رغم تبرير أوكرانيا والدعم العسكري الغربي المتواصِل لكييف، فشل الهجوم الأوكراني المضاد، حتى الآن، في تحقيق أهدافه، ما يعني إحكام روسيا سيطرتها على الأراضي التي استولت عليها شرقي وجنوبي البلاد.
لعب الطقس و3 تكتيكات عسكرية روسية دورا كبيرا في إفشال الهجوم الذي يعوّل عليه الغرب في انتصار أوكرانيا واستنزاف روسيا، مقابل تحقيق التكتيك العسكري الأوكراني "تقدّم البعوض" بعض النتائج الإيجابية بالمعارك.
وفق تقدير خبير روسي لموقع "سكاي نيوز عربية" فإن الجيش الأوكراني لم يصل إلى الخط الرئيسي للدفاعات الهندسية الروسية، بينما تتوافر لنظيره الروسي فرصة أكبر للمناورة والمرونة بفعل عمليات الاستطلاع الناجحة والمعلومات الاستخباراتية الدقيقة.
خسائر فادحة
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، السبت، إن الجيش الأوكراني خسر نحو 20% من عتاده العسكري خلال الأسبوعين الأولين من الهجوم المضاد الذي شنّه في 4 يونيو الماضي ضد نظيره الروسي.
وأضافت:
- معدل الخسائر انخفض مع تباطؤ الهجوم وقيام القادة الأوكرانيين بتغيير تكتيكاتهم العسكرية.
- في الأسبوعين الأولين من الهجوم المضاد، تعرّض ما يصل إلى 20% من الأسلحة الأوكرانية للتلف أو الدمار.
- تشمل الخسائر بعض آلات القتال الغربية الهائلة والدبابات وناقلات الجند المدرعة.
- الخسائر انخفضت إلى نحو 10% خلال الأسابيع الماضية.
- انخفاض الخسائر جاء بعد أن غيّرت أوكرانيا تكتيكاتها وركّزت على استخدام المدفعية والصواريخ بعيدة المدى، بدلا من الهجوم على حقول الألغام وإطلاق النار.
- قطع الأوكرانيون حتى الآن 5 أميال فقط من أصل 60 ميلا يأملون في تغطيتها للوصول إلى بحر آزوف في الجنوب وتقسيم القوات الروسية إلى قسمين.
- الحقول الزراعية في جنوب أوكرانيا تشكّل عائقا حيث يتم خوض الكثير من الهجمات المضادة.
3 تكتيكات روسية مقابل تكتيك أوكراني
لم يُحرز الهجوم المضاد الذي خططت له أوكرانيا منذ الصيف الماضي، تقدما كبيرا رغم مضي شهر ونصف الشهر على إطلاقه، وفقا لتقارير روسية.
ذكرت وكالة "نوفستي" الروسية، يوم السبت، أن هناك عوامل عدة لعبت دورا رئيسيا في فشل الهجمات الأوكرانية، بينها:
- إجراء القوات الروسية جولات استطلاعية ناجحة للأهداف العسكرية الأوكرانية.
- حقول الألغام الروسية التي تم زرعها مقدما قبالة المواقع الدفاعية.
- تكتيكات "جيوب النار" والدفاع "المرن" اللذين اتبعتهما القوات الروسية لصد الهجمات الأوكرانية.
أضافت الوكالة أن الأسابيع الثلاثة الأولى من القتال كانت محبطة للغاية، ما دفع القيادة الأوكرانية إلى تغيير تكتيكات الهجمات الكلاسيكية وفقًا للوائحها القتالية إلى ما يسمى "تقدّم البعوض".
فسّرت هذا التكتيك، على أنه هجوم مستمر على المواقع الروسية من قبل مجموعات تكتيكية صغيرة من المشاة بعدد محدود من العربات المدرّعة للدعم الناري، مشيرة إلى أنه "يسمح للعدو بالاحتفاظ بالمدرعات على حساب خسارة الجنود، وحقق بعض النتائج الإيجابية لأوكرانيا".
تقول وكالة "سبوتنيك" الروسية إن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة من المروحيات القتالية الروسية لحظة انتقالها إلى خطوط القتال من سراياها على شكل أرتال على عمق 2 إلى 8 كيلومترات من خط التماس.
من جهته، قال سكرتير مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني، أليكسي دانيلوف، على خلفية عدم نجاح القوات الأوكرانية في هجومها المضاد، يوم السبت، إن النتائج ستظهر في أغسطس وسبتمبر، مبررا ذلك بالطقس.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية: "الطقس في أوكرانيا أحد الأسباب التي تعيق تقدّمنا، ومعظم الثمار تنضج في أغسطس وسبتمبر".
تفسيرات للتفوّق الروسي
تعليقا، قال الخبير العسكري الروسي، أليكسي أنبيلوغوف، لموقع "سكاي نيوز عربية" إن القوات الأوكرانية تعاني خسائر فادحة وكارثية، منذ بداية الهجوم المضاد، ما يشير إلى الفشل الوشيك لخطة كييف.
وعن تكتيك "تقدم البعوض" الذي تستخدمه القوات الأوكرانية، فسّر أنبيلوغوف، بأنه "ربما سمح في قطاعات معينة من جبهات الحرب بتقدم القوات الأوكرانية والسيطرة على الخط الأول من المعاقل، لكن ذلك لم يدم طويلا"، ويضيف:
- الجيش الأوكراني لم يصل إلى الخط الرئيسي للدفاعات الهندسية الروسية.
- الجيش الروسي لديه فرصة أكبر للمناورة والمرونة بساحة المعارك.
- الألغام والتحصينات المنيعة تعيق أي تقدّم أوكراني.
- قوات موسكو وحال وجود تهديد كبير تخلي الخنادق بعد تفخيخها إلى أخرى معدة سلفا، وهنا تجد قوات كييف نفسها محاصرة في الألغام، وفور ذلك يطلق الروس نيران المدفعية والطيران، ما يسبّب خسائر كبيرة في صفوف الأوكرانيين.
- فِرق الاستطلاع ومنظومات الحرب الإلكترونية والمعلومات الاستخباراتية الدقيقة مكّنت الروس من استهداف مراكز القيادة وتجمعات الجنود الأوكرانيين والمعدات ومستودعات الأسلحة حتى قبل مشاركتها في القتال.
تشن أوكرانيا هجوما مضادا لاستعادة مساحات من الأراضي في شرق وجنوب أوكرانيا، استولت عليها القوات الروسية في عمليتها التي بدأت فبراير 2022.
تركّز كييف على السيطرة على قرى في الجنوب الشرقي في حملة باتجاه بحر آزوف ومناطق قريبة من مدينة باخموت الشرقية التي استولت عليها القوات الروسية في مايو بعد معارك استمرت لعدة أشهر.