تشهد إسطنبول فترة جفاف توصف بأنها تقترب من حدود الكارثة، بعد تراجع حاد في منسوب خزانات السدود بالمدينة. وهو ما دفع البلدية إلى مطالبة السكان بترشيد استهلاك المياه.

هكذا يرسم الجفاف خطوطه على حقول في إسطنبول. وهكذا يثير الخوفَ من المستقبل لدى مختار قرية كايا باشي، التي يعتمد سكانها على الزراعة.

يقول أوكتاي تكين، وهو أحد مزارعي، مختار قرية كايا باشي: "كما ترى.. عباد الشمس لم ينبت كما يجب بسبب الجفاف، فقد تعرضنا لدرجات حرارة مرتفعة جداً في حدود الأربعين هذه السنة".

ويضيف المزارع التركي، لـ"سكاي نيوز عربية": "سكان القرية قلقون، وبتنا نحث بعضنا على تقنين استهلاك المياه، وإن لم نفعل سيكون مستقبلنا مظلما ولن يكون بمقدورنا إنتاج أي محصول".

مصدر القلق هو هذه الحالة التي آلت إليها سدود المياه في إسطنبول. فمنسوب المياه بها تراجع إلى نحو 35 بالمئة، تقول بلدية المدينة.، واصفةً حالة الجفاف بأنها تكاد تكون بحجم كارثة.

أخبار ذات صلة

في 7 أشهر.. تركيا تستقبل 692 ألف سائح عبر سفن فندقية
كم كانت تكلفة الكوارث الطبيعية في النصف الأول من 2023؟

يوضح رئيس قسم المياه والصرف الصحي في بلدية إسطنبول، إسماعيل أيدين، أسباب أزمة قلة المياه قائلا: "نقص المياه في السدود مرتبط تماما بحجم استهلاك المياه والتبخر الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة. حاليا لدينا مخزون مياه في هذا السد وغيره لكنه قليل"

ويضيف إسماعيل أيدين، لـ"سكاي نيوز عربية": "نكافح لأجل أن يكفينا مخزون مياه حتى موعد هطول المطر في أكتوبر، لذلك أطلقنا حملة كبرى لترشيد استهلاك المياه، خاصة وأن سبعين في المائة من المخزون يذهب للاستخدام المنزلي".

في محيط الحقول والسدود، تبدو صور التغير المناخي واضحةً.. تتسع شيئاً فشيئاً، متغذيةً على الفجوة الكبيرة بين ندرة الماء وكثرة الاستهلاك.

في رحلة البحث عن مخرج من خطر الجفاف، يقول الخبراء إن الأزمة هذه المرة ليست عابرةً، وهو ما يوجب في رأيهم، إيجاد حلول مستدامة تحافظ على موارد المياه الآخذة في الانحسار، كما يخبرنا مجرى هذا السد.