حالة تمرد دبلوماسي يواجهها قادة الانقلاب العسكري في النيجر، بعد رفض بعض السفراء الذين صدر بحقهم قرار إقالة تنفيذ القرار، مؤكدين تمسكهم بمناصبهم، وبأنهم لا يتلقون أوامرهم إلا من الرئيس محمد بازوم.
ويرصد باحث في شؤون إفريقيا محمد تورشين لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أين ستصل العلاقة بين السفراء وكذلك الوزراء المقالين وبين المجلس العسكري، في هذه المرحلة التي لم تشهد استقرارا تاما بعد للانقلاب.
وأقال المجلس العسكري في النيجر، الخميس، سفراء الدولة في الولايات المتحدة ونيجيريا وفرنسا وتوغو، وهي بلدان تقف أغلبها ضد الانقلاب، واشترك بعضها، مثل نيجريا، في تهديد نيامي بالتدخل العسكري لإعادة الرئيس بازوم لمنصبه.
كما تحدث حزب "النيجر من أجل الديمقراطية والاشتراكية" عن أن قوات المجلس العسكري اعتقلت عدة مسؤولين في الحكومة المطاح بها، منهم وزيرة التعدين، ورئيس الحزب الحاكم، إضافة لوزير النفط ساني محمد وهو ابن الرئيس الأسبق محمد إيسوفو.
رفض القرار
في باريس، ردت سفيرة النيجر لدى فرنسا، عائشة بولاما كانيه، الجمعة، على قرار إقالتها بأنها لا تزال في المنصب في باريس بناء على طلب بازوم.
وقالت: "اتصلت بالرئيس بازوم عبر الهاتف وطلب مني مواصلة عملي"، معتبرة أنه "الوحيد" الذي يمكنه إعفاءها من مهامها، وفق ما نقلته عنها وكالة "فرانس برس".
بدوره يرى سفير النيجر لدى واشنطن، كياري ليمان-تينغيري، أن على هؤلاء، أي الانقلابيين، "العودة إلى رشدهم"، وأكد أن بازوم "لا يزال الرئيس الشرعي للنيجر".
ومحذرا مما يجري في بلاده، اعتبر أن المجلس العسكري الانقلابي يدفع النيجر نحو الانهيار، وهو ما سيؤدي إلى جر منطقة الساحل بكاملها إلى الانهيار كذلك، وأنه لن توجد طريقة بعد ذلك لحماية دول المنطقة.
كما أبدى خشيته، في حديث لـ"فرانس برس"، الخميس، من أن تستغل مجموعة "فاغنر" المسلحة الروسية الخاصة هذا الوضع، قائلا: "سيكون هناك فاغنر والمتطرفون الذين يسيطرون على إفريقيا من الساحل إلى البحر المتوسط"، لافتا إلى الدمار الذي لحق ببلدان تتواجد فيه هذه الجماعات مثل ليبيا ومالي وإفريقيا الوسطى.
مصير "العصيان الدبلوماسي"
عن مصير علاقة السفراء والوزراء الذين أقالهم قادة الانقلاب، وفرص التصالح بينهم، يقول الأكاديمي والخبير في الشؤون الإفريقية، محمد تورشين:
- قادة الانقلاب يحاولون التخلص من كل القيادات التي توالي الرئيس محمد بازوم في دواليب السلطة.
- السفراء الأكثر أهمية هم المتواجدون في فرنسا وأميركا ونيجيريا.
- سيحدث نوع من العصيان الدبلوماسي من السفراء الذين أقالهم قادة الانقلاب، والأمر كذلك سيمتد للوزراء، وربما بعض قيادات الجيش.
- لكن في حال الوصول إلى تسوية بين هؤلاء السفراء المقالين وقادة الانقلاب، فإن السفراء سينصاعون للأوامر في نهاية المطاف.
- مصير هؤلاء القيادات مرتبط بمصير الرئيس بازوم، فهم سيبقون في مناصبهم لو تمكن هو من استعادة سلطته بأي طريقة.
قطع العلاقات مع نيجيريا
والجمعة، قرر المجلس العسكري في النيجر قطع العلاقات الدبلوماسية مع نيجيريا المجاورة، بعد أيام من تهديد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس، وترأسها حاليا نيجيريا، الأحد، باستخدام القوة العسكرية إذا لم يُعيد الانقلابيون السلطة لبازوم.
كذلك جاء القرار ردا على إعلان نيجيريا، الأربعاء، تعليق إمدادات الكهرباء إلى النيجر، التي تمدها بـ 70 بالمئة من احتياجاتها منها.
يذكر أنه مساء الأربعاء 26 يوليو، أعلن عسكريون الإطاحة بالرئيس محمد بازوم، في بيان عبر التلفزيون الوطني في نيامي، باسم "المجلس الوطني لحماية الوطن".
والنيجر، هي ثالث دولة في غرب إفريقيا تشهد انقلابا منذ عام 2020، وهي دولة لها تاريخ حافل بالانقلابات منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، وتعيش فقرا شديدا رغم غناها بثروات نادرة كاليورانيوم.