زادت وتيرة القصف الروسي خلال الساعات الماضية على معظم المدن الأوكرانية حتى وصلت إلى قلب العاصمة كييف بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التصدي لهجوم جوي روسي مكثف.
وانطلقت صفارات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا للتحذير من غارات جوية شملت كييف وتشيركاسي وتشرنيهيف وفينيتسا وكيرفوغراد وبولتافا وخاركيف ودنيبروبيتروفسك وأوديسا ونيكولاييف، بالإضافة إلى المناطق التي تخضع لسيطرة نظام كييف في زابوروجيا وخيرسون.
بالتزامن مع الغارات المكثفة بدأت روسيا في اختبار "مدفع ليزر" للتصدي إلى هجمات مسيرات كييف التي نشطت خلال الأسابيع الماضية، فهل ستنجح موسكو في تأمين سمائها بـ"الليزر القتالي".
المدافع الليزرية.. أسرار وتفاصيل فنية
التفاصيل المعلنة عن السلاح الجديد أوضحت أنه خلال الاختبارات أطلق "الليزر القتالي" طيفًا من الأشعة تحت الحمراء لتدمير الطائرات المسيرة، حيث يتم حرق جسم الطائرات بأشعة الليزر القوية.
من جانبه، كشف مدير مركز "جي سي إم" للدراسات ومقره موسكو، آصف ملحم، أن روسيا أجرت اختبارات ناجحة لليزر القتالي المصمم لتدمير المركبات الجوية غير المأهولة في أحد ميادين التدريب العسكري، وأظهر مدفع الليزر كفاءة عالية في هزيمة الطائرات دون طيار في المناطق القريبة.
وتسبب الليزر القتالي، الذي يعمل في المجال الأمواج تحت الحمراء، في حدوث أضرار مادية للطائرات دون طيار؛ إذ أحرق سطح الطائرة وحرق أجسامها مع المعدات الموجودة على متن الطائرة.
وقال آصف ملحم في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" إن روسيا تعمل في مجال تطوير المدافع الليزرية منذ عام 2012، اعتمادًا على مبادئ الصوتيات البصرية، الذي كان يعتبر فرعًا سريًا من فروع العلم والتكنولوجيا في الاتحاد السوفيتي السابق.
وهناك العديد من الشركات حاولت وتحاول تطوير مدفع الليزر منذ سنوات بهدف تدمير الأهداف الجوية من مسافة 1.5 إلى 2 كيلومتر.
صد المسيرات.. هدف موسكو الأول
يرى الباحث في العلاقات الدولية لدى معهد البحوث والدراسات العربية يسري عبيد أن الجيش الروسي سيواصل العمل على ابتكار طرق للتصدي والخلاص من خطر المسيرات الأوكرانية، نظرًا للأثار التي تحدثها هجمات الطائرات دون طيار ورغم أنه لم يكن لها تأثير واسع باستهداف أماكن حساسة في موسكو إلا أنها تشكل حقيقةً سلاح معنوي هام للأوكرانيين وتسبب صدى إعلامي مهم لـ كييف يساعد على استكمال الحرب ضد روسيا ودافع لحكومات الغرب لضخ مزيد من دفعات الإمدادات العسكرية بالسلاح والعتاد وحزم المساعدات المالية.
وقال يسري عبيد في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية": يبقى أن ضربات المسيرات تمثل أكبر عامل ضغط على روسيا خشية هروب المزيد من الاستثمارات وموجة إغلاقات ووقف للحياة بين المدنيين واللجوء إلى إجراءات أمنية غير مسبوقة تؤثر على الحياة الطبيعية في العاصمة موسكو.
وأضاف عبيد أن الجيش الروسي قد يكون وجد ضالته أخيرًا في سلاح الليزر للتصدي لخطر المسيرات:
- قدرة الليزر والأشعة تحت الحمراء على كشف أماكن المسيرات ومطاردتها.
- أثبتت التجارب التي أجراها الجيش الروسي فعالية كبيرة للسلاح الجديد في تحييد خطر المسيرات بنسبة نجاح 90 بالمئة.
- تعتبر المواجهة الروسية الأوكرانية أكثر الحروب والصراعات العسكرية التي شهدت استخدامًا موسعًا للطائرات دون طيار.
- تخسر أوكرانيا في هجماتها نحو 10 آلاف مسيرة شهريًا بحسب تقديرات معهد بريطاني للحرب، بما في ذلك مسيرات المراقبة والمسيرات الانتحارية.
كما طوعت روسيا العديد من الإجراءات للتصدي لخطر مسيرات أوكرانيا من بينها:
- إنشاء طابعة ثلاثية الأبعاد متخصصة للإنتاج الصناعي للطائرات دون طيار، ما يتيح آلية أكثر من 90 بالمئة من المهام والعمليات الروتينية النموذجية في إنتاج الطائرات دون طيار.
- طورت روسيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسية "تور -إم2"، قيد الاستخدام، وتعد واحدة من أخطر المنظومات الدفاعية القصيرة المدى.
- الإعلان في مارس الماضي عن قانون روسي يسمح لعناصر الأمن في المنشآت العامة والخاصة باستخدام السلاح لإسقاط أي طائرة دون طيار دون الحصول على إذن مسبق.
- توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باتخاذ تدابير شاملة لدمج الطائرات المسيرة في المجال الجوي الروسي الموحد بحلول 1 سبتمبر المقبل.