أثار الانقلاب الذي أطاح الرئيس النيجري المنتخب محمد بازوم أمس الأربعاء جدلا كبيرا حول فشل أفريقيا في وقف ظاهرة الانقلابات العسكرية التي وصل عدد محاولاتها الفاشلة والناجحة إلى نحو 205 محاولة انقلاب، منذ بدء استقلال البلدان الأفريقية من الاستعمار الأوروبي في نهاية خمسينيات القرن الماضي.

ومع أن حدة الانقلابات تراجعت في بداية الألفية الحالية بفعل الضغط الدولي والإقليمي والشعبي؛ إلا إن السنوات العشر الماضية شهدت عودة الظاهرة من جديد.

خلال العامين الماضيين وقعت 6 انقلابات عسكرية؛ فإضافة إلى الانقلاب الحالي في النيجر:

  • استولى العسكر بقيادة غوتا على السلطة في مالي في مايو 2021.
  • وبعدها بخمسة أشهر وقع انقلاب في السودان.
  • تلاه انقلاب آخر في غينيا كوناكري في سبتمبر 2021 بقيادة العقيد مامادي دومبويا.
  • ثم انقلاب آخر في الأسبوع الأخير من يناير 2022 في بوركينا فاسو بقيادة العقيد بول هنري زامبيا.
  • وتلاه انقلاب في غينيا بيساو.

أخبار ذات صلة

محاولة انقلاب عسكري جارية.. ماذا يحدث في النيجر؟
انقلابات غرب ووسط أفريقيا.. حقائق غيرت المشهد
لماذا تكثر الانقلابات في قارة إفريقيا؟.. الخبراء يجيبون
غوتيريش يطالب بحكم مدني في 3 دول إفريقية "بأقرب وقت"
انقلاب عسكري في النيجر.. والجوع يهدد المليارات

 ما هي أهم أسباب الانقلابات في أفريقيا؟

عزا خبراء في الشأن الأفريقي تكرار ظاهرة الانقلابات في القارة الأفريقية إلى:

  • ضعف اقتصادات القارة.
  • البيئة الأمنية المضطربة.
  • عدم احترام المواثيق الديمقراطية.
  • لجوء العديد من الحكام المدنيين لتمديد فترات حكمهم.
القمة الإفريقية.. إدانة للانقلابات

ووفقا للوكا بيونق دينق؛ الاستاذ والعميد أكاديمي في مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع القومي في واشنطن، فإن القارة الأفريقية بحاجة إلى بناء مؤسسات راسخة تمنع تكرار الظاهرة، إضافة إلى العمل على ترسيخ مفاهيم الحكم الديمقراطي والمدني على جميع المستويات.

وأكد دينق في مقابلة سابقة مع موقع سكاي نيوز عربية أن ظاهرة الانقلابات أقعدت القارة الأفريقية كثيرا وحرمت سكانها من الاستفادة من الموارد الهائلة المتوافرة.

ويرى دينق أنه من دون العمل الجاد لبناء مؤسسات الحكم المدني ستظل القارة الأفريقية بيئة خصبة للانقلابات العسكرية التي دائما ما تنهك الاقتصادات وتتسبب في المزيد الهشاشة الأمنية التي تؤدي إلى الحروب الأهلية التي عانت منها بلدان القارة لسنوات طويلة.

ورغم الموارد الطبيعية الضخمة التي تتمتع بها القارة الأفريقية، والتي يشكل معظمها عنصرا أساسيا في العديد من الصناعات الثقيلة في أوروبا والصين والولايات المتحدة وآسيا؛ إلا إن سكان معظم دول القارة البالغ عددهم نحو 1.4 مليار نسمة لم ينعموا بأي نوع من الاستقرار الأمني أو السياسي أو الاقتصادي إذ يعيش أكثر من 55% من السكان تحت خط الفقر.

كذلك شهدت دول مثل السودان وسيراليون وليبريا ورواندا ومالي حروبا ونزاعات أهلية استمرت عشرات السنوات وراح ضحيتها أكثر من 13 مليون قتيل وشرد بسببها نحو 33 مليونا.

أخبار ذات صلة

وتيرة الانقلابات تتسارَع على موجة الصراع الدولي في إفريقيا
غينيا بيساو.. عاشر انقلاب في 48 عاما بعد خروج البرتغال
خارطة انتخابات 2022 في إفريقيا.. آمال وتحديات
أحدثها بوركينا فاسو.. 4 انقلابات بإفريقيا في 10 شهور

 أين وقعت أكثر الانقلابات في أفريقيا؟

  • تعد بوركينا فاسو من البلدان التي شهدت أكبر سلسلة من الانقلابات العسكرية بلغ في مجملها 10 محاولات كان آخرها في يناير.
  • شهدت أوغندا منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1962 أكثر من 6 انقلابات عسكرية.
  • خبر السودان منذ استقلاله عن بريطانيا عام 1956 نحو 20 محاولة نجحت منها 5 محاولات.

وفي الجانب الآخر شهدت منطقة جنوب أفريقيا عددا أقل من انقلابات شرق وغرب القارة السمراء، وعزا محللون ذلك إلى المؤسسات القوية في تلك الدول والتزامها بالحكم الديمقراطي، إذ شهدت دولة ليسوتو حتى الآن انقلابين اثنين، وزيمبابوي انقلاباً واحداً نفذه الجيش على روبرت موغابي في نوفمبر 2017.