جدد رئيس حزب النصر التركي، أوميت أوزداغ ، تعهده بالعمل على وقف تدفق اللاجئين بزرع ألغام على الحدود، فيما تواصل الحكومة بناء وحدات سكنية في شمال سوريا لإعادة السوريين لبلادهم.

ويبدو من تصريحات أحزاب المعارضة وخطوات الحكومة فيما يخص اللاجئين، أن هناك توافقا بين الجانبين على الحد من وجود اللاجئين، وإن اختلفت الوسيلة.

وفي تدوينة على موقع "تويتر"، الثلاثاء، قال رئيس الحزب القومي، والقائم برنامجه على ترحيل اللاجئين: "إن الحل الوحيد لدخول طالبي اللجوء هو الانسحاب من اتفاقية أوتاوا وزرع الألغام على حدودنا".

أخبار ذات صلة

بدافع البقاء.. "الأتراك الجدد" يفضلون هذا المرشح رئيسا
اللاجئون الأفغان.. انقسام أوروبي وشرط أميركي "غريب"

 ونشر أوزداغ مقطع فيديو لطالبي لجوء يتحايلون للتسلسل عبر الحدود، قائلا إنه وفقا لمصادر إيرانية، دخل 20 ألف مواطن أفغاني تركيا الشهر الماضي.

وجعل حزب النصر، وأحزاب أخرى حليفة له، إضافة لأحزاب تحالف "الأمة" المعارض، من ملف اللاجئين ركنا أساسيا في الدعاية خلال انتخابات 14 و28 مايو الماضي، وسط اتهامات للاجئين بأنهم أحد أسباب تأزم الاقتصاد، وأن المجنسين منهم صوتوا لصالح منافسهم رجب طيب أردوغان.

سياسة "غير مجدية"

يهون المحلل السياسي التركي، جودت يلماز، من شأن حملة حزب النصر في ملف اللاجئين، قائلا لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنها "لا تلقى صدى لدى الحكومة والكثير من الأتراك".

واستدل على ذلك بضعف النتيجة التي حصدها تحالف "أتا" القومي، الذي يقوده حزب النصر، خلال الانتخابات البرلمانية؛ حيث كانت في حدود 2% فقط من الأصوات.

 ويُرجع المحلل التركي اهتمام أوزداغ بهذا الملف إلى أنه "يحاول تقديم نفسه حاميا للقيم التركية، وقائدا للقوميين؛ لكي يكسب جماهيرية، مستغلا الغضب من الوضع الاقتصادي، ولكن حتى التيار القومي له أحزاب كثيرة، مثل حزب الحركة القومية وحزب الخير، بل وبعضها متحالف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم مثل الحركة القومية".

خلاف في الظاهر؟

  • سبق أن توعد أوزداع، يونيو 2022، في خطاب بولاية أضنة بزرع ألغام على الحدود لمنع تدفق اللاجئين إن وصل للحكم.
  • وحينها، رد عليه وزير الداخلية سليمان صويلو ساخرا، بأنه "مجنون"، ويروج لخطاب "العنصرية وكراهية الأجانب".
  • إلا أن الخلاف في خطاب الحكومة والأحزاب المعارضة حول اللاجئين يبدو "ظاهريا"؛ حيث تتخذ الحكومة بالفعل خطوات لترحيلهم، ولكن بخطوات تدريجية وأكثر هدوءا.
  • ولم يخلُ خطاب أردوغان خلال حملته الانتخابية من وعود بترحيلهم، ولكن بشكل "طوعي"، وفي أول تعليق له بعد فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات، 28 مايو، أكد أن حكومته "ستؤمن عودة مليون لاجئ سوري إضافي"؛ أي سبق وتم إعادة لاجئين.
  • وفي خضم الانتخابات، وضع وزير الداخلية التركي سليمان صويلو حينها، ومدير عام صندوق قطر للتنمية خليفة الكواري، 24 مايو، حجر الأساس لمشروع وحدات سكنية جديدة في شمال سوريا؛ تمهيدا لاستقبال اللاجئين.
  • وخلال الانتخابات أيضا، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن 80% على الأقل من الأتراك يريدون ترحيل السوريين.

أخبار ذات صلة

فيديو لجدار تركي مع إيران.. والهدف اللاجئين الأفغان
تركيا تعلن مغادرة آلاف المهاجرين لأراضيها.. والوجهة أوروبا

من هو أوميت أوزداع؟

كان عضوا في حزب الحركة القومية، قبل طرده منه في 2020، لينضم إلى حزب "الخير" القومي، واستقال منه 2021.

أسس بعد أشهر حزب "النصر"، ليكون ملف اللاجئين على رأس برنامجه.

خسر أوزداغ مقعده في البرلمان التركي خلال الانتخابات الأخيرة، وحصل حزب "النصر" على 2.25% من الأصوات في الانتخابات، ولم يستطع تخطي حد الـ7% لدخول البرلمان.

 عقب الخسارة قال أوزداغ، "كان ينبغي أن نحصل على مزيد من الأصوات في بلد يعيش فيه 13 مليون لاجئ ومهاجر غير شرعي، ومع الأسف الآن أصبح من الصعب إعادة هؤلاء الـ13 مليونًا إلى أوطانهم".