لا يزال اصطياد الجيش الروسي للأسلحة الغربية المتطوّرة التي يستخدمها الجيش الأوكراني مستمرا، خاصة ما يدور في "معركة الدبابات" التي تعد موسكو أن حسمها لصالحها يعني انهيار أهداف كييف وحلفائها من "الهجوم المضاد" الدائر منذ 10 يونيو على الأقل.
في تعليق لباحثين ومحللين سياسيين روس وأوكرانيين لموقع "سكاي نيوز عربية"، اختلفوا حول ما إن كان حسم معركة الدبابات لصالح روسيا يعني حسم الحرب نفسها، أم أنها ستكون طويلة الأمد، خاصة مع إعلان برلين التجهيز لمدد جديد لكييف من دبابات "ليوبارد" فخر الصناعة الألمانية.
الإثنين، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن القوات الروسية دمرت كل دبابات "ليوبارد" الألمانية التي قدّمتها بولندا والبرتغال إلى أوكرانيا وعددها 16 وحدة، قائلًا إن "الغرب يصر ويطلب من قيادة القوات المسلحة لأوكرانيا مواصلة الهجوم بغض النظر عن الخسائر الكبيرة".
هل حُسمت معركة الدبابات؟
يقلل إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الأوكراني، من أهمية تصريحات وزير الدفاع الروسي حول تدمير "ليوبارد" وحسم المعركة، قائلا إن هذا "ليس منطقيا".
وعن مستقبل الهجوم المضاد بعد تدمير الدبابات المتطورة، يقول يواس:
• كييف ستواصل هجومها رغم الخسائر التي تعد بين الجانبين، وليس أوكرانيا فقط، لكن بوتيرة أقل، ويظل العامل الأهم هو توقيت شحن باقي الأسلحة الغربية.
• روسيا اهتمت باصطياد الدبابات الغربية، وبالأخص الألمانية، كنوع من الحرب النفسية، وإرسال رسائل للشعوب الغربية لتطالب حكوماتها بوقف دعم كييف.
• إلا أن الدعم الغربي لم يتأثر بنتائج الهجوم المضاد حتى الآن؛ فجميع اتفاقيات الدعم العسكري عقود طويلة الأمد، وأوروبا تدرك أن حرب روسيا في أوكرانيا هدفها القارة بالكامل.
"الرهان ضاع"
اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في يونيو، بأن الهجوم المضاد "أبطأ مما هو مطلوب".
هنا يقول يفغيني فيتشسلاف، العضو السابق بالدوما الروسي (البرلمان)، والخبير بالسياسة الدولية، إن "الغرب دفع بأوكرانيا إلى الهاوية؛ فالنتيجة محسومة بالنظر إلى الخسائر التي مُنيت بها كييف في المعدات والأفراد"، حسب تقديره.
كما يرى فيتشسلاف أن من ثمرات ضربات روسيا أن "هناك اتجاها عاما في الشارع الغربي لوقف مساعدة كييف بالسلاح والتي تتم من جيوب دافعي الضرائب دون نتائج على الأرض، فقد صرفت المليارات على مترات فقط ميدانيا"، أي أن أوكرانيا تقدمت في مسافة صغيرة.
على هذا، فإن "موسكو حسمت معركة الدبابات بالفعل؛ فمعظم الميادين تحولت إلى مقابر للدبابات الألمانية والمدرعات الأميركية، وضاع الرهان الغربي على تلك الأسلحة"، حسب المتحدث الروسي.
نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية، الثلاثاء، عن الأسير الأوكراني، أندريه بريخودكو، من عناصر كتيبة "كراكين"، أن الأوكرانيين يخافون ركوب الدبابات الغربية بما في ذلك "ليوبارد"؛ لاعتقادهم بأن الروس يصطادونها.
"الحرب ما زالت طويلة"
بشكل عام، فقدت أوكرانيا 160 دبابة و360 عربة مدرعة خلال الهجوم المضاد، وهذا ما أحصته موسكو، وهو ما يمثل أكثر من 30% من حجم المعدات الغربية التي تم توريدها، كما تم إسقاط عشرات المسيرات و10 مقاتلات تكتيكية و4 مروحيات.
رغم ذلك، لا يتوقع المحلل العسكري الروسي، ألكسندر أرتاماتوف، نهاية قريبة للحرب، قائلا إنه "رغم خسائر كييف، لا يمكن إغفال قدرتها التي ما زالت قائمة على استمرار الهجوم المضاد، فهناك ما يقرب من 9 ألوية أوكرانية متكاملة يتم تدريبهم على يد الغرب، مدعومين بأسلحة غربية؛ ما يعني أن الحرب ستكون طويلة الأمد".
نقطة نهاية الحرب بالنسبة إلى أرتاماتوف، هي "نزع السلاح من يد أوكرانيا بالكامل"، وهذا هو أحد الأهداف التي تقول موسكو إنها شنت عمليتها العسكرية في أوكرانيا لتحقيقها.
في إشارة أخرى لطول هذه الحرب، أعلن وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، أن عشرات الدبابات من طراز "ليوبارد" ستصل من ألمانيا والدنمارك إلى أوكرانيا الأسابيع المقبلة، حسب ما نقلته عنه صحيفة "رزيكزبوسبوليتا" البولندية الإثنين.