قفز اتفاق تصدير الحبوب عبر الأسود، المعلق حاليا، إلى واجهة الأحداث، خلال اليومين الماضيين، وبعد حديث عن مؤشرات تظهر عودة روسيا إلى الاتفاق، أكد الكرملين أن الأمر مرهون باستجابة الغرب لمطالب موسكو.
ويتوقع مراقبون أن تشهد الأسابيع المقبلة حراكا قد يؤدي إلى إعادة تفعيل اتفاق تصدير الحبوب.
المكالمة والإشارات
- كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكد الأربعاء، استعداد بلاده للعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وذلك بمجرد تلبية مطالب موسكو.
- وقال في مكالمة هاتفية مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان: "في حالة عدم إحراز أي تقدم في تنفيذ الجزء الخاص بمطالب روسيا في اتفاق الحبوب، يفقد تمديده الإضافي أي معنى".
- وكانت الولايات المتحدة قد قالت إنها رصدت إشارات تظهر نية روسيا العودة إلى الاتفاق.
ارتفاع أسعار الحبوب عالميا
وسمح الاتفاق الذي أبرم بوساطة تركيا والأمم المتحدة في يوليو 2022 بالتصدير الآمن للحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
وانسحبت موسكو من الاتفاق الشهر الماضي، متهمة الغرب بعرقلة صادرات الحبوب والأسمدة الروسية، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب عالميا.
ولا تشمل العقوبات الغربية صادرات روسيا من الحبوب والأسمدة، لكن موسكو تقول إن القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين تشكل عائقا أمام عمليات الشحن.
فهل تعيد موسكو تفعيل العمل بالاتفاقية؟
وقالت أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة الوطنية الروسية، الدكتورة أولغا كراسينياك، لبرنامج "غرفة الأخبار" على "سكاي نيوز عربية":
- روسيا تحدثت مرات عديدة عن الاتفاق، وقالت إنها يمكن أن تستأنفه عندما تراعى مصالحها.
- هذه الشروط الخاصة بالاتفاق يجب أن تحترم، علما بأنها لم تحترم في السابق.
- إن الأهم من إنتاج الحبوب تأمين عملية شحنها وتوفير الأمن لأقطاب الشحن، والمحادثات بين روسيا وتركيا والغرب تتمحور حول الممرات الآمنة في البحر الأسود، التي يتيح الوصول إلى الأسواق العالمية.
- توقعت أن تسفر مفاوضات غير علنية عن نتائج تعيد تفعيل الاتفاق خلال أسابيع.
- الدول الغربية تعتقد بأنها تلحق الضرر بروسيا فأوقفت استيراد الحبوب والأسمدة من روسيا والأخيرة فهمت ذلك.
- روسيا أثارت القضية من أجل إيصال منتجاتها إلى الأسواق العالمية، كما أعلنت بوضوح أنها تساعد بعض الدول في إفريقيا دون تكلفة، والأمر لا يتعلق بما يروّجه الغرب عن روسيا بل بالعراقيل التي يصطنعها هو.
أما الكاتب والباحث السياسي التركي، جاهد توز، فقال لـ"غرفة الأخبار" على "سكاي نيوز عربية":
- إن تركيا تبذل جهودا في سبيل اتفاق الحبوب، لأنه ملف إنساني يهم العالم كله، فالأسبوعين الآخيرين شهدا ارتفاع أسعار الحبوب.
- قال إن العلاقة الشخصية بين أردوغان وبوتين من أوراق الضغط في يد تركيا التي يمكن أن توظفها لتفعيل الاتفاق.
- توقع أن يقنع أردوغان بوتين بالعودة إلى الاتفاق.
- إن الموافقة على زيارة بوتين إلى تركيا دليل على هذه العلاقة.
- إن تركيا عامل مصالحة بين الأطراف كلها وليس بين روسيا وأوكرانيا فقط، حيث ستعمل على تقريب وجهات النظر حتى زيارة بوتين إلى تركيا.
أما أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي فقال لـ"غرفة الأخبار" على "سكاي نيوز عربية":
- تبني الولايات المتحدة موقفها بشأن عودة الاتفاق بناءً على معطيات الأمم المتحدة والإشارات الإيجابية من القادة الأتراك.
- الموقف الروسي ثابت من قضية بشأن المبيعات والممرات والحصول على أموال مبيعات الحبوب.
- لا تملك تركيا والأوراق أكثر مما تمتلك دول أخرى مثل الصين.
- هناك شروط مكملة للاتفاق تستعملها روسيا لعرقلته، إلا إذا استجاب الغرب للشروط التي تعتبرها لوجستية.