا ونوفوبروكوبيفكا في منطقة زابوريجيا بالجبهة الجنوبية.
- استعادت أوكرانيا حتى الآن ما يقرب من 47 كيلومترا مربعا من الأراضي منذ بدء هجومها المضاد.
- استهداف القرم والعمق الروسي بشكل شبهة يومي منذ أسابيع وحتى الآن.
- استعادت أكثر من 12 بلدة على طول خط المواجهة الممتد لنحو ألف كيلومتر.
استعادة الزخم والانتخابات
هجمات غير مؤثرة وتقدم غير استراتيجي، هكذا يرى فوروغتسوف ستاريكوف الباحث الروسي في مؤسسة "فولسك" العسكرية، تحركات أوكرانيا الأخيرة ميدانيًا.
ويقول فوروغتسوف ستاريكوف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك عدة أسباب وراء تصعيد كييف بعيدًا عن النتائج الميدانية.
- ضمان استمرار الدعم الغربي في ظل مزاج شعبي أوروبي متقلب يميل إلى إنهاء الدعم بالفعل.
- محاولة تصوير أي إنجاز لضمان بقاء زيلينسكي في الحكم مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، بجانب إعطاء أي نجاح شكلي للإدارة الأميركية مع اقتراب بايدن من الانتخابات هو الآخر.
- استمرار الزخم بوجود هجمات وتحركات فأوكرانيا تعلم جيدًا أنها لن تحسم الحرب لصالحها؛ على حد تعبيره.
وفيما يخص كثافة الهجمات الأوكرانية من المسيرات، يٌضيف فوروغتسوف ستاريكوف، أن تلك الكثافة التي تنبي عليها كييف استراتيجيتها في التسويق نحو إخفاء حقيقة هجومها المضاد لن تستمر طويلًا، في ظل استمرا روسيا في توجيه شربات موجعة للبنية التحتية الخاصة بتلك الصناعة (المسيرات) سواء جوية أو بحرية.
وخلال الساعات الماضية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية توجيه ضربات قوية إلى مؤسسة لبناء السفن في أوكرانيا بمدينة أوديسا، حيث كانت ضالعة بتجميع قوارب مسيرة من مكونات مستوردة.
وسبق أن أعلنت روسيا أنها دمرت في البحر الأسود 3 زوارق أوكرانية ليل الجمعة الماضية، حاولت مهاجمة جسر القرم الاستراتيجي في مضيق كيرتش، الذي استهدف سابقا خلال الصيف.