اعتبر مجيد جعفر، المدير التنفيذي لشركة "نفط الهلال"، أقدم شركة خاصة في قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط، اختيار الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف (COP28) المقرر في دبي أواخر العام الجاري، الأمثل، وحدد الأسباب.

وفي مقال رأي، قال جعفر أن اختيار الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف (COP28) أثار الجدل عند الغرب، ولكنه بذلك سلط الضوء على "عقلية غربية ضيقة تعمل بشكل متزايد على إبعاد الكثيرين في العالم النامي الذين سيكون قبولهم أمرا حاسما لمواجهة هذا التحدي العالمي".

معايير غربية مزدوجة

عقد الاجتماعان الأخيران، COP26 و COP27، في اسكتلندا ومصر، وكلاهما من منتجي النفط والغاز الرئيسيين، ومع ذلك لم يواجهوا أي رد فعل يذكر بسبب ذلك. هذا يؤكد على المعايير الغربية المزدوجة.

في مؤتمر COP26، تم إلغاء منصات عمل صناعات النفط والغاز والفحم والنووي، والتي تنتج معا 90 في المائة من الطاقة العالمية، ولم يسمح لها حتى بالمشاركة في الحوار، بسبب أجندة معينة، مما قوض الاجتماع بأكمله وعرقل نجاحه.

لقد رأينا أيضا "عملية التأنيب الغربية" خلال اجتماعات COP الأخيرة في البلدان النامية مثل الهند وغيرها، وهي دول كانت تنتظر 100 مليار دولار في "تمويل قطاع المناخ" الذي وعدوا به في باريس، ولكن لم يتحقق بعد.

هذه البلدان النامية تسأل الحكومات الغربية الصناعية بحق ومفهوم: "كيف يمكنك، من استعمرت أجزاء كبيرة من آسيا وأفريقيا، واستخدمت مواردنا لتغذية التنمية الصناعية الخاصة بك، الآن بطريقة ما تلقي محاضرة لنا أنه لا ينبغي أن يكون لدينا مجال طاقة مستقر، بينما أنت تستمتع به؟".

وفي أول بادرة على حدوث أزمة طاقة في العام الماضي، أعادت عدة دول أوروبية تشغيل محطات الفحم الخاصة بها، على الرغم من الدعوة ضد استخدام هذا الوقود في اجتماعات COP الأخيرة.

عمليا، جميع الدول الأوروبية، بما في ذلك بريطانيا، تدعم الآن استهلاك الطاقة حتى بعد أن أمضت سنوات في "إلقاء المحاضرات" على البلدان النامية لتجنب القيام بذلك.

والعديد من هذه البلدان نفسها تقترب الآن أيضا من البلدان الأفريقية، مثل موزمبيق وتنزانيا، وتسعى بشدة للحصول على الغاز الطبيعي الذي رفضوا سابقا استيراده للاستهلاك المحلي باسم "سياسة المناخ"، طالما أنه يذهب الآن إلى أوروبا كغاز مسال.

مثل هذا "النفاق"، على حد وصف جعفر، يزعج البلدان النامية التي ترى أن السياسات المناخية تُستخدم لإعاقة نموها وتطورها، وبالتالي، فهي تعرض للخطر تقدم عملية COP بأكملها لتقليل الانبعاثات العالمية كتحدي تعاوني مشترك.

نحو كوب 28, تحذير: التغير المناخي يؤثر في سلوك الحيوانات!

كل هذا يقودنا إلى استنتاج منطقي وهو أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي المكان الأمثل لاستضافة COP28 وتشييد جسر يربط الشمال والجنوب "المنقسمين".

أخبار ذات صلة

الإمارات تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للشباب لتغير المناخ
وزير البيئة اللبناني يتحدث عن "الحرائق" والأمل في كوب 28

لماذا الإمارات الأمثل للاستضافة؟

  • أولا، دولة الإمارات العربية المتحدة مستثمر كبير في جميع أشكال الطاقة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة.
  • شركة "مصدر"، أحد أكبر المستثمرين في العالم في مجال الطاقة النظيفة وينشط في أكثر من 40 دولة حول العالم، تم تأسيسها في أبو ظبي في عام 2006، قبل وقت طويل من قيام معظم الدول الأخرى بالتزامات كبيرة في هذا المجال.
  • الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ورئيس COP28 المعين، كان الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة "مصدر"، ولا يزال يشغل منصب رئيس مجلس إدارتها.
  • إنه دور اضطلع به قبل فترة طويلة من منصبه الحالي في شركة أدنوك، علاوة على ذلك، ستقود دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية توسيع نطاق استخدام الهيدروجين لأن لديها الموارد، سواء من حيث التمويل أو الغاز الطبيعي وإمدادات الطاقة الشمسية منخفضة التكلفة، لتكون قادرة على تطوير هذه التقنيات في المستقبل.
  • الميزة الأخرى لدولة الإمارات العربية المتحدة هي جغرافيتها. نظرا لكونها تحمل موقعا مركزيا ومجهزا بخدمات لوجستية فائقة ووصلات سفر إلى العالم، فهو أفضل مكان للجمع بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، وهو أمر ضروري لحوار حقيقي.
  • وتجدر الإشارة أيضا إلى العلاقات الفريدة التي طورتها الإمارات العربية المتحدة مع عدد من الدول الآسيوية والأفريقية. هذا أمر مهم لأنه، في نهاية المطاف، سيتم كسب معركة المناخ أو خسارتها في هذه البلدان، لأنها ستشكل تقريبا كل النمو العالمي في انبعاثات الكربون في المستقبل.
  • سيعقد COP28 في نفس المكان الذي استضاف معرض إكسبو 2020 في دبي، والذي أصبح أول معرض عالمي يدفع مقابل ما يسمى بـ "البلدان الأقل نموا" ليكون لها أجنحة خاصة بها.
  • بعبارة أخرى، الإمارات تمثل مكانا شاملا يتم فيه الترحيب بجميع آراء الدول واحترامها. لكل هذه الأسباب، سيكون COP28 مؤتمرا شاملا وناجحا، حيث أثبتت الإمارات أنها المضيف المثالي، بغض النظر عن المحادثات التي تجري في أوروبا.