يضع قادة مجموعة "بريكس" التي تضم 5 اقتصادات ناشئة، خلال قمتهم في جنوب إفريقيا، ملف توسيع التحالف وضم دول جديدة، في خطوة ينظر إليها باعتبارها تمثل طموحا لأن تصبح بديلا جيوسياسيا للمجموعات الغربية على غرار "مجموعة السبع".
وبدأ رؤساء وقادة البرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا إضافة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اجتماعاتهم التي تستمر بداية من الثلاثاء وحتى الخميس، تحت شعار "بريكس وإفريقيا".
واعتبر باحثون في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الكثير من البلدان تسعى للانضمام إلى مجموعة "بريكس" رغبة في الاستفادة من المميزات الاقتصادية والسياسية التي تتيحها، إذ تسعى جميع الأعمال إلى أسواق واستثمارات جديدة، وكذلك تبحث عن عالم متعدد الأقطاب لا تسيطر عليه دول أو مجموعة بعينها، وخلق حالة من التوازن بالاقتصاد العالمي.
من طلب الانضمام لـ"بريكس"؟
- وفق مسؤولين بجنوب أفريقيا، قدمت 23 دولة حتى الآن من أصل ما يزيد عن 40 دولة تبدي رغبتها طلبا للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، على أن تطرح جوهانسبرغ على القادة مقترحا لتوسيع العضوية، بينما يتوقع صدور قرار بهذا الشأن في ختام القمة.
- يثير ذلك خلافا بين الدول الأعضاء، ففي الوقت الذي تتحمس به الصين وروسيا لتوسيع التكتل وزيادة نفوذه، تتوجس الهند من الخطوة.
- الدول التي طلبت الانضمام إلى "بريكس" رسميا، هي الإمارات ومصر والجزائر والأرجنتين والبحرين وبنغلاديش وبيلاروسيا وبوليفيا وكوبا وإثيوبيا وهندوراس وإندونيسيا وإيران وكازاخستان والكويت والمغرب ونيجيريا وفلسطين والسعودية والسنغال وتايلاند وفنزويلا وفيتنام.
- وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أعادت الحرب التجارية بين بكين وواشنطن والحرب في أوكرانيا، الجدل بشأن وضع "بريكس"، مع اهتمام عشرات الدول للانضمام، مع تنوع توجهاتها واقتصاداتها.
- يرى محللون أن التكتل يخاطر بأن يصبح تحالفا جيوسياسيا بشكل أكثر وضوحا، في محاولته لإعادة التوازن إلى القوة العالمية.
- قال مبعوث الصين في جنوب إفريقيا إن المزيد من الدول تأمل في الانضمام إلى "بريكس" لحماية مصالحها المشروعة.
- سيكون التوسع هو الثاني فقط في تاريخ المجموعة، التي تركز على التنمية الاقتصادية وزيادة صوت أعضائها في المنتديات العالمية.
- عقدت "بريكس" أول قمة لها عام 2009 مع 4 أعضاء، ثم أضافت جنوب إفريقيا في العام التالي، قبل أن تطلق بنك التنمية الجديد عام 2015 ويضم دولا أخرى.
- وفق المنصة الرسمية لفعاليات القمة الـ15 لدول "بريكس"، ونظرا للمصالح المتزايدة، فإن الأعضاء المؤسسين على استعداد لفتح أبواب المجموعة لتوسيع عضويتها، وسيطلق عليها اسم "بريكس بلس" أو "بريكس +"، على غرار مجموعة "أوبك بلس".
- تمثل مجموعة "بريكس" نحو 56.65 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي 40 بالمئة من سكان العالم و26 بالمئة من الاقتصاد العالمي.
عالم متعدد الأقطاب
وحدد الباحث المتخصص في الشؤون السياسية والأمن القومي سكوت مورغان، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، تبعات توسع "بريكس" وضم بلدان جديدة، في عدد من النقاط:
- "نرى انتقالا إلى عالم متعدد الأقطاب، حيث توجد أكثر من مجموعة أو كتلة".
- "رغبة بريكس في إضافة المزيد من البلدان أمر طبيعي في رأيي، إذ تسعى جميع الدول إلى أسواق واستثمارات جديدة.
- "تمكنت بريكس من إنشاء بنك جديد، والآن هناك مناقشات حول وجود عملة جديدة وموحدة أيضا للتحالف".
- "الجانب السلبي هو أن الولايات المتحدة قد ترى في ذلك محاولة من قِبل بعض الأعضاء المحتملين لتوسع سلة العملات وغيرها من أشكال التجارة بعيدا عنها، أو استخدام أعضاء بريكس كطرف ثالث في الصراعات الدولية، بالنظر لعدم وجود آفاق قريبة لحل الحرب في أوكرانيا.
أما خبير العلاقات الدولية أيمن سمير، فقال لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن اهتمام الكثير من الدول بالانضمام لمجموعة "بريكس" يأتي نظرا لأنها من أهم المجموعات الاقتصادية الصاعدة بالعالم.
و"هناك تقديرات بأن يفوق الناتج الإجمالي للتحالف في 2030 الناتج الإجمالي لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى"، وفق سمير.
وأضاف خبير العلاقات الدولية: "سيكون هذا تحول كبير في العلاقات الدولية، ليس فقط في المجال الجيوسياسي وإنما في الجيواقتصادي، لأنه عندما تكون هناك قوة أو مجموعة دول مناظرة ذات ناتج قومي يفوق الدول السبع الكبار، سيتغير الثقل السياسي وينتقل من الغرب إلى الشرق".