بدأت روسيا خلال الأسابيع الماضية في تسريع وتيرة تصنيع الأسلحة بشكل مضاعف، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن اجتماع الوزير سيرغي شويغو مع وزير الصناعة والتجارة دينيس مانتوروف، ورؤساء مؤسسات الصناعات العسكرية الروسية لبحث سير تزويد الجيش بالأسلحة والعتاد.
التحركات الروسية في مجال التصنيع تزامنت مع دراسات حثيثة للأسلحة الغربية المتطورة، حيث تم دراسة 6 مركبات ودبابات مختلفة مصدرها من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والتي تم إرسالها إلى القوات المسلحة الأوكرانية.
كشف السلاح الغربي
قبل أكثر من أسبوعين، أشار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إلى أن خسائر كييف حينها تجاوزت 26 ألف جندي، و21 طائرة، و6 مروحيات و1244 دبابة وآلاف المعدات الأخرى، بما في ذلك 17 دبابة "ليوبارد"، و12 مدرعة "برادلي" أميركية الصنع.
يقول ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، إن الولايات المتحدة والمسؤولون الأميركيون يحاولون التقليل من حجم وخطورة الأسلحة المصادرة في أوكرانيا، خشية الصدى الذي قد يحدثه مثل هذه الأنباء.
ويُضيف المحلل العسكري الروسي في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية": توفر الأسلحة المصادرة في الحرب الروسية الأوكرانية فرصة مثالية لموسكو لإنتاج أسلحة شبيهة وتحدي واشنطن وتطوير القدرات العسكرية لروسيا.
وفند ألكسندر أرتاماتوف خطوات مهمة لموسكو في حرب أوكرانيا بعد الاستيلاء على الأسلحة الغربية:
• بعد الاستيلاء على تلك الأسلحة يتم تفكيكها وإعادة تصنيعها.
• يتم الإضافة على تكنولوجياتها وتطويعها للتفوق على نظيراتها لدى دول وجيوش الغرب.
• تتولى القطاعات الهندسية العسكرية الروسية مهام تصنيع تلك الأسلحة المصادرة في مراحل مهمة.
• سبق أن نفذت إيران سياسات مشابهة في تصنيع طائرة شاهد والتي تحاكي مثيلتها المسيرة دون طيار الأميركية "آر كي يو".
• الصواريخ المضادة للطائرات "ستينجر" وصواريخ "جابلن" وصواريخ بريطانية يمكن لروسيا أن تعيد هندستها عكسيًا.
ويؤكد ألكسندر أرتاماتوف، أن الجيش الروسي استطاع من خلال مصادرة الأسلحة الغربية في المعركة أن يكتسب خبرة مثالية في مواجهة الجيوش الغربية لن تجابهها أي خبرة في أكاديميات التدريس والمحاضرات العسكرية "تتفوق الخبرة العملية على نظيرتها النظرية".
ورغم مصادرة أسلحة الغربية في كييف بأيادي روسية ومخاطر ذلك على الأمن القومي لأميركا ودول الناتو، أكد قادة البنتاغون في فبراير الماضي، أن "الولايات المتحدة تلتزم بتوفير أنظمة جوية من دون طيار وأنظمة مضادة للطائرات من دون طيار ومعدات للكشف عن الحرب الإلكترونية، بالإضافة إلى مخزونات الذخيرة المهمة لقدرات المدفعية وإطلاق القذائف الدقيقة الاثابة، والتي ستعزز قدرة أوكرانيا.
صراع التسلح
يقول الباحث في الشأن الدولي، أحمد العناني، إن من مصلحة موسكو كشف تكنولوجيا وخصائص الأسلحة الغربية التي تستخدمها أوكرانيا ضد الجيش الروسي في الحرب، كما أن روسيا لا تنظر تحت قدميها بل تخطط إلى الوصول بفارق تسليحي عن القوى الغربية مجتمعةً بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، وبالطبع في معركة التسليح وصراع التسلح.
ويُضيف أحمد العناني في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" أن الدولة الروسية يهمها الوصول إلى تكنولوجيا الغرب في صنع المسيرات التي تتفوق فيها أميركا وتركيا أيضًا راجمات الصواريخ والطائرات والصواريخ بعيدة المدى وأبرزها "كروز ستورم شادو" والقنابل العنقودية.
وفي ظل الصراع الشرس بين موسكو والغرب في مجال التسليح، تخطط وزارة الدفاع الروسية لإبرام عقود بقيمة 433 مليار روبل (5 مليارات دولار)، خلال منتدى "الجيش 2023"، الذي سيعقد في الفترة من 14 إلى 20 أغسطس الجاري في كوبينكا.