تواصل السلطات الكندية إجراءات مواجهة حرائق الغابات التي تجتاح أماكن عدة، حيث اضطر نحو عشرة آلاف من سكان مدينة كيبيك لإخلاء منازلهم، بعد أن اجتاحت حرائق الغابات المزيد من الأقاليم.
ووصفت بداية موسم الحرائق في كندا بأسوأ بدايات موسم حرائق الغابات، وأعلن رئيس بلدية كيبيك حالة الطوارئ بالمدينة، وقال وزير الأمن العام في كيبيك، فرانسوا بونارديل إنه تواصل مع الحكومة الاتحادية لطلب مساعدة الجيش.
وفي إطار الجهود الدولية لمواجهة الأزمة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استعداد بلاده لإرسال مساعدات وتعزيزات إلى كندا، حيث تضررت البلاد بحرائق هائلة ومدمرة منذ عدة أسابيع، منها 361 حريقا ما زال مشتعلا.
وأعلن ماكرون أن 100 من رجال الإطفاء والخبراء الفرنسيين سيتم إرسالهم عبر المحيط الأطلسي، حيث دمرت الحرائق أكثر من 2.7 مليون هكتار منذ بداية العام الجاري في كندا، أي 8 أضعاف متوسط السنوات الثلاثين الماضية، حسب السلطات الكندية.
الإنذار المبكر هو الحل
عضو الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة، أيمن قدوري، يفسر في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" أسباب شراسة حرائق الغابات في هذا الموسم، ويكشف عن المأمول من COP28 المزمع عقدها في دولة الإمارات في نوفمبر المقبل:
- نظام الإنذار المبكر يساهم في مواجهة الكوارث الطبيعية بشكل عام، إذ إنه نظام مراقبة للعوامل المناخية التي قد تتفاقم مسببة كارثة بيئية.
- سيعمل على تفادي استفحال أي كارثة بيئية وتقليل الخسائر المادية والبشرية من خلال توفير الوقت اللازم لإخلاء المناطق المهددة، ونقل الناس إلى الملاجئ المعدة خصيصاً لمواجهة المخاطر البيئية.
- تجهيز فرق التدخل السريع وتطوير مهارات فرق الدفاع المدني للتعامل مع ظروف انطلاق الكارثة، وكيفية التحكم بها لمنع انتشارها.
- مثل هذه الاستعدادات سيوفرها نظام الإنذار المبكر الذي يلعب على عامل توفير الوقت المهم لتحجيم الكارثة ودرء مخاطرها.
- نأمل أن يأخذ هذا المشروع اهتمام الدول الأعضاء في مؤتمر المناخ تحديداً في القمة المقبلة COP28 المزمع عقدها في دولة الإمارات في شهر نوفمبر.
أسباب تفاقم الأزمة
- يرجع عضو الاتحاد العالمي، أيمن قدوري استمرار الحرائق في كندا إلى تعرض غرب البلاد أثناء استعار نيران الحرائق لرياح عاتية ساهمت في نشر السنة النيران في أجزاء أكبر.
- عكست الرياح مسارها باتجاه الشرق، ما أدى إلى انتقال الحرائق إلى مقاطعات شرق كندا لعل أبرزها مقاطعة نوفا سكوشا، وهددت بذلك عشرات الآلاف من العوائل القاطنة في المزارع المجاورة للغابات المحترقة التي خرجت حرائقها عن السيطرة.
- الجفاف الذي ضرب عموم البلاد واستمر لأكثر من 4 سنوات، أفقد نباتات الغابات محتواها المائي وأصبحت وقود عضوي جاهز للاشتعال، أما عن المزارع المحيطة بقرى المقاطعة تقليص المساحات المزروعة وعدم توفر المياه الكافية لإدامة رطوبة الأرض الزراعية، فاصبحت الآن رماد بعد أن وصلت لها النيران.
- الآثار المناخية المتطرفة والتي تؤدي إلى حدوث الكارثة هي أحداث تراكمية، أي أن حدوث الكارثة يكون مسبوق بفترات تحميل سلبي تتراكم خلالها عوامل بيئية ناتجة عن تدهور حالة المناخ.
- ما حدث في كندا واستمرار انتقال الحرائق بين غرب وشرق البلاد نتيجة متوقعة لما حدث من جفاف ساعدت المساحة الجافة من الغابات الكندية الشاسعة المترابطة في استفحال الحرائق.
توقعات بخسائر ضخمة
- وفق عمليات الحماية المدنية الأوروبية والمساعدات الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية، فإنه من المتوقع أن تزداد مخاطر الحريق بسبب تغير المناخ.
- سيتسم الموسم بشكل متزايد بحرائق هائلة تكلف الأرواح وتحترق المناطق التي تستغرق وقتًا أطول للتعافي تمامًا.
- أصبحت حرائق الغابات مؤخرًا مصدر قلق لعموم أوروبا، على الرغم من تعرض فرنسا وإسبانيا والبرتغال بشكل خاص الصيف الماضي، إلا أن حرائق كبيرة اندلعت أيضًا في التشيك وألمانيا واليونان وسلوفينيا، على سبيل المثال لا الحصر.
- في المجموع ، سجلت 20 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي مناطق محترقة أكثر من المتوسط في عام 2022. وتوسعت مخاطر حرائق الغابات لتشمل مناطق لم تتعرض من قبل ، وانتقلت إلى ما بعد منطقة البحر الأبيض المتوسط. يتسبب هذا في خسائر اجتماعية وبيئية ومناخية واقتصادية ضخمة في جميع أنحاء أوروبا.
- تتبع الأشهر الأولى من عام 2023 نفس النمط الذي اتبعته في السنوات الأربع الماضية ، مع وجود عدد كبير جدًا من حرائق الشتاء والربيع
- تستمر ظروف الجفاف التي تؤثر بالفعل على أوروبا في عام 2022، مع توقع مخاطر حرائق عالية خلال الصيف حيث من المتوقع درجات حرارة أعلى من المتوسط في معظم القارة.