أعلنت موسكو التصدي لعملية توغل أوكرانية على الجبهة الجنوبية وبالأخص حول محور زابوروجيا، وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن قوات كييف حاولت اختراق التحصينات الروسية في تلك المنطقة.
وأضاف شويغو: "تم اكتشاف العدو، وتنفيذ ضربة استباقية من قبل سلاحي المدفعية والطيران والأسلحة المضادة للدبابات".
وتزامنت المحاولة الأوكرانية مع قصف داخل العمق الروسي، الأمر الذي اعتبره مراقبون بداية لهجوم كييف المضاد.
محاولة توغل بعد انهيار السد
محاولة التوغل الأوكرانية في المحور الجنوبي وحول زابوريجيا، تم بمشاركة قرابة 1500 فرد و150 آلية مدرعة، واستمرت المعركة لمدة ساعتين خسرت خلالها كييف 30 دبابة و350 عسكريا، بحسب وزير الدفاع الروسي.
واعتبر الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة "فولسك" العسكرية، أوليغ أرتيوفسك، أن الهجوم الأوكراني المضاد الذي تم تسويقه على مدار الأشهر الماضية، قد بدء بالفعل منذ أسبوع تقريبا، رغم نفي كييف المستمر لذلك.
وقال أرتيوفسك في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "محاولة التوغل من الجبهة الجنوبية خلال الساعات الماضية، دليل قاطع على تورط كييف في تفجير سد كاخوفكا، والتي تحاول من خلاله أوكرانيا عزل القوات الروسية عبر ضفاف نهر دنيبرو".
وتوقع الباحث في الشأن الدولي، تكثيف المحاولات الأوكرانية خلال الأيام القادمة حول محور زابوريجيا، وبالأخص المنطقة المحيطة بالمحطة النووية، من أجل إشعال الموقف أكثر وأكثر واتهام موسكو بتعريض المحطة النووية للخطر.
أما بالنسبة لاستهداف العمق الروسي، أشار أرتيوفسك، إلى تنفيذ كييف لهذا المخطط "مع بداية هجومها المضاد، بقصف العمق الروسي بالمسيرات والمدن الحدودية، فخلال الساعات الماضية أيضا تعرضت مقاطعة بيلغورود لقصف أوكراني بأكثر من 500 قذيفة".
خطة استنزاف
ماتيوشين فيكتور المتخصص في حل النزعات الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أوضح أن بلاده تنفذ خطة استراتيجية تعتمد على استنزاف القوات الروسية قبل بدء الهجوم المضاد فعليا، والذي يحتاج إلى المزيد من المساعدات العسكرية، مؤكدا أن المرحلة الحالية مرحلة تحضير للمعركة والتي تعد فاصلة.
وأوضح فيكتور، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن محاولات اختراق العمق الروسي نجحت جميعها خلال الفترة الماضية، وهذا ما دفع موسكو إلى قصف العاصمة كييف بشكل هيستيري، مرجعا نجاح التحركات الأوكرانية لعدة أسباب هي:
• روسيا تورطت بشكل مباشر في حرب طويلة الأمد.
• زيادة الخلافات بين القادة العسكريين ومجموعات فاغنر.
• خسارة فادحة دفعتها موسكو للسيطرة على محور باخموت.
• استمرار الدعم الغربي لكييف ما يشكل دليلا على تقدم أوكرانيا في الميدان وقدرتها على فعل المزيد.
وكثفت القوات الأوكرانية في الفترة الأخيرة ضرباتها المدفعية والصاروخية ضد المناطق الحدودية في بيلغورود، فيما قامت مجموعات مسلحة أوكرانية بمحاولات اقتحام عدد من المناطق.
هجوم لم يأت ثماره
فيما يخص البداية الفعلية للهجوم الأوكراني المضاد، قال أرتيوفسك، إنه رغم المحاولات الأوكرانية لا يوجد تأثير فعلي على الأرض.
وتابع أرتيوفسك قائلا: "جميع الهجمات المضادة التي شنتها كييف باءت بالفشل خلال الأسابيع الماضية، مما جعلها تفكر في استراتيجية استهداف العمق لعمل ما يسمى بالاستعراض الإعلامي وهذا عكس الواقع تماما".
وأشار إلى حادث تدمير محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية، معتبرا أن: "تفجير السد جزء من خطة الهجوم المضاد نظرا لعدم قدرة كييف على المواجهة في الميدان".