كنز تراثي أوكراني آخر أصبح عرضة للدمار، هو منزل للمسنة بولينا رايكو التي حولت جدرانه وسقفه وكل بقعة فيه إلى لوحات فنية، جعلته رمزا للفن الشعبي في جنوب أوكرانيا.
المنزل المزين بصور مستوحاة من الحياة الطبيعية الغنية، هو أحدث ضحايا انهيار سد كاخوفكا جنوبي أوكرانيا، الذي تبادلت موسكو وكييف الاتهام بشأن تدميره.
وقضت رايكو حياتها في قرية أوليشكي جنوبي خيرسون، وهي من بين أكثر المتضررين من الفيضانات التي خلفها انهيار السد الأسبوع الماضي.
من هي رايكو؟
- بدأت رايكو الرسم كوسيلة لمعالجة حزنها بعد أن عانت موجة من المآسي، بما في ذلك فقدان زوجها وموت ابنتها الوحيدة في حادث سيارة، فيما أصبح ابنها مدمنا وكان يسيء معاملتها، وألقي القبض عليه في النهاية.
- لم يكن لدى المرأة خبرة ولا معدات خاصة، حيث بدأت بالطلاء والفرش من متجر محلي.
- رسمت المسنة البالغة من العمر 69 عاما فقط لمدة 6 سنوات، لكن إرثها انتشر في أنحاء المنطقة، من اللوحات الجدارية في متجر بخيرسون والمستوحاة من عملها، إلى الفنانين الشباب الذين توافدوا من كييف ومدن أخرى لزيارة منزلها.
ماذا حدث للمنزل الفني؟
ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية، أنه نظرا لأن القرية تقع تحت سيطرة روسيا، فإنه لم يتمكن أحد من زيارة المنزل الذي تحول إلى تحفة فنية وتقييم حالته، لكن حتى الأخبار المحدودة التي تم تسريبها كانت سيئة.
وقال سيمون خرامتسوف، وهو فنان من خيرسون: "آخر شيء نعرفه هو أن الجيران قالوا إن الطابق الأول من منزلهم قد غمرته المياه، مما يعني أنه سيتم غمر منزل رايكو حتى السطح".
وإذا انهار السد كليا فمن الوارد أن ينجرف المنزل بالكامل، لكن بسبب هيكله التقليدي فإن حتى بضعة أيام وسط المياه قد تحدث أضرار جسيمة "لا يمكن إصلاحها".
وقالت المؤرخة الفنية والصحفية الذي تدير حساب "تاريخ الفن الأوكراني" على "تويتر" أوكسانا سيمينك: "كان عملها الفني الرئيسي والوحيد هو هذا المنزل. لقد فقدنا تراثها ووجودها المادي".
وكانت رايكو جزءا من الفن الشعبي في أوكرانيا، وربما كان أشهر أسلافها في هذا التقليد الرسامة ماريا بريماتشينكو، التي كانت أيضا "هدفا" في هذه الحرب.
وأدى هجوم على موطن بريماتشينكو الأصلي، إيفانكيف، إلى اشتعال النار في متحف يضم العديد من أعمالها، وفقد بعضها.