تسعى روسيا لاستعادة الهدوء، الإثنين، بعد فشل تمرد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة في مطلع الأسبوع، بينما يقيم الحلفاء الغربيون كيف يمكن للرئيس فلاديمير بوتين أن يعيد إحكام قبضته على السلطة وما قد يعنيه ذلك بالنسبة للحرب في أوكرانيا.
وبعد إنهاء تمردهم القصير، أوقف مقاتلو فاغنر تقدمهم السريع نحو موسكو، وانسحبوا من مدينة روستوف بجنوب البلاد، وعادوا إلى قواعدهم في وقت متأخر السبت بموجب اتفاق يضمن سلامتهم.
وسينتقل قائدهم يفغيني بريغوجن إلى بيلاروسيا بموجب اتفاق توسط فيه الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
وأعلنت موسكو، الإثنين، يوم عطلة لإتاحة الوقت لإعادة الهدوء للبلاد، ولم تكن هناك مؤشرات تذكر على تعزيز إجراءات الأمن في العاصمة الروسية مساء الأحد.
زيارة شويغو
وذكرت وكالة الإعلام الروسية الرسمية، الإثنين، أن وزير الدفاع سيرغي شويغو زار القوات الروسية المشاركة في العملية العسكرية في أوكرانيا.
لكن بوتين، الذي يتولى السلطة منذ أكثر من عقدين، لم يدل بأي تصريحات علنية منذ الاتفاق الذي أوقف أحد أكبر التحديات لحكمه.
وجعل الغموض الذي اكتنف تطورات الأحداث التي جرت في مطلع الأسبوع، كلا من الحكومات الصديقة والمعادية لموسكو على حد سواء تبحث عن إجابات لما يمكن أن يحدث بعد ذلك في دولة لديها أكبر ترسانة نووية في العالم.
وتوقع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الاضطرابات قد تستغرق شهورا.
وقال لبرنامج (ميت ذا برس) على قناة "إن.بي.سي"، الأحد: "شهدنا تصدعات أخرى في وجه روسيا المزيف".
زيارة روسية للصين
وأجرى نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو محادثات في بكين، الأحد، ولم يتضح ما إذا كان تمرد فاغنر قد عجل بزيارته لأقوى حليف لبلاده.
وقالت وزارة الخارجية الروسية: "عبر الجانب الصيني عن دعمه للجهود التي تبذلها القيادة في روسيا الاتحادية من أجل استقرار الوضع في البلاد فيما يتعلق بأحداث 24 يونيو وأكد حرصه على تعزيز الُلحمة في روسيا وتحقيق مزيد من الازدهار لها".
وأكدت بكين دعمها لجهود موسكو في الحفاظ على الاستقرار الوطني، مشيرة إلى التوترات على أنها "شأن داخلي" روسي.
زيلينسكي يتحرك
وناقش الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحداث في روسيا في مكالمات هاتفية مع كل من الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
ووفقا لتصريحات رسمية، عبر بايدن وترودو عن دعمهما لأوكرانيا وهي تواصل هجوما مضادا لاستعادة الأراضي التي استولت عليها موسكو.
وكتب زيلينسكي على تويتر: "يجب أن يضغط العالم على روسيا حتى يستتب النظام العالمي".
وقال التلفزيون الرسمي إن بوتين سيحضر اجتماع مجلس الأمن الروسي هذا الأسبوع، لكنه لم يذكر تفاصيل،
وأفادت وكالة بيلتا الرسمية للأنباء في بيلاروسيا بأن بوتين ولوكاشينكو تحدثا مرة أخرى، الأحد، بعد مكالمتين على الأقل، السبت.
مكان بريغوجن غير معروف
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه سيتم إسقاط الدعوى الجنائية ضد بريغوجن بتهمة التمرد المسلح وإنه سينتقل إلى بيلاروسيا، ولن تتخذ إجراءات بحق مقاتلي فاغنر نظرا لخدماتهم السابقة لروسيا، وذلك بموجب الاتفاق، الذي توسطت فيه بيلاروسيا.
وشوهد بريغوجن (62 عاما) وهو يغادر مقر القيادة العسكرية في روستوف، مساء السبت، في سيارة رباعية الدفع.
وقال بريغوجن إن قراره بالزحف نحو موسكو كان هدفه إبعاد القادة الروس الفاسدين وغير الأكفاء الذين يلومهم على إفشال الحرب.
وبريغوجن حليف سابق لبوتين وكان مدانا من قبل في قضايا وخاضت قواته أكثر المعارك دموية في الحرب المستمرة منذ 16 شهرا في أوكرانيا.