يبدو أن العلاقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقائدمجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، وصلت إلى طريق مسدود لا يمكن العودة منه مرة أخرى، خاصة بعدما وصف بوتين تحركات فاغنر أنها "تمرد وخيانة"، ليتم الرد عليه بتصريح منسوب لبريغوجين بأنه "سيكون هناك رئيسا جديدا لروسيا".

تهديد فاغنر

في أول رد فعل لمؤسس قوات فاغنر، وصف يفغيني بريغوجين خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مخيب للآمال".

وجاء في بيان منسوب لمجموعة فاغنر، نشر على موقع تلغرام، أن "بوتين اختار الطريق الخطأ" مضيفا بصيغة التهديد "وقريبا سيكون لروسيا رئيس جديد".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف، في كلمة موجهة للأمة السبت، ما يحدث من تطورات متسارعة في روسيا، و"التمرد المسلح" الذي قام به مؤسس قوات فاغنر العسكرية الخاصة بأنه "طعنة في الظهر".

ما هي قدرات فاغنر؟

المحلل السياسي والعسكري الروسي تيمور دويدار أبلغ موقع "سكاي نيوز عربية"، أن تعداد قوات فاغنر يصل إلى 25 ألف مقاتل، وهو ذات الرقم التي ذكرته المحللة السياسية الروسية نغم كباس.

وشبه دويدار، قوات فاغنر الروسية بقوات الدعم السريع في السودان التي تقاتل ضد الجيش السوداني، في إشارة إلى أنها تملك خبرات على قتال الشوارع وحزب العصابات.

شاركت فاغنر لأول مرة في الصراع الأوكراني الروسي عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بعد استفتاء شعبي.

تنشط المجموعة في العديد من الدول الإفريقية والشرق أوسطية حيث شاركت في صراعات إقليمية واستغلت الموارد ونشرت نفوذ روسيا.

أخبار ذات صلة

تغطية مستمرة.. فاغنر تعلن العصيان المسلّح
المخابرات الروسية تتحدث عن "محاولة إشعال حرب أهلية"

طموحات بريغوجين

الخبير السياسي والعسكري الروسي أندريه أونتيكوف، يقول إن ما قامت قوات فاغنر، انشقاق وتمرد خطير ولكن فرص نجاحه ليست كبيرة، لأن من يريد أن ينقلب على نظام على الحكم عليه التواجد في العاصمة، وليست من مدينة "روستوف" التي تبعد اكثر من 1000 كيلومتر على موسكو.

وأشار إلى أن الجيش الروسي سيحاول إنهاء عملية التمرد دون توسع نطاق المواجهات المسلحة مع فاغنر، حتى لا يتحول الأمر إلى حربا أهلية، ولكن ما يلفت النظر أن محاولة التمرد لم تؤثر على الأوضاع الأمنية او السياسية، حيث أعلن القادة السياسيون في البلاد وحكام الأقاليم دعم الرئيس بوتين.

وأضاف أن ما جرى هو "خيانة" بحسب وصف بوتين، سببها طموحات قائد فاغنر في حصد ثمار نجاح قواته في أوكرانيا، بالدخول إلى الحياة السياسية عبر تولى قيادة وزارة الدفاع أو الدفاع بأحد المقربين منه في مناصب قيادية بالجيش الروسي، لتقوية مصالح السياسية في البلاد، وهو يرى انه حان الوقت ليصبح زعيما سياسيا، ولكن فرص نحاجه محدودة.

وكشف أن مطالب تسليم وزير الدفاع وقائد الأركان لا تبدو منطقية ولا تتعدى كونها مناورة سياسية منه لا أكثر، لأن تعيين وزير الدفاع من سلطات الرئيس الروسي، وهو لن يرضح لمطالب بريغوجين.

ويتفق مع هذا الرأي الخبير العسكري الروسي والضابط المتقاعد أندريه فيكتورفيتش، الذي يرى أن حظوظ فاغنر ليست كبيرة في مواجهة قوات الجيش الروسي، وأن الجيش قادر على إنهاء عملية التمرد.

السيطرة على روستوف

وسيطرت قوات فاغنر، في وقت سابق السبت، على كل المواقع العسكرية في فورونيج على بعد 500 كيلومتر من موسكو، وفقا لمصادر روسية.

وسبق أن سيطرت قوات فاغنر على كل المواقع العسكرية في روستوف.

وقال قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين: "موجودون في مركز قيادة المنطقة الجنوبية وسيطرنا على المنشآت العسكرية والمطار في روستوف".

وطالبت وزارة الدفاع الروسية مقاتلي فاغنر بتسليم أنفسهم وعدم التمرد على الجيش.

وقالت الوزارة لمقاتلي فاغنر: "تم خداعكم وجركم إلى عملية إجرامية وسنضمن سلامتكم".